أعلنت الحكومة الصحراوية، الجمعة، أن بداية "المعارك واندلاع الحرب في الصحراء الغربية انطلقت فعليا، مؤكدة ان ذلك بداية لمرحلة جديدة وحاسمة من كفاح الشعب الصحراوي الأبي المدافع عن حقه المشروع في الحرية والكرامة والسيادة". واكد بيان للناطق الرسمي باسم الحكومة الصحراوية أن قوات "الاحتلال المغربي اقدمت في الساعات الأولى من فجر الجمعة على فتح ثلاث ثغرات شرق الثغرة غير الشرعية بالكركرات، ولذلك تعتبر الحكومة الصحراوية أن هذا الخرق ينسف نهائيا وقف اطلاق النار الموقف بين طرفي النزاع عام 1991". ودعت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "كافة أفراد الشعب الصحراوي إلى الوقوف وقفة رجل واحد بالحزم المطلوب والشجاعة المعهودة ردا على العدوان الغاشم واستكمال تحرير الوطن المحتل بكل ما يقتضي ذلك من تضحيات وعطاء على طريق الشهداء الأمجاد". واحتشد الآلاف المتطوعين من فئة الشباب، بمقر وزارة الدفاع الصحراوي للمطالبة بالالتحاق بصفوف الجيش الصحراوي حسب ما افاد مصدر مطلع لموقع صمود. وخلال التجمع الحاشد، اكد يوسف احمد سالم مدير المحافظة السياسية في جيش التحرير الشعبي الصحراوي أن "المغرب اطلق فجر الجمعة رصاصة الرحمة على اتفاق وقف اطلاق النار وبالتالي فإن الجيش الصحراوي شرع في وضع كافة الترتيبات لبدء الكفاح المسلح". ودعا المسؤول العسكري الصحراوي الشباب إلى "التسجيل من الآن في المكاتب التي فتحت أبوابها في انتظار التحاقهم بصفوف الجيش الصحراوي استعدادا لخوض المعارض ضد المحتل المغربي". المستشار الإعلامي في الرئاسة الصحراوية لحسن لحريطن ل"الشروق": "نحن في حرب مع المغرب… وآلاف الصحراويين ينتظرون الالتحاق بجيش التحرير" ماذا حصل في معبر الكركرات؟ منذ أيام تقوم قوات مغربية بأفعال استفزازية، ولم نكن نتوقع منها سوى الأسوأ، وبالتالي كنا في وضعية حذرة، واتخذنا جميع الاحتياطات اللازمة لمواجهة اية عدوان مغربي، الحقيقة كان كل شيء متوقع. وقبل الجمعة، قامت القوات المغربية بإحضار عتاد للأشغال العمومية كحفارات وجرافات، في محاولة منها لإضافة المزيد من الأحزمة والأتربة، على ما هو قائم حاليا، لتشييد حزام وراء المنطقة العازلة، حيث حاول ضمها لداخل ما يسمى الحزام الدفاعي ولكنه في الحقيقة حزام الإجرام والعار. هذه العملية، حاول المغرب تنفيذها لأكثر من مرة، لكنه كان يتراجع بعد تحليق طائرة عمودية تابعة لبعثة المينورسو. المغرب كما يظهر، ارهق جراء غلق ثغرة الكركرات غير الشرعية، وحاول وقف الحركة الاحتجاجية للمواطنين الصحراويين المعتصمين هنالك منذ 3 أسابيع، علما وأن نقل المواد والمنتجات عبر المنفذ غير الشرعي يدر الملايين على المغرب، لهذا حاول اقتحام المنطقة والقيام ببناء جدار جديد يدخل المنطقة العازلة في جدار العار، عبر عسكريين كانوا متنكرين في زي مدني، حيث حاولوا فتح 3 ثغرات، بشكل سريع، ولكن جيش التحرير الصحراوي تدخل لمنع ما حصل، علما وأن الحكومة الصحراوية قد حذرت من أي تحرك مغربي، وأنها ستتعامل مع أي تقدم سواء اكان من عسكريين او أمنيين أو مدنيين، كما أكدت الحكومة أنها سترد على أي اعتداء وانها ستستأنف الحرب. هل تؤكدون حصول مواجهة عسكرية بين الجيش الصحراويين وقوات مغربية؟ نعم حصل، لقد حاول الجيش المغربي اقتحام المنفذ غير الشرعي، وتم الرد عليه من جيش التحرير الصحراوي، وتدخلنا كان بالفعل وليس بالقول، وتم التصدي للعدوان المغربي الذي طالنا. هل ستستمر الحرب بين الجمهورية الصحراوية والمغرب؟ لا يمكن لي التعليق على هذا الأمر، ولن أزيد عن البيان الصادر عن الحكومة الصحراوية، الجمعة، المؤكد أن هنالك تصديا لعدوان مغربي. هل تم اخطار الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بالاعتداء المغربي؟ تولى ممثل جبهة البوليزاريو في الأممالمتحدة، قبل أيام بإخطار الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي والأطراف المعنية، بالمحاولات المغربية التي ظلت تتكرر منذ 21 يوما. كيف هي الحالة المعنوية للقيادة الصحراوية والجيش الصحراوي والصحراويين؟ لقد تم اعلان حالة الطوارئ منذ فترة وبعده اعلان النفير، والذي دخل حيز التنفيذ، الخميس، والآن آلاف المواطنين من شباب وشيوخ ونساء، في المخيمات يهتفون، والروح المعنوية مرتفعة للغاية، الشباب الصحراوي يريد الالتحاق بالجيش، ويتظاهرون للمطالبة بحقهم في التطوع في صفوف الجيش. الكاتب الصحفي الصحراوي محمد راضي الليلي ل"الشروق": "لن تسلم جرة المغرب هذه المرة… والصحراويون سيكسون الحرب" كيف تقرأ التطورات الحاصلة في معبر الكركرات؟ بالنسبة لي هو الخيار الواحد للمغرب بعد 3 اسابيع من غلق المنفذ غير الشرعي، كان ينتظر الأممالمتحدة أن تقوم بواجب حماية سلعه ومنتجاته، لكن المدنيين الصحراويين المعتصمين امام المنفذ، لم يستسلموا لتهديدات المغرب. ظهر جليا تأثر المغرب بغلق المنفذ، كما أن صورته تأثرت امام الرأي العام المغربي، حيث يدعي أن تلك المنطقة "مغربية" وأن له السيادة عليها، وكان بين خيارين إما القبول باستفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي، أو الخيار الذي يفتح له أبواب جهنم. ما هو موقف المغرب بعد لجوئه للحل العسكري لفض حركة احتجاجية لمدنيين صحراويين؟ الوقائع والتجربة تؤكدان، أن المغرب متحكم في بعثة المينورسو، فعوض أن تقوم بتنفيذ مهمتها وهي تنظيم استفتاء المصير، تحولت إلى شرطي لتنظيم المرور في المنطقة، تتولى فتح الطريق امام المنتجات المغربية والشركات الدولية المتواطئة معه. وقوف المينورسو إلى جانب المغرب، توثقه المشاهد التي تظهر سيارات تابعة للبعثة الأممية تحمل ترقيما مغربيا، وهذا الأمر أقل ما يقال بشأنه أنه فضيحة، البعثة يفترض انها حكم بين طرفين، لكنها تحولت لتقف لجانب طرف على حساب طرف آخر. اعتقد أن المخزن فهم كيف يكسب بعض الأصوات والأطراف، عبر شراء الذمم، سواء اكانت لوبيات وحتى البعثة الأممية، هذه البعثة التي تعيش في فنادق يمتلكها لوبيات المخزن في المدن الصحراوية المحتلة. أما الشرعية الدولية، فهو يستغلها وفق مصلحته الشخصية، يدعي أنه مع الشرعية الدولية، لكنه في الأرض لا يكترث لمعاناة الصحراويين في المخيمات، ولا في المدن المحتلة، ويرفض خيار تنظيم استفتاء تقرير المصير. لم يبق للصحراوين سوى الحرب إذن؟ نعم، الحرب حاسمة، وأجزم انها في صالح الصحراويين، في الجانب الآخر النظام المغربي في اصعب أحواله، اقتصاد هش ومتدهور، وحركات احتجاجية مطلبية، قد تتحول إلى انفلات أمني، صورته أمام المجتمع الدولي تضررت، هنالك إدانة دولية له ونشير هنا إلى تصريح رئيس لجنة الأمن والدفاع في الكونغرس. هذه المرة قد لا تسلم الجرة، وهو يشاهد جثث عسكرييه الذين قتلوا، كما ان معنويات جنوده في النازل، وهم ينظرون الى العسكريين السابقين ممن طردوا او أصيبوا في المواجهات مع الجيش الصحراوي بين 1975 و1986، وهم يهيمون في المدن يتسلون لسد رمقهم، هنا يقول العسكري ماذا لو تم أسري أو اصبت في الحرب، كيف يكون مصيري؟ وماذا عن معنويات الصحراويين؟ المعنويات مرتفعة، والجميع متحمس للحرب والعودة للسلاح لمواجهة العدوان المغربي، وتحرير الأرض الصحراوية، الصحراويون مؤمنون بقدراتهم، ومعرفتهم بالمنطقة تساعدهم في الحرب ضد المحتل المغربي. الكركرات: أكبر معبر حدودي غير شرعي في العالم منذ ثلاثة أسابيع، تتجه الأنظار إلى منطقة الكركرات، وهي نقطة عبور تقع في أقصى الجنوب الغربي من الصحراء الغربية المحتلة، حيث قام متظاهرون مدنيون صحراويون بإغلاق ثغرة المنطقة الصغيرة المفتوحة في الجدار الرملي، الذي بناه المغرب بمساعدة الصهاينة في الثمانينيات لحماية نفسه من هجمات المناضلين الصحراويين. خلال التسعينيات، كانت منطقة الكركرات مكانًا مفضلاً للمتاجرين غير الشرعيين ومهربي المخدرات والسيارات المسروقة من أوروبا التي تباع في غرب إفريقيا. وقامت الرباط التي تعتبر بطلة سياسة "الأمر الواقع"، بتحويل الثغرة إلى نقطة حدودية ذات أهمية قصوى لصادراتها إلى موريتانيا ودول غرب إفريقيا، حيث تزود المستهلكين بمنتجات ذات الجودة الثالثة. الخيار الأول موجه لدول الاتحاد الأوروبي وروسيا والثاني للاستهلاك الداخلي. الثغرة التي تم فتحها في الجدار الرملي تعتبر انتهاكا للاتفاقية العسكرية رقم 1، الموقعة في 24 ديسمبر 1997، بين الجنرال بوراند لوبنيك عن بعثة المينورسو وإبراهيم غالي عن جبهة البوليساريو من جهة، وبين بعثة الأممالمتحدة والمغرب في 22 جانفي 1998 من جهة اخرى. ويحدد الاتفاق المنطقة الواقعة بين الكركرات في الصحراء الغربية المحتلة والحدود الموريتانية على أنها "شريط عازل" يبلغ عرضه خمسة كيلومترات ويفصل بين منطقتين محظورتين. المنطقة الأولى البالغة بطول 30 كلم تحت الاحتلال المغربي والثانية بطول 25 كلم تحت سيطرة جبهة البوليساريو. علاوة على ذلك، هناك منطقتان محظورتان يفصل بينهما الجدار، واحدة في الغرب تحت الاحتلال المغربي والأخرى في الشرق تحت سيطرة جبهة البوليساريو، ويحصر الاتفاق المغاربة داخل جدار الرمال. في أوت 2016، قرر المغرب تعبيد خمسة كيلومترات من منطقة الكركرات العازلة حتى الحدود الموريتانية، في وسط المنطقة غير المسلحة. والهدف هو جعل حركة مرور الشاحنات أكثر سيولة بعد شكاوى السائقين. ورسميا، قالت الرباط في ذلك الوقت إن هذا التزفيت يهدف إلى "مكافحة المتاجرة غير الشرعية والإرهاب وتهريب المخدرات". من وجهة نظر القانون الدولي، يضيف المغاربة بهذا الفعل انتهاكًا آخر لثغرة الكركرات برغبتهم في ربطها بالحدود الموريتانية. وينص الاتفاق العسكري رقم 1 على حظر دخول القوات المسلحة وشاحنات القوات المسلحة الملكية وجبهة البوليساريو إلى المنطقة العازلة التي تبدأ من الكركرات. ومع ذلك، عندما بادر المغرب بأشغال التزفيت في عام 2016، استخدم الآلات العسكرية. الانتهاك صارخ: التدخل النشط للقوات الصحراوية المنتشرة بسرعة في المنطقة يضع حداً للخداع ويعيد الوضع الى سابق عهده. في المقابل، ارسل المغرب وحدات من قوات الدرك الملكي الى المنطقة ثم قام بسحبها في فبراير 2017 تحت ضغط من الأممالمتحدة. ويحلل محمد إبراهيم السالك الخبير والمستشار الموريتاني الدولي المعروف بأنه من أكبر العارفين بالنزاع الصحراوي ثغرة الكركرات في ضوء القانون الدولي ويصفها بأنها من "أكبر المراكز الحدودية غير الشرعية في العالم". ويتأسف إبراهيم السالك كون موريتانيا، التي تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية والتي تتبنى "الحياد الإيجابي" في الصراع الصحراوي، قد ارتكبت خطا في الاحترافية من خلال إضفاء بعض الشرعية على الكركارات كمعبر حدودي، بحكم الأمر الواقع وبشكل غير رسمي. وقد حددها قرار وزاري بتاريخ 3 فيفري 2010 على أنها نقطة عبور رقم 55. ويعمل في المعبر أعوان رسميون عسكريون ومدنيون موريتانيون. "الإصلاح" تستنكر العدوان العسكري المغربي في الكركرات استنكرت حركة الإصلاح الوطني الاعتداء الدنيء الذي أقدم عليه الجيش المغربي المحتل إثر فتح النار على مجموعة من المتظاهرين المدنيين الصحراويين في منطقة "الكركرات " فجر الجمعة . وجاء في بيان الحركة إن الاحتلال المغربي يخرق وقف إطلاق النار صباح الجمعة ويطلق النار على الصحراويين العزل في منطقة الكركرات في القطاع الجنوبي من الأراضي الصحراوية المحررة أمام مرآى ومعاينة بعثة "المينورسو"، مضيفا أن المغرب ومن خلال العملية العسكرية في المنطقة المحرّرة والتي تعتبر منطقة منزوعة السلاح بقرار أممي، يتحدى جميع قرارات الشرعية الدولية ويُقدم على مهاجمة المدنيين الصحراويين على الأراضي المحررة. وحملت حركة الإصلاح الوطني، الأممالمتحدة المسؤولية، فبسكوتها الطويل وغير المبرّر مهّدت لانهيار وقف إطلاق النار. وقالت إن مجلس الأمن لم يتدخل لوقف الاعتداءات المغربية المتكررة، ناهيك عن التماطل في تعيين المبعوث الأممي الممثل الشخصي للأمين العام إلى المنطقة لمدة قاربت السنة والنصف، داعية من خلال البيان، الهيئات الدولية، بالتدخل لوقف العدوان على الصحراء الغربية والحيلولة دون استمرار احتلال المغرب للأراضي الصحراوية والإسراع بجدولة استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي. الأفلان يدين الاعتداء المغربي على الصحراويين ويطالب بتحرك دولي استنكر حزب جبهة التحرير الوطني، الاعتداء السافر والغادر الذي تعرض له المدنيون الصحراويون المعتصمون سلميا منذ أكثر من أسبوعين أمام معبر الكركرات، غير القانوني، على يد عناصر من الجيش المغربي كانوا بالزي المدني، مع قيام وحدات من الجيش المغربي بخرق وقف إطلاق النار الموقع عام 1991، بين طرفي النزاع في المنطقة، المغرب وجبهة البوليساريو، من خلال فتح عدة ثغرات في الجدار العازل، قرب ثغرة الكركرات غير الشرعية، وهو الاعتداء الذي رد عليه الجيش الصحراوي، مما ينذر بعودة المواجهة المسلحة بين الطرفين مجددا. وقال بيان للحزب إن هذا "الانزلاق الخطير الذي يتحمله الطرف المغربي باعتباره المبادر إلى الاعتداء، يأتي في ظل شعور الصحراويين بتخلي المجتمع الدولي عنهم، في مقابل استمرار الغطرسة المغربية التي تلقى تأييدا وتواطؤا مفضوحا من بعض الدول الكبرى وعلى رأسها فرنسا التي تتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية تعطل الحل السياسي في قضية الصحراء الغربية". ودعا الأفلان، "المغرب إلى الكف عن غطرسته واعتداءاته، والالتزام بالاتفاق الأممي والإفريقي الموقع عام 1991، والقاضي بوقف إطلاق النار، فإنه يدعو الأمين العام للأمم المتحدة إلى المسارعة بتعيين مبعوثه الخاص إلى الصحراء الغربية من أجل تحريك ملف تقرير المصير وفق لوائح الأممالمتحدة".