أكد الدكتور بن ثلجون سليم، رئيس مصلحة فحوصات كوفيد-19 بمستشفى "ابن باديس"، أنّ هذا المرفق الصحي تدعم، منتصف نوفمبر الفارط، بمصلحة جديدة خصّصت لاستقبال وفحص مرضى "كوفيد 19"، في ظل الارتفاع المقلق لحالات الجائحة الذي أدخل الخوف إلى نفوس الأطقم الطبية، وقال إنّه شخصيا كان يرتدي ثلاثة مآزر قبل الاحتكاك بالمرضى. وحسب الدكتور، فإنّ هذه المصلحة التي خصّصت للفحص، وكانت في مدخل المستشفى الجامعي، بمحاذاة مصلحة طب أمراض الأنف والأذن، زوّدت بشبكة للأكسجين الحائطي وسمحت بالاستغناء عن قارورات الأكسجين، مضيفا أنّ المصلحة الجديدة تستوعب من 16 إلى 30 مريضا، وتضم مختلف التجهيزات اللازمة للتكفل بالمرضى والتخفيف عنهم. الدكتور بن ثلجون الذي باشر مهامه تطوعا، لخدمة المصابين بعد تعافيه من الوباء، أكّد أنّ المصلحة الجديدة التي تعمل على مدار 24 ساعة، كانت بمثابة وحدة لفرز المرضى الذين لديهم أعراض خفيفة ويكفيهم العلاج المنزلي وبين المرضى الذين يستوجب إبقاؤهم في المستشفى، موجّها نداء للمواطنين بضرورة الوعي أكثر والحيطة والحذر والابتعاد عن الاستهتار، خاصة عدم التهاون في ارتداء الكمامة. ========== ممرضات مصلحة "كوفيد19" بالخروب: الجائحة غيّرت الكثير أجمع عدد من الممرضات ممن تحدّثت "المساء" معهن أنّ الناس في مجتمعنا يميلون إلى ربط عمل الرعاية الصحية بالأطباء فقط، فيشكرون الأطباء وينسون الممرضات، مؤكّدات أنّ جائحة كورونا أعادت الاعتبار للعاملين في هذه المهنة ومنحتهم الأوسمة، بعدما وجّهت لهم اتهامات بالإهمال واللامبالاة، فباتوا اليوم في مجابهة الوباء يوميا. وتأمل الممرضة غادة مناصرية من مصلحة "كوفيد" بمستشفى الخروب، أن تتغيّر النظرة السيئة بعد هذه الجائحة، وقالت "فقط أولئك الذين نُقلوا إلى المستشفيات أدركوا طبيعة عملنا، الآن، الجميع يعلم ما نقوم به"، مؤكّدة أنّ ربّ ضارة نافعة، فالجائحة، حسبها، كانت سببا في نسج علاقات إنسانية جديدة، فالمصلحة بأطقمها ومرضاها باتت عائلة واحدة، يفرحون بمجرد تعافي أيّ مريض ويحزنون لفراق آخر، مشيرة إلى أنّها وكغيرها من زميلاتها مرّت عليهن فترات جد صعبة، خاصة بعد الموجة الثانية التي شهدت ومواقف حزينة جدا، لم تمح من ذاكرتها. وبدموع وألم، تحدثت الممرضة سليمة زبيري، التي كانت من بين المتطوعات الأوائل بمصلحة "كوفيد 19"، عن الأثر النفسي الكبير الذي تركته كورونا فيها، حيث قالت إنّ رعاية المرضى، كانت تستوجب الرعاية النفسية وليس الطبية فقط، باعتبار أنّ المرضى يظلون طيلة فترة المرض من دون أن يزورهم قريب أو صديق. كما تحدّثت الممرضة عن أصعب اللحظات التي مرّ بها المرضى في المصلحة والتي جعلتها تفكر كثيرا في قيمة الحياة بالنسبة للجميع، وكيف أنّ الكلّ يحارب للبقاء على قيد الحياة، غير أنّ الفيروس كان أقوى من العديد منهم خاصة المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة، وقالت "تعلمنا من الجائحة كيفية التعامل مع المرضى لم نعد ننتظر الأطباء فنحن من هم على اتصال مباشر معهم، ولعلّ ما حزّ في نفسي، رفض بعض الأبناء التكفل بأوليائهم المسنين، على خلاف آخرين كانوا يفترشون الأرض ويبيتون قرب النوافذ لسماع أصوات أوليائهم".