متى يفهم العرب باعتبارهم طرفا مباشرا في الصراع مع اسرائيل ومن يضمن قوتها العسكرية والدبلوماسية وفي مقدمتهم الفلسطينيون بأن اسرائيل لايخدمها السلام في الشرق الأوسط قبل الاستيلاء على فلسطين كل فلسطين؟! وماذا بوسع الطرف العربي أن يفعله بعد أن قدم تنازلات في إطار الأرض مقابل السلام ولم يتحقق السلام ولم تحدد الأطراف الراعية لهذه المساعي حدود الأرض التي تتم مقايضتها بالسلام، واسرائيل تتبنى حدودا مفتوحة وتضرب عرض الحائط بكل الالتزامات قبل أن يجف الحبر الذي تكتب به· فها هي المواقف الإسرائيلية تنسف المفاوضات حول الوضع النهائي قبل أن تبدأ ومباشرة بعد اجتماع أنابوليس الذي يفترض أنه جاء لوقف الاستيطان أو على الأقل تجميده لإعطاء فرصة للمفاوضات، حتى وإن كانت ربحا للوقت في ظل المشاكل التي تعرفها المنطقة والتي تكاد تخرجها من كل سيطرة وتفتحها على المجهول تكون فيه أمريكا هي الخاسر الأكبر· والمتتبع للصراع العربي الاسرائيلي وخلفيات قيام دولة الكيان الصهيوني على أساس عنصري الذي يسمى اليوم بالتمكين لدولة يهودية في فلسطين، يدرك أن حل الصراع ليس غداً ولا بعد غد وأن المطلوب وهذا مايعز في الوقت الراهن هو العودة بالصراع الى نقطة الصفر لأن مانظنه انتصارات سياسية هو مجرد وهم قد نستفيق منه ولانجد فلسطين لاقدر الله·