* email * facebook * twitter * linkedin عقد المجلس الأعلى للغة العربية، مؤخرا، اجتماعه الأول عبر تقنية التواصل المرئي عن بعد حول مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، بمشاركة رئيس المجلس البروفيسور صالح بلعيد المقرر العام للجنة الجزائرية للمعجم التاريخي للغة العربية، ورئيس اللجنة التنفيذية للمشروع الأستاذ الدكتور امحمد الصافي، ورئيس اللجنة العلمية الدكتور مأمون وجيه، وكذا أعضاء اللجنة الجزائرية للمعجم التاريخي للغة العربية، مقررين وخبراء، لتقييم سير العمل بالنسبة لتحرير مداخل الجذور الأولى من المعجم، ومناقشة بعض قواعد التحرير المعجمي المنصوص عليها في الدليل، أو في النشرات الخاصة بقواعد التحرير المعجمي. يؤرخ المعجم التاريخي للغة العربية للغة الضاد والحضارة العربية على امتداد قرون من الزمن. ويشمل المعجم خمسة عصور، وهي العصر الجاهلي والإسلامي والأموي والعباسي وعصر الدويلات والمماليك والعصر الحديث، وهو مشروع عملاق وأول من نوعه؛ ما يتطلب التجنيد والتفاني ليكون عاكسا لهذا التاريخ الحافل، علما أنه يندرج في إطار مهام مجامع اللغة العربية. واحتضنت الجزائر فيما سبق الدورة التكوينية الأولى للمعجم التاريخي للغة العربية، شارك فيها دكاترة ونخبة وطنية يعملون على تكوين المجموعة الجزائرية للمساهمة في هذا المعجم مع عشر دول، حيث بذلت جهودا كبيرة. وكان البروفيسور بلعيد صرح بأنه تم جمع المصادر المقدر عددها ب 3132 مصدرا تضم أكثر من ثلاثين مجلدا، كما أن 95 بالمائة من المادة اللغوية جاهزة، أي 18 ألف مصدر، حيث قُسم العمل إلى ثلاث مجموعات، كل مجموعة يشرف عليها رئيس يتكفل بمتابعة المادة، ثم منسق ومختص في المعلوماتية، ويكون العمل حسب القطب الجغرافي. وعبّر بعض المساهمين في المشروع الضخم منذ فترة، عن استعدادهم لبذل المزيد من الجهود، منهم مأمون وجيه؛ حيث اعتبر أن اللغة العربية ركن من الأمن القومي للمجتمع. وأبرز الدكتور وجيه أن اللغة ارتباط بتراث الأجداد وأداة لفهم هذا التراث ونقله للأجيال، معتبرا هذا المشروع التاريخي هو قضية الأمس واليوم والغد. للإشارة، يتوزع المعجم التاريخي على ثلاث مراحل بحثية، وهي مرحلة النقوش القديمة، واللغات السامية التي تنتمي إليها العربية. والمرحلة الثالثة هي اللغة واستخدامها، حيث يعنى المعجم التاريخي بتتبع اللفظ العربي في أول استعمال له، ويجيب عن أسئلة: من هو المستعمل الأول للفظ؟ وفي أي سياق ورد؟ وما الدلالة التي كان يحملها؟ وهل تغير من ناحية الشكل والصوت والتهجية؟ وهل طرأ عليه تغيير في البنية الصرفية؟ وغيرها من الأسئلة التي لا يمكن للقواميس والمعاجم اللغوية العادية الإجابة عنها. ويتوقع الخبراء أن تعود اللغة العربية إلى سابق مجدها، وتتحول إلى لغة التواصل العالمي، فالعربية كانت تشكل 45 بالمائة من لغة الفرنكة، وهي لغة التواصل العالمي التي كانت تُستعمل فيما يعرف بطريق الحرير الذي ينطلق من الصين ويصل إلى طشقند مرورا بالعربية السعودية، وطريق الملح الذي ينطلق من آسيا، ويذهب إلى إفريقيا مرورا على منطقة توات الجزائرية.