يعاني أكثر من مليون ونصف مليون جزائري من فيروس التهاب الكبد من نوع "ب" وهو ما يمثل نسبة 2.5 بالمائة من مجموع السكان، علما أن مابين 80 إلى 90 بالمائة من هؤلاء مصابون بوباء الصمد الذي لا تظهر أعراضه إلا عند التقدم في السن، بحيث يتحول هذا الفيروس إلى سرطان الكبد، وللوقاية من هذا الفيروس الخطير سيشرع مجمع صيدال للأدوية في إنتاج لقاح مضاد له خلال السداسي الثاني من السنة الجارية. ستنطلق صيدال في إنتاج هذا اللقاح ابتداء من شهر جوان القادم بوحدة المجمع بقسنطينة بطاقة إنتاجية تصل إلى 5 ملايين وحدة لتلبية حاجيات السوق الوطنية. في الوقت الذي تحصي فيه الجزائر 2.5 بالمائة من السكان، مصابين بالتهاب الكبد من نوع "ب" و2.7 بالمائة مصابا بالتهاب الكبد من نوع "ج" حسبما أكده السيد بوعلاق عبد الحميد رئيس الجمعية الوطنية لمرضى التهاب الكبد في تصريح للصحافة على هامش توقيع برتوكول تعاون بين صيدال ومجمع "ايبار بيوتيك" الكوبي أمس بالجزائر. ويخص هذا البرتوكول نقل تكنولوجية كوبا في مجال إنتاج اللقاح المضاد لداء التهاب الكبد من نوع "ب"، حيث رصد لهذا الغرض مبلغا ماليا قدره 100 ألف أورو، بالإضافة إلى تخصيص غلاف مالي إضافي يصل إلى 200 ألف أورو للمرحلة الأولى، مع استثمار 3.5 مليون أورو لإنشاء وحدة جديدة مخصصة لإنتاج هذا اللقاح. كما يتضمن هذا البرتوكول استفادة الطرف الجزائري من ستة تكوينات لمدة شهر بكوبا في المجالات المتعلقة بكيفية إنتاج اللقاح من حيث المكونات التي تدخل في تركيبته، وكيفية توزيعه، بالإضافة إلى التحاليل البيولوجية الخاصة به، وطرق مراقبة نوعيته، وكذا منهجية تأمين هذه النوعية إلى جانب المساعدة التقنية التي سيقوم بها خبراء كوبيين لمدة ثلاث مرات في الشهر لموقع الإنتاج التابع لصيدال لتقديم نصائح وخبرات في مجال مكونات اللقاح، توزيعه، ومنهجية مراقبة نوعيته. وأكد السيد رشيد زعواني المدير العام لمجمع صيدال أن هذا البرتوكول يشمل في المرحلة الأولى كما سبق وأن ذكرنا إنتاج لقاح مضاد لالتهاب الكبد الفيروسي"ب" على أن يوسع في السنة القادمة لإنتاج أدوية ومواد صيدلانية ولقاحات أخرى. وسائل جراحة الأسنان المتسبب الرئيسي في انتقال الفيروس وأضاف رئيس جمعية المصابين بفيروس التهاب الكبد أن وزارة الصحة سطرت برنامجا للشروع في تلقيح تلاميذ الطور الابتدائي والاكمالي ضد فيروس التهاب الكبد قريبا، وذلك بعد الانطلاق في تلقيح المولودين الجدد ضد هذا الفيروس في سنة 2003 ، مشيرا إلى أن الدولة تخصص سنويا مبلغا ماليا قدره 350 مليار سنتيم للتكفل بالمصابين بهذا المرض الذي يتطلب ميزانية كبيرة للعلاج والوقاية، "في الوقت الذي تغيب فيه برامج خاصة حول هذا الفيروس الذي بات يهدد الممارسين في قطاع الصحة كونه فيروس ينتقل عن طريق العدوى والدم" وهو السياق الذي أضاف من خلاله المتحدث أن الوسائل المستعملة عند أطباء الأسنان تبقى من بين الأسباب الرئيسية المتسببة في انتشار هذا الفيروس بسبب غياب سياسة تعقيم فعالة، حيث اعتبر طريقة تعقيم الوسائل المستعملة في جراحة الأسنان ببلادنا غير ملائمة ولا تتطابق مع المقاييس العالمية الخاصة بالتعقيم. كما طالب المتحدث الجهات الوصية بتسطير برنامج عمل للتحسيس بخطورة فيروس التهاب الكبد الذي يتحول إلى مرض سرطان الكبد وذلك للوقاية منه والحد من عدوته إذا علمنا أنه ينتقل بنفس الطرق التي ينتقل بها فيروس نقص المناعة المكتسبة.