أتم الكاتب الشاب محمد إقبال بن محمود، كتابا يحمل في طياته قصصا وخواطر عن الغزل، لكنه لم يستطع نشره لأسباب متعددة، كما هو بصدد كتابة رواية وسيناريو. (المساء) اتصلت بالكاتب الشاب وأجرت معه هذا الحوار. ❊ ولجت عالم الكتابة من شتى أجناسها، فكتبت شعر الغزل، وأنت بصدد إتمام رواية وسيناريو، هل يعود ذلك إلى حاجة إقبال الشديدة إلى التعبير عن خوالجه، فكان ذلك عبر أساليب مختلفة؟ ❊❊ حينما نتكلم عن الكتابة كأننا نتكلم عن الحبيب؛ نعم أكتب لحاجتي إلى التعبير عن خوالجي والبحث عن الراحة. كما يختلف نوع الإحساس باختلاف الجنس الأدبي الذي يكتب فيه الكاتب؛ فالخواطر تعبّر عن مشاعر مختصرة وربما لم تكتمل بعد. أما القصة القصيرة فيحاول الكاتب من خلالها، التعبير عن شعوره في أسطر قليلة، وقد يتخلى عن بعض الأحاسيس؛ مما قد لا يرضي القارئ. أما في الرواية فللكاتب المساحة الشاسعة التي يعبّر من خلالها عن خياله. وهناك من يحسن استغلالها، ويضع النقاط على الحروف. وهناك من تجده كأنه يحكي قصص الجَد الكذاب، الذي يعرف أحفاده الحقيقة. أما عن السيناريو، فالسيناريست يكتب ما يلاقي إعجاب المشاهد. ❊ لماذا لم يعرف كتابك طريق النشر بعد؟ ❊❊ صراحة، في بادئ الأمر لم تكن نيتي النشر؛ فأنا أعتبر الكتابة عالمي الثاني وبوحا لمشاعري فقط. وكنت ولازلت أكتب في الغزل كاستثناء، ثم بعد قراءة بعض الكتّاب لخواطري وقصصي، شجعوني لاتخاذ طريق النشر حتى تتاح للقراءة، إلا أنني تراجعت عن ذلك، لظروف مالية، حتى إن بعض دور النشر أصبحت تجارية. وكنت راسلت أكثر من اثنتي عشرة دار نشر قالوا إنهم يدعمون الكتّاب الشباب، لكن أغلبهم يدعمون المشاهير، ويقومون بطبع كتبهم على عاتقهم. ❊ لماذا تخصصت في كتابة الغزل سواء في الخاطرة أو في القصة القصيرة؟ ❊❊ كما ذكرت سابقا، أكتب ما يبوحه قلبي، وجل خواطري تحمل طابعا غزليا، وكل قصصي كذلك. وقد وجدت راحتي التامة في هذا الطابع؛ إذ يقدم لي بعض الأكسجين. ❊ حدثنا عن موضوع السيناريو الذي أنت بصدد كتابته، وهل توشك على إنهائه؟ ❊❊ بالنسبة للسيناريو لم أتممه بعد، ولا أظن أنني سأكمله هذا العام، لكنه يحمل في حلقاته بعض الوقائع التي يعيشها البعض من ناحية المشاكل العائلية، والصراعات مع الأجداد والأعمام والمشاكل المالية، إضافة إلى ما يعانيه بعض العشاق في مسألة الزواج، وتقريبا كل ما أسرده في السيناريو حدث في الواقع. ❊ حدثنا عن الرواية التي أنت بصدد كتابتها. ❊❊ تحكي روايتي عن الواقع المعيش عندنا فقط، كنبذة صغيرة عنها: رواية تحمل بين طياتها وقائع نراها تقريبا كل يوم، ويتم تداول حكاياتها بين الجميع؛ حكايات عن منازل يقولون إن الجن يسكنها، ما إن ينتهي صاحب المنزل من البناء يكن لديه، ربما، ظروف أخّرته عن السكن فيه، فيحكي الناس أن المنزل يسكنه الجن وبعض الدعايات الأخرى، وهناك من يسكنها الجن حقا، وهناك من لها أسباب أخرى. ❊ تميل إلى كتابة الشعر الشعبي، إلام يعود ذلك؟ ❊❊ لم أكتب كثيرا في الشعر الشعبي، ربما حوالي 4 قصائد فقط. وقد أعود إليه في الأيام القليلة القادمة. لقد أعجبت بالشعر الشعبي حين سمعته على لسان صقر الملحون الحسين معطاوي ذات مرة في نشاط (بصمات)، ونصحني هو أيضا بكتابة الشعر الشعبي. ❊ هل أنت مع غربلة الأعمال الأدبية الشابة قبل وصولها إلى القارئ من خلال دور النشر، أم نترك الحكم للقارئ؟ ❊❊ لا نحتاج إلى غربلة فقط؛ فهذا قليل نوعا ما. لست ضد أي كاتب شاب مبتدئ، لكن الحق يقال، يجب على كل كاتب تقبّل النقد. كما عليه بالمطالعة وإثراء رصيده المعرفي فسيكون هذا زادا له. ويجب الاحتكاك بالكتّاب الكبار. وعلى الكتّاب الكبار تقديم النصح والإرشاد لكل مبتدئ لا تحطيمه. وقد قال كاتب: "حين أشتري كتابا أقرأ منه في الطريق؛ فإن كان في المستوى سأكمله في المنزل، وإن لم يكن كذلك أقوم برميه من على نافذة السيارة".