واصلت قوات جيش التحرير الشعبي الصحراوي لليوم 12 على التوالي هجماتها المكثفة على طول مواقع قوات الاحتلال المغربية بالجدار العسكري الفاصل، في وقت تتوسع فيه دائرة التضامن مع عدالة القضية الصحراوية وتتزايد المطالب بضرورة الإسراع في تمكين الصحراويين من ممارسة حقهم في تقرير المصير. وأشارت وزارة الدفاع الصحراوية أن "دفاعات جيش التحرير الشعبي الصحراوي واصلت دك مواقع قوات الاحتلال المغربية على طول الجدار العسكري الفاصل" في منطقة أمك لي الشريف بقطاع آمغالا ومنطقة الشيظمية بقطاع المحبس. وأضاف أن القوات الصحراوية نفذت قبل يومين "هجمات ضارية" ضد مواقع قوات الجيش المغربي، بمنطقة روس السبطي بقطاع المحبس وبمنطقة أم الدكن بقطاع البكاري إلى جانب قصف القوات المغربية بمنطقة لخشيبي بقطاع حوزة وآوسرد. تحفظ موريتاني على الجدار الرملي المغربي وبالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية بالقرب من الحدود مع موريتانيا، استقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بالعاصمة نواقشوط، وزير الشؤون الخارجية الصحراوي، سالم ولد السالك، الذي سلمه رسالة من الرئيس إبراهيم غالي حول آخر تطوّرات الموقف والعلاقات الثنائية بين البلدين في نفس الوقت الذي بحث فيه مع نظيره الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات بمنطقة الكركرات. وأكد ولد السالك أن "الجمهورية الصحراوية ترى أن الاستقرار والأمن في المنطقة مرتبطان باحترام الحدود والعدل والحق" مؤكدا على أن الجانب الصحراوي سيعمل في هذا الاتجاه كعضو في الاتحاد الإفريقي وعلى أساس أن العلاقات تكون مبنية على الاحترام المتبادل وعلى المصالح المشتركة". كما لفت إلى أن "الشعب الصحراوي الذي يعمل من أجل السلام ويكافح من أجل حقوقه سيبقى دائما من أجل أن يكون السلام مبني على العدالة وعلى احترام الحدود لكل مكونات المنطقة". وجاءت زيارة رئيس الدبلوماسية الصحراوي متزامنة مع التحفظات التي أبدتها السلطات الموريتانية على الجدار الرملي الذي أقامته الحكومة المغربية في منطقة الكركرات كونه "اقترب بشكل غير مسبوق من الحدود الموريتانية" كما أكد على ذلك مدير الأمن الموريتاني، الفريق مسغارو ولد سيدى، الذي زار منطقة الكركرات بعد الهجوم الأخير الذى تعرضت له، وأطلع عن كثب على الإجراءات المتخذة من طرف واحد بعد الأزمة في الثغرة غير الشرعية. وتبقى الجمهورية الصحراوية، حقيقة قائمة رغم مساعي المغرب للقفز على ذلك بدليل مشاركتها في أشغال المؤتمر المشترك لوزراء دول إقليم شمال إفريقيا المعنيين بشؤون الصحة والمالية التي عقدت عبر تقنية التحاضر الذي تباحث تعبئة الموارد المالية لدعم قطاع الصحة في إفريقيا ومنع انتشار الأوبئة والوقاية منها. وتحرص حكومة الجمهورية الصحراوية على دعم كل سياسات الاتحاد الإفريقي من خلال تنفيذ المقررات والتوصيات التي تصدر عن أجهزة صنع القرار في الاتحاد. بالتزامن مع ذلك سلط الإعلام الإيطالي الضوء على خرق المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة العازلة بالكركرات إثر عدوانه الأخير على متظاهرين صحراويين سلميين الذي تسبب في نسف "ما تبقى" من خطة التسوية الأممية. ووقفت قناة الأخبار الايطالية "الثالثة" إحدى أكثر القنوات شعبية في إيطاليا من خلال تقرير تلفزيوني خاص بالصحراء الغربية، على التزام جبهة البوليزاريو بالاتفاق العسكري والنضال السلمي منذ 29 سنة من أجل تنظيم استفتاء تقرير المصير، قبل أن يقدم النظام المغربي "عن قصد ووعي" بخرق الاتفاق ونسف "ما تبقى" من خطة التسوية بعد عرقلته تنظيم الاستفتاء الموعود لسنوات. وتطرق التقرير إلى عودة جبهة البوليزاريو للحرب من جديد بعد انتظار الشعب الصحراوي لعقود من الزمن من أجل تقرير مصيره والاستقلال. وأشار بالمقابل إلى رفض الاحتلال المغربي الحديث عن المعارك القتالية التي تدور الآن والخسائر التي تكبدتها قواته و"إصراره على ممارسة التعتيم الإعلامي حول كل ما يجري". من جهتها جدّدت منظمة "أرتشي" الإيطالية التزامها بالوقوف إلى جانب الشعب الصحراوي وممثله الشرعي جبهة البوليزاريو في نضاله من أجل انتزاع حقوقه الأساسية وعلى رأسها حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.