كشف وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي السيد الطيب لوح أول أمس الخميس أن مشروع الإستراتيجية الشاملة لمحاربة البطالة وترقية التشغيل بلغت مرحلة متقدمة من الإعداد وسيكشف عنها عما قريب· اغتنم الوزير فرصة رده على سؤال شفهي قدمه أحد أعضاء مجلس الأمة حول واقع الشغل في الجزائر ليعلن عن بعض الخطوط العريضة لمشروع الإستراتيجية وخاصة ما تعلق بدعم وتفعيل الميكانيزمات والآليات التي تم وضعها منذ سنوات وأكد أنه سيتم إصلاح الوكالة الوطنية لتشغيل ودعم الشباب والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة والوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر· وحسبه فإن الحكومة ستتخذ إجراءات لإزالة العوائق المرتبطة بالتمويل البنكي ولا مركزية قرارات التمويل وإعادة توجيه المشاريع وفق متطلبات السوق والتنمية المحلية وتوجيه القرض المصغر نحو النشاطات الحرفية خاصة على مستوى الأحياء العتيقة للمدن الكبرى وقدم مثالا عن القصبة بالجزائر العاصمة·ومن بين ما يحتويه مشروع الإستراتيجية أيضا وضع برنامج تكوين الأعوان المتخصصين التابعين للوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب في مجال مرافقة الشباب أصحاب المشاريع · كما يركز مشروع الإستراتيجية حسب السيد لوح على تنظيم نشاطات تكوينية لصالح الشباب أصحاب المشاريع سواء في مرحلة إعداد المشروع أو ما بعد انطلاقه ووضع شبابيك خاصة على مستوى الهياكل الجهوية والمحلية للبنوك قصد خلق مرونة في التعامل وبذلك القضاء على أحد أبرز عوامل فشل العديد من المشاريع المدرجة ضمن هذا الإطار· ووعد وزير التشغيل بوضع إجراءات خاصة لتسهيل إدماج البطالين في عالم الشغل خاصة الشباب منهم من خلال إصلاح منظومة التعليم العالي بغرض تكييف التكوين مع احتياجات المؤسسات بضمان انسجام أكبر بين الجامعة وعالم الشغل· ولخص مشروع الإستراتيجية بالتاكيد على أنها ترتكز على المقاربة الاقتصادية من خلال توجيه الشباب البطال نحو القطاعات التي تخلق الثروة وخاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة· ومن منطلق تشريحه لواقع عالم الشغل في الجزائر كون 70 بالمائة من البطالين "لا يتجاوزون 30 سنة" أكد الوزير أن الدولة ستتجه نحو "تفضيل توظيف الشباب حاملي الشهادات" و كذا "تمويل التكوين من قبل الدولة من خلال نظام عقود التكوين-التشغيل" إلى جانب تدعيم العمل الجواري تجاه شباب الأحياء الفقيرة· وأعلن الوزير عن تشجيع البحث عن التشغيل بواسطة تخصيص علاوة إلى جانب إنشاء لجنة وزارية مشتركة لترقية التشغيل· وفي سياق البحث عن حلول أخرى تضاف إلى الجهود المبذولة للقضاء على البطالة قال السيد لوح أنه ستعقد ندوة وطنية حول التشغيل قبل نهاية الثلاثي الأول من السنة القادمة يشارك فيها مختلف الفاعلين والقطاعات المعنية بترقية التشغيل ومحاربة البطالة، ويعكفون على تقديم اقتراحات إضافية تنصب في سياق البحث عن حلول لمعضلة البطالة· وبالموازاة مع هذا،أشار الوزير إلى تقلص ظاهرة فقدان مناصب الشغل حيث بلغ معدل التسريح بين سنوات 2000 و2006 360 حالة في كل سنة أي بتسجيل 2510 حالة في تلك السنوات، و قدر عدد المناصب التي تم فقدانها ما بين 1990و1998 ب400 ألف منصب شغل· ويذكر أن ندوة الحكومة الولاة التي انعقدت قبل شهرين خصصت لمناقشة ودراسة مشاكل الشباب وخاصة مشكل البطالة وقدمت تعليمات للحكومة والولاة لبحث أطر وآليات للتخلص من العقبات التي تقف في وجه تحقيق الميكانيزمات الموضوعة حاليا للأهداف المرجوة·