حلّت العطلة المدرسية الشتوية، هذه الأيام، في ظروف أقل ما يقال عنها استثنائية، ففي الوقت الذي يُفترض أن يرتاح التلاميذ من عناء موسم دراسي متعب، كان لجائحة كورونا تأثيرها كالعادة؛ انقلبت الموازين، وجعلت من العطلة التي هي مرادف للراحة، فترة للمراجعة والتحضير للاختبارات. "المساء" اقتربت من بعض الأولياء والمتمدرسين، ونقلت بعض الانطباعات. وكان لفيدرالية أولياء التلاميذ رأيها في الموضوع. البداية كانت مع بعض الأولياء، الذين يبدو أن العطلة المدرسية هذه السنة، ستكون ثقيلة هي الأخرى عليهم، خاصة أن أغلبهم يتكفلون بمرافقة أبنائهم في مراجعة الدروس، وتحديدا الأمهات، وهو ما جاء على لسان إحدى المواطنات، التي عبّرت تقول: "الحمد لله.. إن العطلة ليست بالطويلة؛ حتى لا نشعر بالملل من مراجعة أبنائنا". وحسبها، فرغم أن أبناءهم لا يدرسون بصورة يومية بفضل نظام التفويج، إلا أن الدروس تراكمت، ووجد البعض صعوبة في الفهم؛ الأمر الذي يحتّم عليها الحرص على مراجعة أبنائها، والاعتماد أيضا على الدروس الخصوصية، مشيرة إلى أنها فترة مؤقتة، وأن المهم هو تحصيل النجاح. وقالت أم ليلى التي تحضّر ابنتها لشهادة البكالوريا، بأنها رافقتها منذ بداية الموسم الدراسي، بدعمها بالدروس الخصوصية؛ لذا تعتقد أنها لن تجد إشكالا في المراجعة في فترة العطلة، كما أنها ستعمل على تمكينها من بعض الخرجات الترفيهية للتخفيف عنها من الضغوط التي تشعر بها هي؛ فكيف بابنتها! في حين أكدت أم أنس أنها فكرت في تقسيم العطلة إلى قسمين؛ الأول تخصصه للراحة؛ حتى لا يشعروا بالملل ولكي يكون بمثابة المحفز، ليقبل ابنها على المراجعة بكل حماس. وإذا كان هذا رأي الأولياء الذين يشعرون بالكثير من القلق، خاصة أن أبناءهم مطالبون بتحصيل نتائج جيدة كون الموسم الدراسي يحوي على فصلين فقط؛ فماذا عن المتمدرسين؟ وانقسمت آراء المستجوبين من المتمدرسين بمختلف الأطوار التعليمية؛ بين واع ومدرك لحقيقية أن العطلة المدرسية لهذا الموسم الدراسي، استثنائية، الغرض منها التحضير لموعد الاختبارات، وبين غير مبال، وراغب في الراحة والاستمتاع بالعطلة، وإيكال مهمة التلخيص والمراجعة للأولياء. وعلى حد تعبير الطفل فتحي الذي يدرس في السنة الثانية متوسط، الذي أكد أن والدته هي من تتكفل بتحضير دروسه، وتساعده على الحفظ، وهي التي تعرف الوقت المناسب للمراجعة، وبالتالي لا يشعر هو بالقلق وهو ذات الانطباع الذي رصدناه على ألسنة عدد من المتمدرسين، الذين يراهنون على أوليائهم في ما يخص الدعم والتحفيز على المراجعة. الأولياء مطالَبون بعدم الضغط على أبنائهم يرى علي بن زينة رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، أن "المنظمة تشعر بما يشعر به الأولياء من قلق، غير أن ما ينبغي تفهمه هو أن الموسم الدراسي هذه السنة، لم يشهد ضغطا بالنظر إلى طريقة التدريس الجديدة التي فرضها الوباء، والتي منحت الكثير من الوقت للمتمدرسين من أجل المراجعة خلال الموسم الأول، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، فالمدة المقررة للعطلة هي فرصة للتلاميذ الذين لم يتحصلوا على نتائج جيدة في الفروض، لتدارك النقائص. وفي المقابل، على الأولياء تفهّم الوضع، والصبر على أبنائهم، وعدم الضغط عليهم حتى لا ينحرفوا". وأوضح المتحدث أن المنظمة سجلت منذ بداية الموسم الدراسي، عددا من شكاوى أولياء التلاميذ في الطورين الثانوي والمتوسط؛ كون المدة المقررة لتقديم الدروس غير كافية ليستوعب التلميذ، بينما لم يتم تسجيل شكاوى بالنسبة للطور الابتدائي؛ بسبب تقليص العدد، ووجود وقت فراغ للمراجعة، مؤكدا في هذا الصدد: "ترى المنظمة أن العطلة تكون فرصة للراحة والمراجعة على حد سواء، لا يشعر فيها التلميذ بأي نوع من الضغط، خاصة أن الاختبارات ستكون بعد عشرة أيام من عودتهم إلى مقاعد الدراسة". وعلى صعيد آخر، يرى المتحدث أن نظام التفويج في الطور الابتدائي، ناجح. ويطالب، بإلحاح، بالإبقاء عليه حتى بعد انتهاء أزمة كورونا، مشيرا إلى أن مخاوفه تتمثل في وجود اختلاف في البرنامج الدراسي إن حدث وكانت الامتحانات موحدة بالنسبة لبعض الأطوار النهائية، والذي يتمنى أن تتداركه وزارة التربية الوطنية.