تفتقر، منذ ما يفوق الشهرين، مستشفيات عاصمة الولاية معسكر، لجهاز الأشعة بالسكانير، الذي من شأنه أن يريح المرضى وأهاليهم عناء وتبعات التنقل إلى العيادات الطبية الخاصة، التي تبقى أسعارها المطروحة بعيدة عن متناول شريحة كبيرة من المواطنين؛ إذ بعد تعطل جهاز الأشعة بالسكانير الوحيد لمستشفى يسعد خالد بصفة نهائية والذي دخل الخدمة شهر مارس من عام 2008 وكلف خزينة الدولة آنذاك مبلغ 4,3 ملايير سنتيم، وجد المرضى وأهاليهم بعاصمة الأمير عبد القادر، أنفسهم أمام أزمة أخرى، تضاف إلى أزمات سكان معسكر الكثيرة. انعدام خدمات جهاز الأشعة بالسكانير بالمؤسسات الصحية العمومية بعاصمة الولاية، أثار ولايزال يثير ردود أفعال العديد من المواطنين، الذين استغلوا مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن استيائهم من تماطل السلطات التنفيذية في تدعيم المؤسسات الاستشفائية بالوسائل والإمكانيات الطبية، فيما تساءل البعض: "أيُعقل في ظل الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد بسبب انتشار فيروس كوفيد-19، أن مستشفى عاصمة معسكر، بدون جهاز الأشعة بالسكانير؟"، و«أين وعود الوالي ورئيس المجلس الشعبي الولائي، باقتناء العتاد الطبي في أقرب الأجال؟!". وكشفت، من جهتها، مديرية الصحة والسكان بولاية معسكر، بهدف امتصاص غضب المواطنين، في صفحتها في فيسبوك، كشفت أنها بفضل الغلاف المالي بعنوان عام 2020 الذي مُنح لها من طرف الوزارة الوصية، باشرت إجراءات اقتناء جهاز الأشعة بالسكانير (Scanner)، وجهاز الرنين بالمغناطيس (IRM)، "في إطار تحسين وسائل التشخيص وتطويرها، والتكفل الجيد بمواطني الولاية بصفة عامة، والمريض بصفة خاصة، والحد من عناء تنقّل المواطنين إلى خارج الولاية، لإجراء الفحوصات بجهاز الرنين بالمغناطيس". غير أن بيان مديرية الصحة لم يكشف صراحة عن التاريخ الذي سيتم فيه اقتناء وتنصيب جهاز الأشعة بالسكانير، وجهاز الرنين المغناطيسي بإحدى المؤسسات الاستشفائية لعاصمة الولاية، مكتفيا بأن "العملية متقدمة جدا، ولم يتبق إلا بعض الروتوشات"، وهو التصريح الذي شككت في مصداقيته أسماء عدة من قطاع الصحة، أكدت أن استيراد أجهزة طبية من هذا النوع في الوقت الحالي وفي ظل الأزمة الصحية التي تمر بها دول العالم عامة، يُعد أمرا صعب المنال؛ "المشكل ليس في مدير الصحة أو في والي معسكر، المشكل أساسا في أبناء الولاية من المنتخبين وأرباب المال، الذين لم تتضافر جهودهم في تدعيم المؤسسات الاستشفائية بالإمكانيات والعتاد الطبي؛ للأسف، الكل منشغلون بأمورهم الخاصة!"، حسبما كتب مواطن على صفحته في فيسبوك.