أرجع وزير الموارد المائية، أرزقي براقي الفيضانات التي شهدتها عدة ولايات بوسط وشرق البلاد أمس، على غرار الجزائر العاصمة وقسنطينة وميلة وخنشلة، إلى الرياح القوية وكميات الأمطار الكبيرة المتساقطة خلال زمن قياسي. قال وزير الموارد المائية خلال استضافته في برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى أمس، إن "كمية الأمطار التي تساقطت خلال ثلاث ساعات فقط على العاصمة، تعادل كمية التساقط خلال شهر كامل، في نفس الوقت الذي تم تسجيل تساقط 20 ملم في خنشلة خلال 15 ثانية و35 ملم في أقل من 20 ثانية على مدينة قسنطينة. وبرر الفيضانات التي أغرقت شوارع هذه المدن إلى كون كمية الأمطار المتهاطلة وغزارتها جعل البالوعات غير قادرة على امتصاص هذه السيول. وأشار إلى أن الأمطار الغزيرة التي تشهدها الجزائر حاليا تدخل ضمن النشاط الموسمي، إلا أن التغيرات المناخية المفاجئة زادت في كثافة كميات الأمطار المتساقطة، شأنها في ذلك شأن مختلف بلدان حوض المتوسط الأخرى. وأكد السيد أرزقي أن دائرته الوزارية تعمل حاليا على وضع استراتيجية خاصة للتدخل وتفادي كوارث طبيعية محتملة في المناطق السوداء ال 700 التي تم إحصاؤها، والتي يمكن أن تعرف حدوث فيضانات خلال فصل الأمطار. وأكد ضمن هذه الخطة على وجود برامج على المدى المتوسط، تسمح بحماية المدن والمناطق المهددة بالفيضانات". وكشف وزير الموارد المائية من جهة ثانية بأن التحقيق حول الأسباب التي أدت إلى انقطاع التزود بالماء الشروب في الجزائر العاصمة، عشية عيد الأضحى، متواصل على مستوى مصالح الأمن وسيتم الإعلان عن نتائجه قريبا. وأضاف أنه "شرع منذ شهر فيفري في عملية تقييم إداري داخلي على مستوى أداء المسؤولين في قطاع الري، أسفر عن فضح بعض الممارسات تتعلق بسوء تسيير البرامج التنموية وسوء تسيير الخدمة العمومية مما استدعى اتخاذ قرارات بإنهاء مهام بعض المسؤولين" وعلى رأسهم مدير عام مؤسسة "سيال". وكشف بخصوص هذه المؤسسة أنه سيعقد لقاء مع المدير العام للمؤسسة الفرنسية "سويز" التي تعد "سيال" إحدى فروعها الناشطة في الجزائر من أجل بحث سبل تحسين الخدمات التي تقدمها هذه المؤسسة للسكان. كما جدد الوزير أرزقي براقي، التأكيد على سعي وزارته للقضاء على مشكل انقطاع وتذبذب توزيع المياه الصالحة للشرب بحلول الثلاثي الأول من العام القادم، باعتماد عدة مشاريع وحلول عملية لإيصال المياه لكل المناطق، مشيرا إلى اعتماد 11 ألف و900 مشروع موجه بالدرجة الأولى للمناطق النائية وخاصة مناطق الظل. وقال إن مصالح وزارته شرعت ضمن حلولها الفورية في توفير صهاريج المياه وخزانات صغيرة بطاقة استيعاب 30 مترا مكعبا يتم ملؤها بشاحنات أو ربطها بآبار لتمكين سكان المناطق الجبلية ومناطق الظل من التزود اليومي بالمياه الصالحة للشرب. للإشارة، فقد عاين وزير الموارد المائية أمس، الأضرار التي لحقت بمجمع هام لمياه الصرف الصحي بواد كنيس ببلدية القبة بالجزائر العاصمة، عقب الأمطار الطوفانية التي عرفتها العاصمة في الساعات الماضية، حيث وقف على انطلاق أشغال التصليح والتأمين التي باشرتها شركة كوسيدار.