أشرف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات البروفيسور عبد الرحمان بن بوزيد، أمس، على إطلاق المنصة الرقمية للمخطط الوطني للتكفل بانسداد عضلة القلب في المرحلة الحادة، وهو المخطط الذي سيعمل على تحسين فترة العلاج ضمن بروتكولات مكيّفة مع كل منطقة من الوطن، بهدف خفض مستويات الوفيات وتقليص وقت العلاج، وتنبيه المريض، مع تكوين الأطباء على مستوى الوطن، انطلاقا من 14 مركزا مرجعيا إقليميا لأمراض القلب. وأوضح الوزير خلال إشرافه على إطلاق المخطط، من المركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال" بالعاصمة، أنه سيتم إنشاء شبكات رعاية إقليمية مؤسساتية مخصصة لمتلازمة الشريان التاجي الحادة وتعيين طبيب عام على مستوى الاستعجالات الطبية للهياكل المسماة بالأولية "لألم الصدر"، في مراكز التكفل بها، مع انطلاق المراكز المرجعية الإقليمية لأمراض القلب في التكوين وتحسين مستوى الأطباء العامين بالمراكز الأولية، في تشخيص متلازمة الانسداد الشرياني التاجي الحاد واستخدام مناسب للعلاجات ومرافقة المراكز الأولية، مع المساعدة على التشخيص والعلاج، لتحسين الفترة الزمنية المحددة للتكفل بالمريض والمتمثلة في زمن أقصاه 6 ساعات، بعد ظهور الأعراض للمرض، مشيرا في نفس السياق إلى أن السجلات الوطنية لمعهد الصحة العمومية والدراسات التي قامت بها الجمعية الوطنية لأمراض القلب، أكدت أن متوسط الوقت المستغرق للتكفل بالمرضى طويل جدا. وذكر بن بوزيد أن هذه النقائص دفعت إلى إطلاق مخطط وطني لتحسين الفترة الزمنية المحددة للتكفل بالمريض، حيث سيتم دعم العلاج بتطبيق رقمي آمن "stami" مخصص لعلاج متلازمة الشريان التاجي الحادة وانسداد عضلة القلب في المرحلة الحادة، يتم من خلاله توجيه الطبيب من قبل المراكز الكبرى إلى طريقة العلاج لكسب الوقت، لاسيما أن هذه المتلازمة تعد من أولى أسباب الوفيات بالجزائر. في هذا الإطار، أكدت البروفيسور بلعمري، خلال مداخلتها في اللقاء أنه تم تسجيل 34% من الإصابة بأمراض القلب لدى الشريحة العمرية بين 30 و69 سنة وتسجيل 18 مليون مصاب على مستوى العالم، مشيرة إلى أن هذا الداء قد يصيب الشخص في أي وقت، ما يستدعي التشخيص المبكر للوقاية منه والتكفل الاستعجالي به عند ظهور الأعراض في حد أدنى لا يتجاوز 6 ساعات، لا سيما أن هذه الإصابة تتسبب في وفاة شخص من بين 4 خلال الساعات الأولى من ظهور أعراضها. كما ذكرت أن ارتفاع ضغط الدم يعد من أسباب، هذه الإصابة، مشيرة إلى تسجيل الإصابة بانسداد عضلة القلب في المرحلة الحادة لدى24,7% من الرجال و24% لدى النساء. من جهته أوضح البرفيسور شطايبي، أن التطبيق الجديد يعمل من خلال إرسال البيانات الخاصة من قبل الطبيب العام عبر الهاتف وهو لا يحتاج لتدفق عال للأنترنت، إذ يمكن تحميله والعمل به على مستوى كل ولايات الوطن، حيث يتلقى المركز إرسالية الطبيب الذي تحمل اسم ولقب وسن المريض وجنسه ووزنه حتى يتم تحديد نوعية العلاج المقدم من طرف المختصين في المراكز الكبرى، أو الأمر بإرسال المريض إلى غرفة العمليات إذا كان الأمر يستدعي ذلك، مع مراعاة المسافة الأقرب. بدوره اعتبر البروفيسور يحياوي رئيس الجمعية الجزائرية لطب القلب، أن طبيب العائلة هو أول من يمكن الاعتماد عليه، لكونه يقوم بعملية المتابعة والتشخيص لمرضاه، مشيرا إلى وجود 30 ألف طبيب في القطاع العام و11 ألف طبيب في القطاع الخاص، مهامهم إنقاذ المريض، ما يستوجب، حسبه، تكوين الطبيب العام في الطوارئ لاسيما على مستوى الاستعجالات.