انطلقت، أمس، بمقر اتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب بمخيمات اللاجئين الصحراويين، أشغال المنتدى الاجتماعي التضامني الصحراوي بمشاركة عدة فاعلين إقليميين ودوليين. وأكدت رئيسة المنظمة الدولية "تشيسب" التي تنشط في المجال الانساني والمشاركة في تنظيم المنتدى، ماورا فيزولي، خلال مداخلة لها عن طريق تقنية الفيديو، أن منظمتها "تعمل مند سنة 1984 بمخيمات اللاجئين الصحراويين إلى جانب المجتمع المدني وخاصة الشباب الذي يحتاج إلى الدعم والمساندة من أجل مواجهة التحديات والظروف الصعبة''. وتطرق وزير الشباب الصحراوي، موسى سلمى، في مداخلة له إلى مراحل المشروع التضامني الذي يمثله المنتدى والذي انطلق مند سنة 2019 والذي جرى على شكل تكوينات موجهة أساسا إلى المجتمع المدني الصحراوي عامة والشباب الصحراوي من الجنسين على وجه الخصوص، في عدة قضايا مرتبطة بأساليب المرافعة عن القضية الصحراوية من خلال عنصر الثقافة والمجتمع المدني والدفاع عن الثروات الطبيعية الصحراوية، وكذا الكفاح من أجل الاستقلال. من جانبه دعا الأمين العام للاتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب، محمد سعيد دادي، في مداخلة له المشاركين إلى أهمية تعميق النقاش من أجل الوصول إلى مخرجات، من شأنها أن تقدم أنماطا عملية تمكن الشباب من أن يلعب دورا متميزا في معركة البناء وأن يشكل لبنة جديدة في إطار التكامل المؤسساتي التي من شأنها الرفع من هكذا ملتقيات. وينصب عمل الورشات على مواضيع نهب ثروات الصحراء الغربية في ظل القانون الدولي، وكذا الدور المحوري لمنظمات المجتمع المدني الصحراوي، في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية أثناء الأزمات، وإبراز دور الموروث الثقافي الصحراوي كأداة للحوار. ويأتي ذلك في وقت تشنّ فيه قوات الاحتلال المغربية حملة قمع شرسة ضد الحقوقيين الصحراويين في الأراضي المحتلة بالصحراء الغربية منذ استئناف النزاع المسلح عقب انتهاك المغرب لوقف إطلاق النار في 13 نوفمبر الماضي. وتطرقت جمعية حقوق الإنسان "نُشطاء" في شريط فيديو نشر، أول أمس، على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى حالة الناشطة الصحراوية سلطانة خيا الموضوعة قيد الإقامة الجبرية في منطقة بوجدور المحتلة منذ 11 أسبوعا، والتي تقول إن الشرطة منعتها من مغادرة منزلها لمدة 79 يومًا. وحسب الجمعية، فإن الناشطة الصحراوية التي "فقدت إحدى عينيها خلال هجوم للشرطة قبل سنوات قليلة" تعاني هي وعائلتها من "عنف الشرطة". وتتحدث الجمعية أيضا عن الناشط الحقوقي باشري بن طالب الذي "تعرض هو وضيوفه" لاعتداء من قبل الشرطة خلال حفل زواجه، والذي وضع تحت الإقامة الجبرية كطريقة "لمعاقبته" على التزامه لصالح استقلال الصحراء الغربية. وتقوم جمعية "نشطاء" التي تأسست في عام 2013 بمتابعة وضعية حقوق الإنسان في أراضي الصحراء الغربية المحتلة، حيث قدمت شهر ديسمبر الماضي تقريرا عن الانتهاكات المغربية في المدن الصحراوية المحتلة منذ العدوان على المدنيين الصحراويين في المنطقة العازلة بالكركرات في نوفمبر الماضي. وأكدت الوثيقة التي تم إعدادها بالتعاون مع اللجنة النرويجية لدعم الصحراء الغربية والمنظمة الإسبانية لحقوق الإنسان "نوماد" بشكل خاص، أن صحفيين ومدافعين عن حقوق الإنسان صحراويين هم هدف "لحملة واسعة من التخويف والمضايقات"، داعية في هذا السياق الأفراد والمنظمات لاتخاذ إجراءات للتنديد بهذه الممارسات. وأشار التقرير إلى اعتقال أكثر من 35 شابًا صحراويًا حتى شهر ديسمبر، أصغرهم يبلغ من العمر 12 عامًا ومعظمهم بين 16 و17 عامًا. وفي هذا السياق أفادت رابطة حماية السجناء الصحراويين بالسجون المغربية، أن الأسير المدني الصحراوي محمد لمين عابدين هدي الذي يشن منذ 13 جانفي الماضي إضرابا مفتوحا عن الطعام "يتعرض للتهديد والإهمال الطبي المتعمد" بسجن "تيفلت 2" بالمغرب.