طالب سكان القرى والمداشر التابعة لبلديات قسنطينة على غرار عين أعبيد وأولاد رحمون وابن باديس، مديرية النقل بتجديد حظيرة النقل، ووضع مخطط نقل جديد ببلدياتهم، يضمن توفير حافلات النقل العمومي بقراهم بعدما اصطدموا طيلة الأشهر الفارطة من الحجر الصحي، بالغياب التام لوسائل النقل، وهو ما أثر سلبا على حياتهم اليومية. عبّر قاطنو البلديات المذكورة وقراها عن استيائهم الشديد من الوضعية المزرية التي يعيشونها بسبب غياب النقل عن مناطقهم، سواء تعلق الأمر بحافلات النقل العمومي أو حتى سيارات الأجرة، حيث أكد المشتكون أن فترة تفشي جائحة كورونا طيلة الأشهر الفارطة، ومنع السلطات العمومية لحركة النقل العام والخاص، وتوقيف كل وسائل النقل بمختلف أنواعها ضمن تدابير الحجر الصحي لمواجهة انتشار فيروس كورونا، جعلتهم يواجهون معضلة كبيرة بسبب الغياب التام لوسائل النقل، الذي لايزال مستمرا إلى حد الساعة رغم رفع الحجر الصحي عن الولاية، مشيرين في هذا السياق، إلى أن غياب النقل وفي مقدمته حافلات النقل الجماعي، جعلهم يعيشون عزلة حقيقية لعدم قدرتهم على التنقل يوميا لقضاء حاجياتهم من جهة، وأثقل كاهل المضطرين للتنقل من أجل العمل من جهة أخرى، وهذا لارتفاع أسعار وسائل النقل الوحيدة المتوفرة بقراهم وبلدياتهم، وهي السيارات غير الشرعية أو ما يُعرف ب "الفرود". وأضاف المشتكون أنهم في ظل غياب وسائل النقل وفي مقدمتها حافلات النقل العمومي، وجدوا أنفسهم مضطرين للاستسلام للأمر الواقع؛ من خلال استخدام سيارات أجرة غير قانونية معروفة "بالفرود"، هذه الأخيرة التي استنزفت جيوبهم طيلة الأشهر الفارطة في ظل غياب خدمة النقل العمومي، بعدما عرفت هذه الأخيرة انتشارا كبيرا وواسع النطاق، غير أن أسعارها ارتفعت كثيرا عما كانت عليه سابقا في ظل انتهاز أصحابها فرصة غياب النقل من جهة، وعودة العديد من الموظفين إلى مقرات عملهم بعد أشهر من العطلة الاستثنائية التي فرضها عليهم فيروس كورونا من جهة أخرى. وأضافوا أن أغلبهم خاصة الموظفين والعاملين منهم بالبلديات المجاورة أو حتى وسط المدينة الذين التحقوا بمقرات عملهم، لازالوا إلى حد الساعة يواجهون يوميا غياب خدمة النقل العمومي؛ ما اضطر العديد منهم خاصة الذين لا يملكون سيارة خاصة، للاستعانة بسيارات "كلونديستان"؛ الأمر الذي تذمر له العديد من المواطنين الذين ينتظرون تدخل المسؤولين من أجل الرفع من عدد حافلات النقل العمومي. وأوضح سكان وقرى المداشر المذكورة أنهم باتوا يدفعون يوميا مبالغ طائلة للناقلين غير الشرعيين العاملين بين الخطوط، على غرار خط (عين أعبيد - الخروب)، وكذا (ابن باديس - الخروب) وحتى الخطوط الداخلية ببلدياتهم، حيث أضافوا أن عدم قدرة سيارات الأجرة القليلة ببلدياتهم على تغطية الطلب صباحا ومساء، جعل الناقلين غير الشرعيين يستغلون الفرصة، ويفرضون منطقهم في وسائل النقل خاصة في ساعات الصباح الأولى والفترات المسائية المتأخرة، مقابل مبالغ تتراوح بين 100 و200 دج، وأحيانا 250 دينارا للمقعد الواحد بين البلديات، وما لا يقل عن 100 دينار للتنقل من مقرات سكناتهم إلى مقر بلدياتهم على مسافة حوالي 8 كيلومترات، وهذا ما أثقل جيوب العمال الذين يدفعون 500 دج يوميا مقابل التنقل صباحا ومساء. وأمام هذا الوضع المقلق يطالب العديد من المواطنين المسؤولين المعنيين وعلى رأسهم القائمون على قطاع النقل بالولاية، بالتدخل العاجل من أجل رفع عدد حافلات النقل العمومي لإنهاء معاناتهم من الأسعار المرتفعة التي فرضها عليهم أصحاب سيارات الفرود، والتي لا تتناسب مع القدرة الشرائية للعديد منهم، فضلا عن وضع مخطط نقل جديد بقراهم، وتجديد الحظيرة؛ من خلال السماح للناقلين الخواص باقتناء حافلات صغيرة محدودة المقاعد. حي الشهيد زواتين بعلي منجلي .. الألياف البصرية تدخل سكنات "عدل" باشرت مؤسسة "اتصالات الجزائر" بقسنطينة خلال الأيام الفارطة، ربط حي الشهيد زواتين مسعود "عدل 2" بالتوسعة الغربية للمقاطعة الإدارية علي منجلي في قسنطينة، بالألياف البصرية؛ قصد تزويد الساكنة بخدمة الأنترنت والهاتف الثابت بعد أزيد من سنة من الانتظار. عملية الربط التي أطلقتها المؤسسة لفائدة سكان حصة 2150 "عدل 2 " بالمقاطعة الإدارية علي منجلي نهاية الأسبوع الفارط، جاءت عقب عشرات الشكاوى من أصحاب الحي، الذين اشتكوا من الوضعية الصعبة التي يعيشونها بموقعهم الذي تسلموه شهر جويلية من العام الفارط، والتي تسببت في عزلتهم ووضعهم في خانة المناطق المعزولة أو مناطق الظل رغم أنهم يقطنون بأكبر نسيج عمراني بالولاية. وكان غياب شبكة الهاتف الثابت وخدمة الأنترنيت، كما تطرقت لذلك "المساء" في أعدادها السابقة، سببا في تفاقم عزلتهم عن العالم الخارجي، خاصة أن التغطية بشبكة الأنترنت "خدمة الجيل الرابع" عبر الهواتف النقالة للمتعاملين الثلاث، تُعد ضعيفة جدا بمجرد الولوج إلى حيهم؛ حيث تنقطع كل أشكال الاتصالات، ويصبح من الصعب عليهم إجراء أو استقبال أي مكالمة ولو كانت مستعجلة إلا بعد التنقل خارج الحي. وأكد السكان في هذا الإطار، أنهم كانوا منذ تسلم شققهم، أودعوا، منذ أزيد من سنة، طلبات لدى مصالح "اتصالات الجزائر"، من أجل تزويدهم بخطوط الهاتف الثابت وشبكة الأنترنيت، غير أن هذه الطلبات لم يرد عليها بسبب مشاكل تقنية لم توضحها الشركة، التي لم تعط آجالا لإدخال خدمة الأنترنت والهاتف الثابت إلى منازل السكان، حسب تأكيدهم، في حين أن البديل الوحيد المتوفر لسكان المنطقة هو أنترنت الجيل الرابع على هواتفهم، غير أن هذه الأخيرة، بدورها، تعرف عدة مشاكل بسبب ضعف تغطية شبكات مختلف متعاملي الهاتف النقال. ومن جهته، أكد مدير الاتصالات بقسنطينة محمد إيموساين خلال إشرافه على عملية ربط الحي بالألياف البصرية، أكد في تصريحات إعلامية، أن مصالحه شرعت في العملية لما يعانيه سكان هذا التجمع من عزلة تامة من حيث الاتصالات. وأشار إلى أن مؤسسته اعتمدت على كفاءات عالية لتسريع الأشغال، مؤكدا أن العمال أبدوا استعدادهم للعمل يومي الخميس والجمعة، لتزويد السكان بالأنترنيت في أقرب فرصة ممكنة، ملفتا إلى أن مصالحه أنهت عملية التزويد بنسبة مائة بالمائة على مستوى 9 عمارات، وتوشك على الانتهاء من تزويد 9 عمارات أخرى؛ حيث وضع المسؤول مهلة أقل من شهر للانتهاء من كل السكنات.