تنتظر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب محاكمة غير مسبوقة أمام نواب الكونغرس لعزله تماما من الحياة السياسية بتهمة "التحريض على التمرد" خلال الأحداث الدامية، التي شهدها مبنى الكابيتول في السادس من الشهر الجاري. فبعد أقل من أسبوع منذ مغادرته البيت الأبيض، عاد الملياردير الجمهوري دونالد ترامب ليشكل الحدث في واجهة الأحداث بالعاصمة الفيدرالية واشنطن، في ظل مباشرة الديمقراطيين، أمس، إجراءات عزله عبر مجلس الشيوخ. ونجح الديمقراطيون في تمرير تهمة "التحريض على التمرد" في مجلس النواب الذي صوّت لصالح قرار العزل في 13 جانفي الجاري، ليصبح بذلك دونالد ترامب أول رئيس أمريكي يعرض على المساءلة البرلمانية لمرتين في الكونغرس، وأول رئيس يواجه محاكمة لعزله بعد انتهاء عهدته الرئاسية. وسيكون على الديمقراطيين السعي لكسب أصوات عدد من الجمهوريين في مجلس الشيوخ لتمرير قرار العزل كونهم يفتقدون للأغلبية المريحة من المقاعد المنقسمة مناصفة ب 50 مقعدا لكلا الحزبين. ورغم أنه يمكن لنائب، الرئيس الأمريكي كامالا هاريس باعتبارها رئيسة مجلس الشيوخ منح صوتها لتغليب الكفة لصالح الديمقراطيين، إلا أن هؤلاء سيكونون بحاجة إلى 60 صوتا للتصويت على قرارات الإصلاحات الكبرى وثلثي أصوات نواب مجلس الشيوخ لإدانة ترامب، أي بحاجة لدعم 17 صوتا جمهوريا، في رقم يبدو أنه من الصعب الحصول عليه حتى وإن كان النائب الجمهوري القوي ميتش ماكونال لم يستبعد التصويت ضد ترامب. ويتهم مجلس النواب الأمريكي الذي يسيطر عليه الديمقراطيون الرئيس المغادر بتحريض أنصاره على اقتحام مبنى الكونغرس في السادس جانفي الجاري خلال جلسة تأكيد النواب لفوز الديمقراطي جو بايدن برئاسيات الثالث نوفمبر الماضي، والذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص من بينهم شرطي. وأثار الاقتحام صدمة في الساحة الأمريكية دفعت حتى بكبار الأسماء في الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب للتنديد بالتصرف غير المسؤول لهذا الأخير.