صدرت عن ”المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار ”ANEP” مجموعة قصصية مترجمة من اللغة الأمازيغية الشفوية إلى اللغة العربية الفصحى للكاتبة ”نجاة دحمون” بعنوان ”ثِمُوشُهَا أَنِّي... تلك القصص !”. وصدر الكتاب في طبعة فاخرة من الحجم المتوسط ومن مائتين وإحدى عشرة صفحة، وضم خمسة فصول، بحيث استوحت الكاتبة قصص العمل من العالم الريفي الذي تنتمي إليه،إذ عملت على جمع القصص التراثية الثمانية والأربعين التي ضمتها مجموعتها من مجموعة من رواة القصص الشعبي الأمازيغي بدءًا من والدتها وأخيها مرورا ببعض أقاربها الذين رووا لها قصصا وأساطير كثيرة في طفولتها... وحاولت الكاتبة نجاة دحمون إصدار مجموعة متكاملة بعيدا عن نظر البعض إلى القصص التراثي على أنها قصص أطفال لا غير، إذ حرصت على وضع مقدمة لكتابها وضحت فيها بعض الأسباب التي دفعتها لجمع قصص عملها الذي يحمل عنوانا جانبيا سينتبه إليه القراء، وهو”الجانب السردي من التراث الأمازيغي”، إذ كتبت قائلة: ”ثموشها أني” محاولة جمع أكبر عدد ممكن من القصص التراثية المروية شفويا قبل أن تضيع في سراديب النسيان ويموت رواتها قبل أن تدون فتضيع...”. وذكرت الكاتبة أحد مراميها من ترجمة القصص إلى اللغة العربية وقالت: ”أريد أن يكون كتابي هذا جسرا صغيرا يوصل القصص الأمازيغية لغير الأمازيغ من عرب وعجم، لكل شخص يقرأ اللغة العربية، وتكون فرصة للآباء الأمازيغ لاستخدام قصص الكتاب لرواية ما فيه بالأمازيغية لأبنائهم فيقومون بإعادة الحكاية من جديد للغتها الأولى...”، والعمل من خمسة فصول، أولها عنون ب”قصص وأمثال”، أما الثاني فخصص لقصص الحيوانات، ليتبعه فصل ثالث حول أهم القصص التي تروى للأطفال قبل النوم خاصة ليجمع في الفصل الرابع قصصا تروي مكر الرجال والنساء، وأخيرا الفصل الخامس الذي روت فيه الكاتبة بعض الأساطير المستوحاة من التراث الأمازيغي.وسيجد القراء ضمن مقدمة الكتاب، كل قصة قد كتبت باللغة الأمازيغية مكتوبة بالحروف العربية، وكل عنوان باللغة الأمازيغية قد ترجم إلى اللغة العربية الفصحى، ليشكل فرصة للقراء المهتمين والباحثين في التراث الأمازيغي للتعرف على قصص جديدة لم تطلها يد الترجمة بعد، وإعادة اكتشاف قصص ربما ترجم بعضها لكن كقصص الأطفال، إذ تحتوي على تفاصيل جديدة وأحداثا مختلفة لم تعرف بعد. وتعد المجموعة القصصية ”ثِمُوشُهَا أَنِّي... تلك القصص !” ثالث إصدار للكاتبة دحمون نجاة، إذ سبق أن صدرت لها رواية تاريخية بعنوان ”زهرة زعتر، سيرة امرأة ووطن” ومجموعة قصصية عنونت ب”مرايا أمازيغية”، ولها العديد من الإسهامات الأدبية المطبوعة والصادرة في الدوريات الوطنية والعربية. وللإشارة، الكاتبة دحمون نجاة، معلمة مادة التاريخ والجغرافيا لتلاميذ الطور المتوسط في مدرسة صغيرة من مدارس الجزائر العميقة، يسكنها حلم الكتابة منذ الصغر، إذ كانت تدون في دفاترها خواطر مختلفة وقصصا متخيلة وقصائد نثرية، واستمر الأمر لعقدين من الزمن قبل أن تتمكن من طباعة روايتها الأولى باسم مستعار هو ”ناردين دمون”، ثم نشرت عدة مقالات وقصص ونشطت في مواقع إلكترونية قبل أن تجمع شجاعتها لتنشر باسمها الخاص عملها الثاني مرايا أمازيغية، بعد ثلاث سنوات من طبع رواية ”زهرة زعتر”، وتناضل الكاتبة كالعديد من الجزائريات لتكتب،، وتسمع صوتها في عالم يعلو فيه صوت الذكور فيخفي أي صوت ناعم، لكنها تحب التحدي فتواصل الكتابة لتوصل صوت نساء أخريات أجبرن على الصمت لسبب أو لآخر.