أشرف مركز علم المناخ التابع للديوان الوطني للأرصاد الجوية بحر الأسبوع الفارط على تنظيم فعاليات يوم دراسي حول الأرصاد الجوية، قصد تعميم المعلومات المتوفرة حول الظواهر المناخية، تفاديا لأي نوع من الكوارث والخسائر البشرية والمادية التي قد تنجر عنها، سيما بعد انتشار الانعكاسات السلبية لظاهرة الاحتباس الحراري عبر كامل بلدان العالم، بما في ذلك الجزائر. أكد وزير النقل عمار تو اليوم لدى افتتاح لفعاليات اليوم الدراسي ''ما عاشته بعض مناطق البلاد مؤخرا مثل الفيضانات والأمطار الطوفانية، جراء التقلبات المناخية يدفعنا إلى التساؤل عن مصدرها وعلاقتها بالأرصاد الجوية''، مشيرا إلى ضرورة تعميم المعلومات حول الظواهر المناخية بهدف السماح للسكان باتخاذ الإجراءات الضرورية من قبل لتفادي وقوع مثل هذه الكوارث، وأشاد الوزير في ذات الإطار بالدور الذي لعبته وسائل الإعلام، لاسيما الإذاعات المحلية في البث المتواصل لنشرات الأحوال الجوية الخاصة. من جهة أخرى، قال المسؤول الأول عن قطاع النقل إن الوقت ''مُواتٍ'' لدراسة انعكاسات هذه التقلبات الجوية ومعرفة ما إذا كانت هذه الظواهر عادية أم استثنائية، إضافة إلى وجوب توضيح علاقتها مع التغيرات المناخية التي يعرفها كوكب الأرض. وفي سياق مماثل، قدم دحمان بوشرف من مركز علم المناخ التابع للديوان الوطني للأرصاد الجوية مجموعة من المعلومات الأساسية حول التغيرات المناخية، خاصة ما يتعلق منها بتحديد المفاهيم ومختلف أنواع التأثيرات على المديين الطويل والقصير على التغيرات البيئية عبر العالم، موضحا أن الجزائر أضحت تتقاسم نفس الاتجاهات المناخية لحوض المتوسط، التي تعد من أكثر المناطق ''هشاشة''، بالنظر إلى التغيرات الجوية التي تتميز بمناخ جاف وشبه جاف على العموم، مرتكزا على ارتفاع كميات الأمطار وموجات الحرارة التي اجتاحت البلاد منذ 1930 إلى جانب بعض التوقعات الخاصة بسنة .2020 ولمواجهة الانعكاسات السلبية للظواهر المناخية، استند فرحات أونار المدير العام للديوان الوطني للأرصاد الجوية حول المشاريع النموذجية الجاري استكمالها والرامية إلى تقليص هشاشة المناطق الحضرية أمام الكوارث الطبيعية، في إطار المساعي التي باشرتها وزراة البيئة والسياحة وتهيئة الإقليم خلال السنوات القليلة الماضية، مشيرا إلى بعض الانجازات على غرار إنشاء 10 محطات أوتوماتيكية خاصة بالمناخ بولاية الجزائر، ونظام استقبال المعطيات من الأقمار الاصطناعية، فضلا عن إقامة رادار خاص بالأرصاد الجوية، من أجل قياس كميات الأمطار بالدار البيضاء، وهي ذات المشاريع التي تهدف بالأساس إلى تحسين توقعات الأرصاد الجوية وتسيير الأخطار المناخية. وعرض أونار أهم الأهداف المتضمنة في المخطط 2009-2013 التي تكمن في مواصلة آلية شبكة التوقعات وتطوير شبكة رادارات الأمطار ودراسة وإنشاء شبكة الكشف عن الصواعق، في حين قدم الأستاذ أحمد متاري أستاذ وباحث في معهد التكوين والبحث في مجال الأرصاد الجوية عرضا حول مختلف فترات الجفاف التي عاشتها الجزائر، حيث تطرق إلى طريقة استعمال المعطيات المناخية من أجل مواجهة التغيرات المناخية.