تفوّق الطفل أيوب رحال (16 سنة) في امتحان الدرجة الأولى في الفروسية الذي نظم مؤخرا بنادي الفروسية "لاسياندا" بالبليدة، ليكون بذلك أول طفل مصاب بالتوحد على المستوى الإفريقي، يشارك في امتحان من هذا النوع. أوضح مدرب أيوب، حميد إيديران، أن "الفارس أيوب رحال الذي شارك في امتحان الدرجة الأولى في الفروسية (الشفهي والتطبيقي) الذي نظمته الاتحادية الجزائرية للفروسية، مؤخرا بنادي الفروسية، يُعد أول طفل مصاب بالتوحد على مستوى القارة الإفريقية، يشارك في امتحان من هذا النوع، بل وأبدع خلال مشاركته، بإبراز مهاراته في الفروسية". وأضاف أن أيوب كان الفارس الوحيد الذي يعاني من اضطراب التوحد الذي شارك في هذه المنافسة رفقة 47 متنافسا من أطفال عاديين. واجتاز، علاوة على الإجابة عن الأسئلة الشفوية للامتحان، الورشات الثلاث في ترويض الخيول، والقفز على الحواجز، وكيفية التعامل مع الحصان. واستطاع أيوب بمهاراته التي أبرزها في التعامل مع الحصان أمام لجنة التحكيم والجمهور، أن يفرض أحقيته في الفوز بهذا الامتحان، غير أن لجنة التحكيم اكتفت بمنحه شهادة المشاركة بدل شهادة تأهله للمشاركة في منافسات أخرى. وأضاف السيد إيديران أن اللجنة تحفظت عن هذا الأمر بسبب اعتبارات تعود أساسا إلى قوانين الاتحادية الجزائرية للفروسية، غير أن ذلك لم يمنعها من تشجيعه على بذل المزيد من النجاحات والنتائج في هذا المجال، ليكون بذلك فارسا ماهرا، ويحقق ألقابا في فئة ذوي الاحتياجات الخاصة. وبعدما استعرض العمل الطويل الذي استغرق قرابة ثماني سنوات من الجهد لمساعدة أيوب على تخطي إعاقة التوحد التي يعاني منها، أوضح إيديران أن هذه المنافسة أكسبت أيوب "الكثير من الثقة في النفس، ومكنته من إبراز مهاراته في مجال الفروسية، ليرتقي بذلك إلى رتبة فارس عادي". وفي حديثه عن الإنجازات المستقبلية التي يعوّل عليها لتطوير مهارات أيوب في الفروسية، قال المدرب إنه سيعمل على تحضيره جيدا للمشاركة في الألعاب شبه الأولمبية الخاصة بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة المقررة سنة 2025. ومن جهته، ذكر والد أيوب، رشيد رحال، أن النجاح الذي حققه ابنه "لم يكن من العدم، بل نتاج عمل دؤوب وطويل وشاق"، مشيرا إلى أنه "فخور جدا بالنتيجة التي حققها أمام أقرانه من الأطفال العاديين". وأَضاف أنه لم يكن يتوقع أن يبرز أيوب الذي يعاني من اضطراب في السلوك، في رياضة الفروسية، التي لجأ إليها لعلاج ابنه عندما كان في الثامنة من عمره، لافتا إلى مدى مساهمة هذه الرياضة في تحسين وضعيته النفسية، وكسبه الثقة في النفس. ودعا السيد رحال الذي يشغل منصب رئيس "جمعية التوحد" لولاية البليدة، الأولياء الذين لديهم أطفال مصابون بالتوحد، إلى مرافقة أبنائهم، والتحلي بالصبر حيال هذا المرض، ودمجهم في مختلف النشاطات؛ حتى يتمكنوا من إبراز قدراتهم كما هي حال أيوب والعديد من الأطفال من أقرانه، الذين تحدّوا هذه الإعاقة، وبرزوا في مجالات عدة؛ كحفظ القرآن والرسم والسباحة وغيرها.