تستعد، اليوم، الفرقة المسرحية" الصمود" التابعة للإقامة الجامعية "عمار عاشوري" بباتنة للمشاركة في مهرجان الإبداع الفني الجامعي الدولي الذي سيقام بمدينة فاس المغربية، المزمع تنظيمه في الفترة الممتدة من 6 إلى 16 أفريل الجاري، حيث ستشارك بمسرحية "ما تبقى من الوقت" للمخرج اليمني عزيز عايض السر يحيى والنص لزيدان محمود، كمحاولة منهما لإعادة إحياء المسرح الجامعي بمدينة باتنة الذي مثّل الجزائر في عديد المحافل الدولية كمهرجان الأردن سنة 2005. ويحاكي العرض مآس إنسانية مشتركة تنطلق من حالات الحصار والاغتراب التي تسببها الحروب وتؤثر سلبا على الشخصية الإنسانية في تفكيرها وأسلوب حياتها، فتمر بحالة من الاكتئاب واليأس، وتنظر إلى العالم الذي تعيشه بنظرة تشاؤمية.. فتضطرب الأفكار وتتصارع القوى من أجل الوجود. وفي خضم الحرب تنعزل الشخصية عن العالم وتعيش في حالة اكتئاب في محاولة منها لغرس السعادة والأمل ولكن دون جدوى، فيضيع الوقت دون استثمار. وما يمكن قوله هو أن العمل جاء في شكل واقعي إخراجا، وبأبعاد فكرية عميقة، طرح عدة تساؤلات تمحورت حول إمكانية انزياح الحصار والحدود بين البلدان، وتوحد الشعوب في الفكر والمكان، من خلال شخصيات تتصارع من أجل وجودها الإنساني محاولة إيجاد منفذ من حالة الاغتراب والمصير المجهول الذي تعيشه في كهف -ممثل في الفضاء السينوغرافي للعرض- هربا من المدينة والمعارك الدائرة فيها. فهل تستطيع هذه الشخصيات الخروج من الحصار؟ للعلم، فالعرض سيؤدي أدواره كل من خير الدين محمودي، نبيل حموته، عبد الوهاب بولزازن، وعبد الرحيم مرغمي، ووقّع سينوغرافيته خير الدين محمودي، يندرج في إطار المسرح الجامعي، حيث إن كل ممثليه طلبة بجامعة باتنة، إلى جانب مخرجه الذي يواصل دراسته لنيل شهادة ماجستير "مسرح عربي" بقسم الفنون الدرامية بكلية الآداب، بعد أن تحصل على شهادة دراسات عليا بالمعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري ببرج الكيفان.