قررت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس خلال اجتماعها بفيينا الإبقاء على مستويات إنتاج النفط دون تغيير حسبما أعلنه جوزيه ماريا فاسكونسيلوز رئيس الاجتماع ال152 العادي للمنظمة. وأوضح فاسكونسيلوز أن القرار نابع من اهتمام المنظمة بالوضع الاقتصادي العالمي وتجاوبا منها مع الوضع الاقتصادي العالمي السائد حاليا. من جهة أخرى أعلن وزير النفط القطري عبد الله العطية أن المنظمة ستجتمع مجددا في شهر ماي المقبل في مقرها بفيينا لبحث مستجدات الوضع الاقتصادي العالمي على ضوء ما سيسفر عنه اجتماع دول مجموعة ال20 بلندن مطلع الشهر الداخل. كما أضاف العطية أن جميع الدول الأعضاء في المنظمة تعهدت باحترام حصص الإنتاج المخصصة لها. من جهته أكد وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل في تصريح صحفي بعد اختتام أشغال الاجتماع أن هذا القرار يعد بمثابة قرار "مسؤول" مضيفا أن من شأنه أيضا "إعطاء فرصة لقمة مجموعة ال20 لدى اجتماعها يوم 2 افريل المقبل لكي تؤدي ما هو مطلوب منها". وكان وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل قد أدلى بتصريح للصحافة لدى وصوله إلى مقر المنظمة أشار فيه إلى أن "السوق تتوقع تقليص الإنتاج ب500.000 إلى 5ر1 مليون برميل يوميا. وسبق للسيد خليل أن أشار خلال استضافته في منتدى جريدة "المجاهد" نهاية الاسبوع الماضي الى أن هدف منظمة الدول المصدرة للنفط هو الوصول إلى سعر 75 دولار للبرميل من أجل ضمان استقرار السوق، مشيرا في هذا الصدد إلى أن هذا المسعى يقتضي من كل الدول سواء تلك المنضوية داخل المنظمة أو خارجها، احترام هذا الهدف الذي من شأنه أن يعود بالفائدة على الجميع، على اعتبار أنه يساعد على تنفيذ برامج التنمية وتمويل مشاريع تطوير الطاقات المتجددة، مع ضمان احترام الالتزامات المتخذة في اتفاقية "كيوتو" حول الاحتباس الحراري. وفي حين ذكر بأن 26 دولة من ضمن 43 دولة تقترح التخفيض في الإنتاج بالحجم المذكور، بينما تريد بعض الدول الإبقاء على سقفه حاليا، اعتبر الوزير بأن السوق في وضعها الحالي تستدعي اعتماد تخفيضات جديدة، مشيرا في السياق إلى وجود انضباط داخل منظمة أوبك، التي أصبحت تحترم التزاماتها بشكل أكبر مما كان عليه في السابق، حيث بلغ مستوى الانضباط داخل المنظمة حسبه إلى 85 بالمائة بينما يتوقع أن يصل إلى 90 بالمائة خلال نهاية شهر مارس الجاري، مذكرا بالمناسبة بأن المجموعة عملت لمدة 6 أشهر كاملة على تحقيق الاستقرار في السوق. وتجدر الإشارة إلى أن منظمة "أوبك" كانت قد أقرت خلال اجتماعها الأخير بوهران في ديسمبر الماضي خفض إنتاجها ب2,2 مليون برميل في اليوم ليصل الحجم الإجمالي للتخفيضات منذ سبتمبر 2008 إلى 2,4 مليون برميل في اليوم.