أكد وزير الصناعة فرحات آيت علي براهم، الاهتمام الخاص الذي توليه الجزائر للتعاون الصناعي الجزائري - الأمريكي، ولتعزيز الاستثمارات الأمريكيةبالجزائر بالنظر لطابعها الاستراتيجي خصوصا في مجالات التكنولوجيا والرقمنة وإنتاج التجهيزات الصناعية. وقال الوزير، في مداخلة بمناسبة أشغال الندوة الدولية "اكتشف الأسواق العالمية" التي اختتمت أمس، بإنديانا الأمريكية عبر تقنية التواصل عن بعد"، أن المؤسسات الأمريكية مدعوة لاغتنام الفرص المتاحة في مختلف القطاعات بالجزائر، حيث ستشجع على خلق أنشطة ذات تكنولوجيا عالية والمشاركة في تنمية هندسة تصنيع المعدات الصناعية. وذكر آيت علي براهم، بأن العلاقات الجزائريةالأمريكية تعززت في السنوات الأخيرة بجملة من الاتفاقات في مختلف الميادين، من بينها اتفاق إنشاء لجنة اقتصادية مختلطة واتفاق حول التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات والذي ينظم التغطية بالتأمينات وإعادة التأمين والضمانات الممنوحة للاستثمارات الأمريكية وكذا الاتفاقية الإطار حول التجارة والاستثمار (تيفا) الموقعة في 2001. ولدى استعراضه للفرص التي تتوفر عليها الجزائر في مجالات الانتاج أشار الوزير، إلى أن البلاد تولي اهتماما بتطوير الاستثمار في عدة مجالات على غرار تكنولوجيات الإعلام والاتصال والمكونات الإلكترونية والتكنولوجيا الحيوية. ولفت أيضا إلى أنه في إطار سياسات تطوير النشاط الصناعي، حددت السلطات العمومية الجزائرية قطاعات ذات أولوية تستفيد من المزايا وهي صناعة الصلب والحديد والصناعة الميكانيكية والمعدنية والصناعة الكهربائية والإلكترونية والصناعة الغذائية والصناعات التحويلية وصناعات الكيمياء والبلاستيك والصيدلانية والمواد الغذائية. وأكد الوزير، أن الجزائر عززت ترسانتها القانونية بهدف دفع نشاطات الإنتاج والخدمات من خلال تدابير تشجع على الاستثمار في مختلف المجالات وكذا برامج تطوير العقار الصناعي. وفيما يتعلق بالملكية الفكرية جدد آيت علي براهم، التزام الجزائر بترقية هذا المجال من خلال التعاون مع الهيئات الدولية المختصة وعلى رأسها المنظمة العالمية للملكية الفكرية والتي ستدشن قريبا بالجزائر العاصمة، مكتبها الخارجي السادس في العالم والأول في إفريقيا. وأوضح الوزير، أن ذلك سيكون بمثابة "إشارة قوية للمستثمرين" وتأكيد على عزم الجزائر على التموقع كبلد رائد في مجال الملكية الفكرية في إفريقيا ومنطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا". وفي رده على سؤال حول مستوى التصنيع في الجزائر والمكانة التي يحتلها مقارنة بباقي الأسواق في المنطقة، أشار الوزير، إلى أن الصناعة الجزائرية تتبوأ مكانة "جد متقدمة" في القارة الافريقية في العديد من فروع الإنتاج ومن بينها الصناعات الميكانيكية والصلب والتعدين وصناعات التحويل الغذائية. وبخصوص مستوى التأهيل الذي تتمتع به اليد العاملة الجزائرية، أكد السيد آيت علي براهم، بأن الجزائر تملك يدا عاملة "شابة ومؤهلة" مع تكاليف إنتاج محفزة وتنافسية، حيث ذكر بشبكة الجامعات ومؤسسات التكوين المهني الموزعة عبر كامل التراب الوطني، مضيفا بأن العمالة في الجزائر تتمتع بقابلية كبيرة لنقل المعارف في مجال التكنولوجيات الدقيقة.