تستلم الجزائر، اليوم الجمعة، الشحنة الأولى من اللقاح الروسي "سبوتنيك 5" المضاد لفيروس كوفيد-19، في انتظار انطلاق حملة التلقيح غدا السبت رمزيا من ولاية البليدة، بحضور وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد. وسيتم استلام هذه الشحنة بحضور وزير الصحة، رفقة وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة عمار بلحيمر والمدير العام لمعهد باستور الجزائر. وكان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قد أمر الوزير الأول، في ال20 ديسمبر الماضي، بالإسراع في اختيار اللقاح الأنسب ضد فيروس كورونا والشروع في عملية التلقيح خلال شهر يناير الجاري مؤكدا ان صحة المواطن ليس لها ثمن. وقد أوضح السيد بلحيمر في تصريح للصحافة الوطنية أن "حملة التلقيح ستنطلق يوم السبت المقبل رمزيا من البليدة وستخص في البداية مستخدمي السلك الطبي والاشخاص المسنين وأصحاب الامراض المزمنة على أن تتوسع فيما بعد لتمس باقي شرائح المجتمع"، مشيرا إلى أنه "ستصل تباعا الى الجزائر شحنات أخرى من لقاح كرونا من الصين والهند ودول أخرى". ولهذا الغرض، شرعت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، قبل أيام، في تكوين مؤطري حملة التلقيح ضد كوفيد-19 تنفيذا لاستراتيجية وطنية تنص على تكوين مؤطرين سيضطلعون من جهتهم بمهمة تكوين أشخاص آخرين على المستوى المحلي. وكان مدير الوقاية والناطق الرسمي باسم اللجنة العلمية المكلفة برصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا الدكتور جمال فورار، قد أعلن أنه سيتم في مرحلة ثانية، تلقيح جميع السكان الذين يفوق سنهم 18 سنة فأكثر، كون التجارب السريرية عبر العالم "لم تخص الى غاية اليوم من تقل أعمارهم عن 18 سنة، اضافة الى النساء الحوامل"، مؤكدا على المقاييس الخاصة ب "التأمين والفعالية وسلسلة التبريد" التي ركزت عليها الجزائر في اختيار اللقاحات. للإشارة، فإن اللقاح يقدم الزاميا في جرعتين لنفس الشخص بفاصل زمني يقدر ب 21 يوما، "وإلا فإنّه لن يكون ناجعا بما أن كل جرعة لا توفر سوى 50 بالمائة من المناعة من هذا الفيروس"، وطمأن الدكتور فورار الجزائريين بالقول إنّ الجزائر "اختارت اللقاحات الآمنة وبقل أضرار وآثار جانبية"، علما أن حملة التلقيح ستدوم سنة فأكثر، وبالتالي سيتم الاعتماد على أكثر من لقاح واحد، من أجل ضمان نسبة أدنى تتراوح ما بين 60 الى 70 بالمائة من التغطية باللقاح من أجل وقف تنقل الفيروس. وبالإضافة إلى اللقاحات المستوردة، ستستفيد الجزائر من نظام كوفاكس التابع لمنظمة الصحة العالمية الذي يضم 190 دولة ويضمن لهذه الأخيرة التلقيح بنسب عادلة، 20 بالمائة من سكانها. وقد أكد رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي، كمال صنهاجي، في تصريح سابق، أن قرار تنويع اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد-19 يعد "صائبا ومناسبا"، معتبرا أن "التسابق الدولي على اقتناء اللقاح الخاص بفيروس كورونا حتم على الجزائر وعديد الدول اتخاد قرار التنويع في اللقاحات". وتعتمد الجزائر خطة تلقيح "مرنة ومتغيرة"، واختارت لقاحات "تقليدية لم تخضع للتعديل الجيني"، كما أن سلسلة التبريد "متاحة"، حيث أن الخدمات اللوجيستية المرتبطة بحملة التلقيح ستعتمد على 8000 مركز معتاد على مثل هذه العملية، مع إمكانية تعبئة مراكز أخرى على مستوى المستشفيات. وستتوجه فرق متنقلة إلى المناطق المعزولة من البلاد من أجل إفادة مجموع السكان باللقاح، حيث أن كل شخص يتم تطعيمه سيكون لديه دفتر ملاحظات للتطعيم، والذي قد تطلبه بعض الدول في المستقبل عند السفر إلى الخارج.