كشف مسؤول برنامج الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السيد وحدي، أمس، أن الجزائر وقعت عقد شراكة مع كوبا لإنجاز مصنع انتاج اللقاح المضاد لفيروس التهاب الكبد (ب)، مؤكدا أن المصنع الذي ينتظر أن تنتهي أشغال انجازه نهاية السنة الجارية سيمكن من خفض نسبة الإصابة بمرض التهاب الكبد الفيروسي (ب) في السنوات القادمة، لاسيما وأن عملية تلقيح الأطفال تتجاوز حاليا 80 ?. واغتنم المسؤول فرصة تنظيم لقاء »ربيع الصحة« الثالث بفندق الأوراسي ليوجه نداءه إلى الأمهات بغية الالتزام بكافة مراحل التلقيح ضد التهاب الكبد الفيروسي (ب) الخاصة بأبنائهم، كما وجه نداء إلى كافة المواطنين للتوجه نحو مراكز الكشف المجاني عن السيدا والتهاب الكبد الفيروسي (س) و(ب) والتي يبلغ عددها 60 مركزا تعمل إلى جانب 19 ملحقة على المستوى الوطني تابعة لمعهد باستور تم فتحها خلال السنة الجارية. وأوضح السيد وحدي، خلال اللقاء الذي نظمته شبكة جمعيات المرضى المزمنين بغرض التطرق الى تطور الأمراض المزمنة، أن استحداث هذه المراكز التي يتوافق عملها مع مبدأ الوقاية خير من العلاج قد يكشف عن حصيلة أكبر بخصوص الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي، لاسيما بعد أن أصبح الإبلاغ عن الحالات الجديدة المكتشفة إجباريا، مضيفا بلغة الأرقام أن الجزائر تصنف حاليا ضمن الدول التي لاتتجاوز بها نسبة الإصابة بالداء المذكور ثلاثة في المائة سنويا. مقابل إحصاء 30 ألف حالة سرطان جديدة سنويا، وهو ما تعمل الوزارة المعنية على مكافحته من خلال استحداث 17 مركزا -في طور الإنجاز- للكشف المبكر عن السرطان. وفي سياق متصل، أكد المتحدث أن التكفل بمعالجة ومكافحة تطور الأمراض المزمنة لا يطرح مشكل الإمكانيات بقدر ما يطرح مشكل التنسيق بين مختلف القطاعات الوزارية، باعتبار أن وزارة الصحة لايمكنها ان تتكفل بهذه المهمة لوحدها، رغم أن الميزانية المخصة للأدوية المتعلقة بمرض التهاب الكبد الفيروسي (س) و(ب) ارتفعت من 300 مليار سنتيم سنة 2007 إلى 350 مليار سنتيم سنة 2008، في الوقت الذي تم فيه تخصيص 500 مليار سنتيم للتكفل بالأمراض النادرة. ومن جهته، أشارالسيد بوعلاق، رئيس شبكة جمعيات المرضى المزمنين، إلى أهمية تنسيق العمل بين السلطات العمومية والحركة الجمعوية لمواجهة النقائص التي تعترض مسعى مكافحة الأمراض المزمنة، كما أضاف أن هناك عدة مشاكل تطرح في هذا المجال أبرزها نقص الوعي حول الأمراض المزمنة وأعراضها، من ضمنها التهاب الكبد الفيروسي، ونقص تكوين الأطباء المختصين في مجال التكفل بالأمراض المزمنة. للعلم، يهدف لقاء ربيع الصحة، الذي شهد حضور ممثلين عن وزارات الصحة، العمل والضمان الاجتماعي، والتضامن الوطني إلى جانب ممثلي بعض الجمعيات، إلى مناقشة توصيات ملتقى ربيع الصحة الثاني والمتعلقة بالتعريف بالأمراض المزمنة وتعميم الكشف المبكر عنها، فضلا عن تدعيم تكوين الأطباء في هذا المجال وضمان مجانية التحاليل والأشعة الطبية وكذا تعزيز العلاج بالمنزل.