استعجال إصدار مرسوم قانون الكوارث الطبيعية دق أمس الديوان الوطني للأرصاد الجوية ناقوس خطر عدة كوارث طبيعية ستشهدها الجزائر في السنوات المقبلة، مستعجلا السلطات العمومية في اتخاذ تدابير جدية لتسجيل أقل الأضرار، مع الإسراع في تطبيق القانون الخاص بتسيير الكوارث الطبيعية، وإصدار مرسوم تنفيذي يحدد مهام مختلف القطاعات المعنية في حالة حصول أي طارئ. استعجل أمس المدير العام للديوان الوطني للأرصاد الجوية، فرحات ونار، لدى نزوله ضيفا على "منتدى المجاهد"، تطبيق قانون 04 الخاص بتسيير الكوارث الطبيعية، مع الإسراع في إصدار مرسوم تنفيذي يحدد مهام مختلف القطاعات المعنية في حالة تسجيل كارثة طبيعية، باعتبار أن الجزائر ستعيش سلسلة من التقلبات المناخية بشتى أنواعها في الفترة المقبلة، مؤكدا أن عددها سيزداد بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات الفارطة، مؤكدا على ضرورة تنسيق القطاعات فيما بينها، بدل الاقتصار على اتخاذ الاحتياطات على قطاع واحد أو اثنين. وأضاف فرحات ونار، أن التغيرات المناخية التي تسجلها الجزائر مستقبلا ستزيد من الاحتباس الحراري، فيضانات وجفاف وموجات حرارة كثيرة، وإحصاء عدد معتبر من الحرائق، وهي نفس الاتجاهات المناخية في كل مناطق البحر الأبيض المتوسط، مما يؤثر سلبا على السير العادي لعدة مجالات. فحسب الديوان الوطني للأرصاد الجوية فإن الفترة الممتدة بين 2000 و2022، سيتسبب خلالها هذا التغيير في تسجيل انخفاض محسوس في نسبة الموارد المائية، وانخفاض منسوب المياه والوديان، جراء تزايد تبخر المياه وما يرافقه من زيادة ملوحة المياه، وتدهور في نوعية الثروة الحيوانية والنباتية الموجودة في المسطحات المائية، إضافة إلى ارتفاع درجة تلوث الجو، مرفقا بنقصان في الأكسجين. أما في المجال الفلاحي، فقد أخطر بتراجع الإنتاج الفلاحي، وخاصة في مجال الحبوب بنسبة تصل حتى إلى 50 بالمائة، في الفترة ما بين 2000 و2020، ويعود السبب إلى انجراف التربة وتقلص دورة حياة النباتات، وارتفاع نسبة الملوحة في الأرض. وفي سياق آخر، أشار المتحدث إلى أن الدراسات التي تم القيام بها لرصد التغيرات الحرارية في الجزائر أظهرت أن درجات الحرارة في ارتفاع منذ سنة 1990 ، وهي الفترة التي عرفت بداية ظاهرة الاحتباس الحراري، إذ ارتفعت بستة أعشار الدرجة 6/10، مع انخفاض في نسبة الأمطار بمقدار 12 بالمائة متسببة في جفاف، في حين عرفت بعض المناطق فيضانات كبيرة، مذكرا بفيضانات باب الواد، في2001، حيث تساقطت الأمطار بمعدل 260 ملم. كما تطرق فرحات ونار إلى إحصاء عدد الإنذارات التي أعلنها الديوان خلال 2008، والمقدرة ب84 إنذارا عموميا، و1076 إنذار في الملاحة الجوية، 130 خاصة بالملاحة البحرية. ولمواجهة كافة هذه الكوارث شدد المسؤول على وضع خطة تقضي بتحديد المناطق الهشة التي من الممكن أن تتعرض للكوارث، ووضع جهاز إنذار ملائم لكل نوع من الكوارث و تطوير البحث العلمي في هذا المجال.