أشرفت مصالح مديرية الثقافة لولاية وهران، ظهيرة أول أمس، على وضع اللوحة الإشهارية الخاصة بمشروع ترميم جامع "الباشا" بقلب حي سيدي الهواري، بعد سنوات من غلق المعلم التاريخي الذي تعرض لعدة انهيارات جزئية وتشققات، بعد تأخر عملية الترميم التي كان يفترض أن تنطلق منذ 4 سنوات. عملية الترميم التي ستشرف عليها الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا"، تأتي بعد قرابة شهر على زيارة وزيرة الثقافة والفنون للموقع، حيث أعلنت عن إعادة تفعيل الاتفاقية التي كانت قد وقعت بوهران في شهر أفريل 2017 بمقر البلدية، ولم تر النور على أرض الواقع، بسبب عدة مشاكل، وأكدت الوزيرة حينها الشروع في الترميم بمجرد تخفيف الإجراءات بسبب وباء "كورونا"، وكان والي وهران السابق، قد اقترح على الوزيرة، قيام الحكومة بتخصيص طائرة خاصة لنقل الخبراء الأتراك من أجل القيام بالمعاينة، والشروع في الأشغال أمام الخطر الذي يهدد المعلم التاريخي، والذي كانت تحتله 14 عائلة تم ترحيلها، إلى جانب تعرضه لانهيارات بعد سقوط جزء من عمارة قديمة فوق سقف المعلم التاريخي. تسببت الانهيارات الجزئية التي وقفت عليها "المساء"، في ظهور تشققات كبيرة على الجدران الداعمة للبناية، وكانت ظاهرة للعيان من فوق سطح البناية المتضررة، فيما برزت عدة تشققات في الجدران والأعمدة التاريخية التي انهارت أجزاء منها، كما تطاير البلاط المزخرف للجدار الخارجي وأسفل الجدران، في وقت أدت التسربات المائية إلى تضرر السقف العلوي للبناية، وهو نفس ما تعيشه الجدران الخارجية للبهو، التي بدت على أعمدتها مظاهر الانهيار. كما تبقى الجهة الخارجية للمعلم والواجهة الرئيسية عرضة للانهيارات هي الأخرى، حيث توسعت رقعة التشققات على طول الجدار الخارجي للمعلم التاريخي، الذي شوه سابقا باستخدام أبواب حديدية، فيما انهارت أجزاء من الزينة والفسيفساء القديمة التي كانت تزين الجدار، ولم يتبق منها سوء أجزاء، علما أن مسجد "الباشا" شيد في عهد الباي محمد الكبير الحاكم حسن عام 1797، بأمر من بابا حسن باشا حاكم الجزائر العاصمة.