أعلن الباحث الدكتور نور الدين السد، أول أمس، عن إصدار الأجزاء الثمانية من المعجم التاريخي للغة العربية، في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2020، والذي يؤرخ للغة العربية من قبل مجمع اللغة العربية بالشارقة، واتحاد مجامع اللغة العربية، والمجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر. كتب الدكتور السد على صفحته الإلكترونية "الحمد لله كانت لنا مشاركة في إنجاز هذا المشروع العلمي، مع فريق اللجنة الجزائرية للمعجم التاريخي المكونة من قبل المجلس الأعلى للغة العربية"، المعجم مرتب ترتيبا ألبائيا، وتمت الكتابة في خمسة حروف، وهي الألف والباء والتاء والثاء والجيم والحاء والخاء، ويعد هذا المشروع الحضاري العلمي والمعرفي والثقافي الأكبر للأمة، وهو يؤرخ للغة العربية من قبل الإسلام إلى العصر الحديث، ويضيف الدكتور السد عبر موقعه الإلكتروني دائما؛ "سيتواصل عمل المجامع لإنجاز الأجزاء الباقية في قادم الأيام بإذن الله تعالى، وسيكون هذا الإنجاز الرائد مرجعا علميا مهما للباحثين والطلاب في تحري نشأة ألفاظ العربية، ومجالات استعمالها، والتحولات التي طرأت عليها عبر سيرورتها التاريخية". بهذه المناسبة العلمية والحضارية، تم تقديم جميل العرفان، وصادق الامتنان لكل الذين ساهموا في هذا الإنجاز العلمي والثقافي والمعرفي المتميز، الذي يدعم المقام الريادي للغة العربية بين لغات العالم، ويمكنها في الفضاءات العلمية، ويعزز حضورها، ويؤكد فعاليتها، واغتناما لهذه اللحظة المشرقة التي تبعث الأمل، وتقوي العزم، وترسخ الإيمان بالثقة في المستقبل، زفت أجمل البشائر إلى الأساتذة والباحثين والإعلاميين والطلاب والمهتمين في كل أنحاء العالم بهذا الإنجاز الحضاري الراقي. هذا المشروع المعرفي الأكبر للأمة، يؤرخ للمرة الأولى تاريخ مفردات لغة الضاد، وتحولات استخدامها عبر 17 قرنا (منذ عصر ما قبل الإسلام إلى عصرنا الحاضر)، وصدور الأجزاءِ الثمانيةِ الأولى للمعجم التاريخي في ثوبه الجميل، وإخراجه الرائع، يوضع بين أيدي المثقفين وعشاقِ اللغة العربية، ينهلون من دلالات ألفاظه، ونصوصهِ الحية وشواهدِه التاريخية، وسيكون المعجم المرجع الذي يعود إليه المثقفون والمتخصصون في جميع المجالات، ويعود إليه طلاب الجامعات والأكاديميون، والشعراء والأدباء. هذا المعجم لا يشرح الألفاظ ولا يعرف دلالات الكلمات ويعطي تواريخ استعمالها فقط، إنما يحفظ تاريخ الأمة من الاندثار، ويصون حضارتها من الزوال، ويخلد مآثر العرب وأيامهم، وعلى الذاكرة العربية من أقصى الجزيرة العربية شرقا، إلى المحيطِ الأطلسي غربا، ويؤرخ للنصوص والأشعار، ويثبت الأخبار والأقوال التي نطق بها المسلمون، وهم في بلادهم وراء النهرين وأقاصي آسيا، ويحفظ تاريخَ إفريقية المسلمة التي عني أصحابها بالفقه المالكي وعلوم اللغة ومتونها. للإشارة، خضعت المواد اللغوية المنجزة لضروب منوعة من المراجعة والتدقيق، بدأت بمراجعات استكشافية توجيهية، وتعزز ذلك بمراجعات للفرز والتنقية والتصحيح، حرصا على الضبط والإتقان، ليخرج المعجم مناسبا مرضيا محققا للآمال المرجوة، ويبقى على الدوام إماما يهتدي به من رام الوقوف على تاريخ الألفاظ العربية، وتفاصيل رحلتها عبر العصور، وما طرأ عليها من تغييرات وإضافات.