❊ أوامر الرئيس تبون حرّكت الدبلوماسية وأنجحت المهمة ❊ بلحيمر: وصول شحنات أخرى تباعا من الصين والهند ودول أخرى ❊ الشروع اليوم في التلقيح.. والبداية من ولاية البليدة وصلت أمس الجمعة، إلى مطار بوفاريك بالبليدة، أول شحنة من اللقاح الروسي "سبوتنيك V" المضاد لفيروس "كوفيد 19"، حيث أوضح السيد بلحيمر، في تصريح للصحافة الوطنية أن "حملة التلقيح ستنطلق اليوم السبت، رمزيا من البليدة بحضور وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد، وستخص في البداية مستخدمي السلك الطبي والأشخاص المسنّين وأصحاب الأمراض المزمنة على أن تتوسع فيما بعد لتمس باقي شرائح المجتمع". وتم استلام هذه الشحنة من اللقاح بالمطار بحضور السيدين عبد الرحمان بن بوزيد وعمار بلحيمر والمدير العام لمعهد باستور الجزائر، وأكد بلحيمر، أنه "ستصل تباعا إلى الجزائر شحنات أخرى من لقاح كورونا من الصين والهند ودول أخرى". الرئيس تبون أمر والحكومة نفذت ومعلوم أن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، قد أعلن عن إطلاق حملة التلقيح ضد هذا الفيروس مع نهاية شهر يناير الجاري، مؤكدا أن صحة المواطن لا ثمن لها. وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قد أمر الوزير الأول، في 20 ديسمبر الماضي، بالإسراع في اختيار اللقاح الأنسب ضد فيروس كورونا والشروع في عملية التلقيح خلال شهر يناير الجاري، مؤكدا أن صحة المواطن ليس لها ثمن. ولغرض إنجاح عملية التلقيح شرعت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، قبل أيام، في تكوين مؤطري حملة التلقيح ضد "كوفيد-19" تنفيذا لاستراتيجية وطنية تنص على تكوين مؤطرين سيضطلعون من جهتهم بمهمة تكوين أشخاص آخرين على المستوى المحلي. وكان مدير الوقاية والناطق الرسمي باسم اللجنة العلمية المكلفة برصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا الدكتور جمال فورار، قد أعلن أنه سيتم في مرحلة ثانية، تلقيح جميع السكان الذين يفوق سنّهم 18 سنة فأكثر، كون التجارب السريرية عبر العالم "لم تخص إلى غاية اليوم من تقل أعمارهم عن 18 سنة، إضافة إلى النساء الحوامل"، مؤكدا على المقاييس الخاصة ب "التأمين والفعالية وسلسلة التبريد" التي ركزت عليها الجزائر في اختيار اللقاحات. الجزائر اختارت اللقاحات الآمنة.. اللقاح يقدم إلزاميا في جرعتين لنفس الشخص بفاصل زمني يقدر ب21 يوما، "وإلا فإنه لن يكون ناجعا بما أن كل جرعة لا توفر سوى 50 بالمائة من المناعة من هذا الفيروس". وطمأن الدكتور فورار، الجزائريين بالقول إن الجزائر "اختارت اللقاحات الآمنة وبأقل أضرار وآثار جانبية"، علما أن حملة التلقيح ستدوم سنة فأكثر، وبالتالي سيتم الاعتماد على أكثر من لقاح واحد من أجل ضمان نسبة أدنى تتراوح ما بين 60 إلى 70 بالمائة من التغطية باللقاح من أجل وقف تنقل الفيروس. الاستفادة من نظام "كوفاكس" وبالإضافة إلى اللقاحات المستوردة ستستفيد الجزائر من نظام "كوفاكس" التابع لمنظمة الصحة العالمية الذي يضم 190 دولة ويضمن لهذه الأخيرة التلقيح بنسب عادلة 20 بالمائة من سكانها. وقد أكد رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي كمال صنهاجي، في تصريح سابق أن قرار تنويع اللقاحات المضادة لفيروس "كوفيد-19" يعد "صائبا ومناسبا"، معتبرا أن "التسابق الدولي على اقتناء اللقاح الخاص بفيروس كورونا حتّم على الجزائر وعديد الدول اتخاد قرار التنويع في اللقاحات". وتعتمد الجزائر خطة تلقيح "مرنة ومتغيرة"، واختارت لقاحات "تقليدية لم تخضع للتعديل الجيني"، كما أن سلسلة التبريد "متاحة"، حيث أن الخدمات اللوجيستية المرتبطة بحملة التلقيح ستعتمد على 8000 مركز معتاد على مثل هذه العملية، مع إمكانية تعبئة مراكز أخرى على مستوى المستشفيات. وستتوجه فرق متنقلة إلى المناطق المعزولة من البلاد من أجل إفادة مجموع السكان باللقاح، حيث أن كل شخص يتم تطعيمه سيكون لديه دفتر ملاحظات للتطعيم، والذي قد تطلبه بعض الدول في المستقبل عند السفر إلى الخارج. ويسجل مراقبون أن الجزائر انتصرت دبلوماسيا، حيث نجحت وفق أمرية الرئيس تبون، في اقتناء اللقاح في وقت قياسي، في وقت مازالت عديد الدول بينها كبرى، تتنافس وتتسابق في أروقة المخابر العالمية للحصول على شحنة أولى من اللقاح، بينما تنتظر العديد من البلدان في طابور عديد المخابر التي تواجه ضغطا كبيرا بسبب كثرة الطلب العالمي. وقد استعملت الجزائر علاقاتها وصداقاتها مثلما هو الحال مع روسياوالصين وبريطانيا، من أجل الحصول على اللقاح، وعدم تفويت الفرصة على استكمال إنجاح خطة مواجهة فيروس "كوفيد 19"، بعدما نجحت في محاصرته وتحجيم انتشاره بإجراءات متتالية، أثبتت نجاعتها بشهادة خبراء ومختصين، حتى أن دولا كبرى لجأت إلى استنساخ النموذج الجزائري، وقد أكدت منظمات عالمية، جدوى الخطة التي اتبعتها الجزائر منذ بداية الجائحة العام الماضي.