كرم رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس على هامش الندوة الوطنية للمؤسسات الناشئة، مجموعة من الأطفال نظير فوزهم بالمرتبة الأولى في مسابقة حول الروبوتات، بمشاركة 14 دولة منها، كوريا الجنوبية وروسيا واليابان، ضمن إنجاز وقف وراءه مركز "نيوغيت روبوت" المتواجد بمدينة سطيف، والذي يعد الاول من نوعه في الجزائر وفي منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا. والتقت "المساء" مع رياض عزوز، مدير المركز وصاحب المشروع، الذي أكد على أهمية مثل هذا التكريم بالنسبة للأطفال المتوجين و"الذين لم يتوقعوا الالتقاء شخصيا مع رئيس الجمهورية"، وهو ما يعطيهم دفعا لمواصلة طريقهم في اتجاه بناء اقتصاد معرفة، عن طريق تدريب الطفل منذ صغره على أدوات البرمجة والتحكم والتركيب. وأوضح رياض عزوز، أن المشروع حديث تم تحقيقه سنة 2018 عن طريق الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "أنساج"، ويهدف إلى "تعليم الأطفال من سن السادسة إلى سن 17 ، فنون التركيب والبرمجة والتحكم في الروبوتات، وفق منهج كوري للتعليم معتمد على العلوم والهندسة والرياضيات والتكنولوجيا". وكشف أنه بعد أربعة أشهر من فتح أبواب المركز، شارك أطفال في مسابقة بكوريا الجنوبية وتمكنوا من الوصول إلى مستوى نصف النهائي. وفي المرة الثانية برمجت مسابقة بروسيا خلال السنة الجارية، لكن بسبب انتشار فيروس كورونا تمت اقامتها المسابقة عبر الانترنت. هذا لم يمنع أطفال الجزائر من التألق، وحصلوا هذه المرة على المرتبة الاولى من ضمن 14 دولة مشاركة. والسر – كما أضاف محدثنا- هو "إنجاز مزرعة ذكية فيها أكثر من 8 روبوتات" من طرف أطفال المركز بعد ستة أشهر فقط من التحاقهم بها. ويتعلق الامر بكل من "نزيم أصفيران"،"محمد الأمين عطوي" و"يونس عبد السميع". وأوضح السيد عزوز أن الروبوت لايعني الانسان الآلي فقط، وإنما يعني كل ما يتم بطريق آلية أو أوتوماتيكية. وفي مزرعة الاطفال الذكية، كل النشاطات كانت تتم آليا مثل جمع البيض أو الوقاية من الحرائق ...إلخ أي أن الاطفال قاموا بتركيب المزرعة وبرمجتها والتحكم فيها. ووراء هؤلاء الاطفال أساتذة مختصين في هذا المجال، أشرفوا على تدريبهم بوتيرة 3 ساعات أسبوعيا. ويتم التعليم عبر مستويات، وباللغتين العربية والانجليزية، ضمن البرنامج المستورد من شركة "ماي روبوت تايم" الكورية، التي منحت اعتمادا للمركز المتحصل كذلك على اعتماد من كطرف الاتحاد الدولي للروبوتات.ولفت عزوز إلى أن تكوين الرابحين في المسابقة لم يتعد 6 أشهر، متسائلا كيف سيكون الامر بالنسبة لطفل يبدأ تكوينه في السادسة؟ الاكيد أنه "سيصبح مبتكرا وسيعمل على تطوير الاقتصاد"، لاسيما – كما أضاف – وأننا في زمن يعتمد فيه الاقتصاد على "الافكار"التي تباع بأثمان باهظة. وحول مستقبل الاطفال ومدى ملاءمة المحيط الحالي لجعلهم يواصلون مسيرتهم، اعتبر صاحب المشروع، أن حبهم لهذا المجال هو الدافع الرئيسي لهم للاستمرار. وقال إن هناك "تغييرات" تحاول تحسين المحيط، مشيرا إلى أنه في السابق لم يكن بالإمكان الحصول على تجهيزات مثل التي تملكها المؤسسة، لكنها اليوم متوفرة وتسمح للطفل بالإبداع. كما تحدث عن تجربة "القاعة الاوتوماتيكية" التي وضعها الاطفال بالمركز والتي تسير بالكامل عبر الهاتف النقال والتي يمكن استغلالها من طرف مؤسسات اقتصادية تماما كما هو الامر بالنسبة لنظام حماية الاطفال من الكهرباء الذي تم انجازه بالمركز. وبخصوص مردودية الاستثمار الذي قام به، أكد أنه كبير كبر فرحة الاطفال، لكنه ذو مردودية اقتصادية حقيقية، لاسيما اذا لقي الدعم من السلطات لتوسيعه نحو ولايات أخرى.وكشف عن مشروع يتم التحضير له في مجال الذكاء الصناعي، ويخص تزويد ذوي الاحتياجات الخاصة بقبعات تمكنهم من تجسيد افكارهم، ضمن اتفاقية مع مؤسسة روسية.