قدّمت فرقة "الصمود" التابعة للإقامة الجامعية "عمار عاشوري" بباتنة وسط أمسية الجمعة الماضية العرض الشرفي لأوّل عمل مسرحي لها تحت عنوان "ما تبقى من الوقت" للمخرج اليمني عزيز عايض السريحي، عن نص لزيدان محمود وذلك بقاعة العروض لدار الثقافة "محمد العيد آل خليفة" في انتظار أن تطير للمغرب للمشاركة في مهرجان الإبداع الفني الجامعي الدولي. يطرح العمل مآس إنسانية مشتركة تنطلق من حالات الحصار والاغتراب التي تسبّبها الحروب التي تؤثّر سلبا على الشخصية الإنسانية في تفكيرها وأسلوب حياتها فتمرّ بحالة اكتئاب ويأس، تتأثّر بالحروب وتنظر إلى العالم الذي تعيشه بنظرة تشاؤمية، فتضطرب الأفكار وتتصارع القوى من أجل الوجود، فيميل الإنسان للعزلة عن العالم ويعيش في حالة اكتئاب مع محاولات يائسة لغرس بذور السعادة والأمل ولكن دون جدوى. العمل يعكس واقعا بأبعاد عميقة طرحت تساؤلات تمحورت حول إمكانية انزياح الحصار والحدود بين البلدان، وتوحّد الشعوب في الفكر والمكان، من خلال شخصيات تتصارع من أجل وجودها الإنساني محاولة إيجاد مهرب من حالة الاغتراب والمصير المجهول الذي تعيشه وسط المدينة والمعارك الدائرة فيها فتلجأ إلى كهف... وقد شارك في تحريك شخوص هذا العمل كل من خير الدين محمودي، نبيل حموته، عبد الوهاب بولزازن وعبد الرحيم مرغمي، ووقّع سينوغرافيته خير الدين محمودي، وهو يندرج ضمن المسرح الجامعي، حيث أنّ كلّ ممثليه طلبة بجامعة باتنة، إلى جانب مخرجه الذي يواصل دراسته لنيل شهادة ماجستير "مسرح عربي" بقسم الفنون الدرامية بكلية الأدب، بعد أن تحصّل على شهادة دراسات عليا بالمعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري برج الكيفان بتقدير جيد. من جهة أخرى تستعد الفرقة التي أنشأت حديثا للمشاركة بالعرض نفسه في "مهرجان الإبداع الفني الجامعي الدولي" الذي سيقام بمدينة - فاس- المغربية خلال الفترة الممتدة من 06 إلى 16 أفريل الجاري، كمحاولة لإعادة إحياء المسرح الجامعي بمدينة باتنة والذي مثّل الجزائر في عديد المحافل الدولية كمهرجان الأردن سنة 2005.