ناشد رئيس الجمهورية العربية الصحراوية، إبراهيم غالي، أوّل أمس الخميس، الرئيس الامريكي جو بايدن، لينخرط ب"نحو فعّال وبناء في الجهود الدولية الرامية إلى التوصّل إلى حلّ سلمي ودائم لمسألة الصحراء الغربية على أساس ممارسة الشعب الصحراوي الحرة والديمقراطية لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال". تطرّق الرئيس الصحراوي في رسالة بعث بها الى نظيره الأمريكي نقلتها وكالة الأنباء الصحراوية (وأص)، إلى "الوضع الكارثي" في أراضي الصحراء الغربية الواقعة تحت الاحتلال المغربي غير الشرعي، سيما في أعقاب العدوان العسكري المغربي على الأراضي الصحراوية المحررة يوم 13 نوفمبر 2020، ما أدى إلى نسف وقف إطلاق النار الموقع بين الطرفين (جبهة البوليساريو والمغرب) سنة 1991 وإشعال حرب جديدة يمكن أن تؤدي إلى أخطر العواقب على السلم والأمن والاستقرار في المنطقة ككل. وعليه دعا الرئيس الصحراوي السيد بايدن للتدخل العاجل لحماية المدنيين الصحراويين في المناطق الصحراوية المحتلة جراء ما يتعرّضون له من بطش وترهيب على يد قوات القمع المغربية، وأكّد أنّه على مدى الأشهر القليلة الماضية "اقتحمت سلطات الاحتلال المغربي منازل العديد من المدنيين الصحراويين وأخضعتهم لممارسات قاسية ولا إنسانية وغير أخلاقية، سيما في مدن العيون والسمارة وبوجدور المحتلة، كما وضعت منازل لنشطاء حقوق الإنسان الصحراويين على وجه الخصوص تحت حصار بوليسي مستمر ومراقبة وثيقة من قبل الشرطة المغربية بالزي الرسمي وبزي مدني". وضعية المعتقلين تنذر بالخطر واعتبر رئيس الجمهورية الصحراوية أنه، وفي انتظار الحلّ النهائي للنزاع، تبقى حماية حقوق الإنسان في أراضي الصحراء الغربية التي يحتلها المغرب أمرا أساسيا، ولذلك، اعتبر "أنّ مسؤولية المجتمع الدولي عموما والأممالمتحدة وهيئاتها المعنية بحقوق الإنسان بصفة خاصة تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ المدنيين العزل من القمع وسوء المعاملة وإنشاء آلية دولية مستقلة لكفالة تقديم تقارير شاملة وموثوقة ومستمرة عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة". وذكر الرئيس غالي في نفس الرسالة، بالإعلان الذي أصدره الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في 10 ديسمبر 2020، مجددا دعوة الإدارة الأمريكية الحالية "إلى إلغاء هذ القرار الأحادي الجانب الذي لا يتعارض مع القيم التي قامت عليها الولاياتالمتحدة فحسب بل أنه أيضا يعرقل الجهود التي تقوم بها الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي من أجل التوصل إلى حل سلمي للنزاع وبنحو يؤجج التوتر ويهدد السلم والاستقرار في المنطقة". دعم كبير لحملة "كوديسا" في شأن آخر، أعلن تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية "كوديسا"، عن توقيع 150 برلمان و177 منظمة عبر العالم، وشخصيات دولية وازنة على النداء إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، بإنشاء بعثة دائمة في الصحراء الغربية لحماية المدنيين الصحراويين، مشيرا إلى دعم وتجاوب شخصيات عالمية وازنة من بينها المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي، مع الحملة الرامية لحماية المدنيين الصحراويين . وبثت منظمة "كوديسا" في بلاغ صحفي نشرته الأربعاء الماضي، النتائج الايجابية للحملة مؤكّدة أنّها "تلقت دعما دوليا واسعا حيث تم التوصل إلى توقيع 150 برلمان من مختلف البرلمانات بما في ذلك البرلمان الأوروبي وبرلمانات بريطانيا واسبانيا وفرنسا والسويد وسويسرا وموريتانيا"، إلى جانب ذلك، وقعت 177 منظمة من 41 دولة من القارات الخمس على البيان، بما في ذلك منظمات دولية غير حكومية وازنة ومؤسسات ونقابات وأحزاب سياسية.