أوضح المترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة أمس من تمنراست أن برنامجه الانتخابي يسعى إلى تعميق سياسة المصالحة الوطنية، مؤكدا بأن العفو الشامل لم يحن وقته بعد وأنه لن يتم إلا بعد أن يستسلم كل الذين رفعوا السلاح ضد وطنهم. وشدد المترشح الذي نشط لقاء جواريا مع أعيان ولاية تمنراست بدار الثقافة مفدي زكريا في إطار اليوم العاشر من الحملة الانتخابية على أن "العفو الشامل لا تؤخذ من السوق ويرمى هكذا في الشارع"، داعيا كل من حاد عن الطريق وكان ضد الشعب الجزائري ومصالحه إلى "وضع السلاح أولا وحينها، قد تهدأ القلوب ويتحدث الحاكم عن العفو الشامل". وأعرب المترشح عن أمله في أن يعم العفو الشامل الجزائر شريطة أن يكون بمشاركة الجزائريين كلهم، مشددا على أن "من يعانفنا نعانفه بسلاح أقوى، وانه لا يتكلم من موقع الأنانية، وإنما من موقع مسؤولية الشعب والوطن اللذين "لا ينحنيان لأي كان"، كما أوضح أنه لو كان الأمر يتعلق بمسألة شخصية لقدم نفسه فداء للوطن، لكنه يخشى أن لا يعبر عن مشاعر الأمهات الثكالى وكل الذين فقدوا أبناءهم". وفي حين جدد تمسكه بتعميق سياسة المصالحة الوطنية وسياسة الحوار والانفتاح، شدد السيد بوتفليقة على ضرورة التصدي للإرهاب بسلاحين "سلاح القوات المسلحة، ومصالح الأمن وسلاح الحوار السياسي والقلب المفتوح"، قائلا في هذا الشأن "من يأتينا بحب الوطن وسماحة الإسلام ليشارك في بناء الوطن فهو آمن، لكن ليس بآمن من يمس بكرامة الجزائر". وبعد أن أثنى على سكان تمنراست ومجاهديها، قائلا لهم بأن زيارته تندرج في إطار الاستجابة لدعوتهم له على الترشح، دعا السيد بوتفليقة أهل هذه الولاية الذين اعتبرهم سفراء الجزائر أمام دول القارة الإفريقية بشكل أعم ودول الجوار بشكل خاص، إلى تشريف الجزائر وخدمة سمعتها، وتجنب المشاركة في ما يحدث من مشاغبات وتوتر بالمنطقة، قائلا لهم "كونوا عامل محبة وسلام وتعاون وأخوة بالنسبة للجيران، فنحن لا نريد أن نشارك فيما يجري هنا وهناك من مشاغبات". ولدى تطرقه إلى أهمية موعد التاسع افريل المقبل، دعا المترشح سكان ولاية تمنراست والشعب الجزائري بوجه عام إلى المشاركة المكثفة في هذا الاستحقاق واختيار بكل حرية من يمثل الجزائر، مشيرا إلى أن أهمية الرئاسيات أكبر بكثير من الانتخابات الأخرى. وشدد في سياق متصل على ضرورة أن يكون الفائز في هذا الاستحقاق مؤازرا من قبل الشعب ليستمد منه قوته، "وبذلك يعلو صوت الجزائر في خدمة مصالحها والدفاع عن قضايا الأمة على غرار قضية فلسطين أو العراق أو أفغانستان أو حتى السودان". كما أكد المترشح انه من خلال برنامجه الرامي إلى الإستمرارية، سيواصل تجسيد برامج التنمية والورشات المفتوحة، مع إتمامها بالخطة الشاملة التي تهدف على حد تأكيده، إلى ربط الشمال بالهضاب العليا وبالجنوب، وذلك بغرض تقارب مستوى التنمية بين كل مناطق الوطن. للإشارة فقد تنقل المترشح عبد العزيز بوتفليقة أمس في إطار برنامجه لنفس اليوم من الحملة الانتخابية إلى ولايتي إيليزي والاغواط، حيث استقبله المواطنون المؤازرون له بحفاوة كبيرة وعبروا له عن دعمهم ومساندتهم له من اجل مواصلة برنامجه التنموي للجزائر بصفة عامة وللمنطقة بشكل خاص.