افتتحت وحدة المرافقة النفسية لأطفال التوحد، بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية برج الكيفان درقانة، أبوابها لمرضاها الصغار، وسط أجواء من الفرح التي عمت المكان، وترجمتها سعادة الأمهات والآباء بهذا المرفق جد المهم -حسب وصفهم- الذي سيحتضن أبناءهم ويزيل عنهم حيرة طريقة التعامل والعلاج، لاسيما أن الوحدة تضم فريقا كاملا، حسبما أكده مدير المؤسسة نورالدين دويفي، في تصريح ل "المساء"، حيث قال إن وحدة المرافقة النفسية لطيف التوحد، تعمل على تعديل سلوك الأطفال، كما ستقدم خدمة نوعية في التكفل النفسي بالأولياء أيضا، إذ يتكفل بالعمل فريق متكامل من المختصين النفسانيين، أرطفونين، ومختصة في العلاج الوظيفي وطبية أطفال، بهدف الرقي بالخدمات المرفقية. أوضح السيد دويفي، أن افتتاح الوحدة جاء استجابة لوجود العديد من الطلبات من الوالدين، إلى جانب الاكتظاظ الحاصل في بعض العيادات، واحتياج الأولياء لمرافقتهم هم وأطفالهم، معلنا في هذا الصدد بقوله: "عمدنا إلى فتح هذه الوحدة التي ستكون مختصة بالتكفل النفسي بالوالدين والأطفال بنوعية عالية، يعكف عليها طاقم شاب وكفء يملك الكثير من المهارات، ولديه من الخبرة ما يسمح له بأداء مهمته على أكمل وجه، لاسيما أن طيف التوحد عبارة عن اضطراب في السلوك وعلاجه يتمثل في تعديل السلوكات"، مضيفا: "الطاقم يعمل بيد واحدة لتصحيح اضطراب السلوك لدى الأطفال، وهكذا نكون قد قمنا بخطوة نحو الأمام لعلاج الأسرة والأطفال، ومنه المجتمع، لأن وجود طفل مريض في العائلة ينعكس أثره على الإخوة والوالدين، كما أن حالة توحد الابن تعود بأثر سلبي على عمل العائلة، لذا فنحن نقوم باحتواء هذه الاختلالات لدى الأطفال والمرافقة النفسية، وبهذا نكون قد قدمنا خدمة ذات نوعية للمجتمع، لأن الهدف من كل هذا الرقي، في الخدمات المرفقية وتقديم خدمات نوعية للمواطن". أوضحت منسقة الأخصائية النفسانيين بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية برج الكيفان، درقانة، فاطمة الزهراء غزالي، أن الهدف من الوحدة هو التكفل بالأطفال من الجانب النفسي، وتنمية المهارات اللغوية والتواصل الاجتماعي لديهم، من أجل إدماجهم مستقبلا للحصول على مقاعد في المدارس العادية، بمرافق أو بدونه، موضحة في نفس السياق: "قمنا بتعيين فريق كامل التخصصات، وأخدنا بعين الاعتبار الجانب الطبي الذي ستقوم به طبيبة الأطفال، بهدف تغطية الطلب المتزايد على الاستشارات النفسية، بسبب جهل الأولياء بهذا المرض والكفالة النفسية بالمتوحدين، علاوة على أن بعض الآباء الذين يخفون أبناءهم المتوحدين حياء من المجتمع، كأن إصابته وصمة عار، وأوضح أن هناك أطفالا استطاعوا أن يُدمَجوا، وحصلوا على أعلى المعدلات في الدراسة، والهدف الذي نعمل عليه هو اختصار الجهد والمال على الآباء، وتنويرهم بالطرق العلاجية". أوضحت المختصة النفسية غزالي، أن كل الجهود ستكون مكثفة لخدمة الأطفال ما قبل التمدرس، وتأهيلهم نفسيا واجتماعيا وتنمية القدرات وتعديل السلوك لديهم، ومهمة الفريق لدمجهم اجتماعيا مستقبلا. أضافت المختصة أن التوحد ليس إعاقة، إنما خلل نمائي في الجهاز العصبي، فالطفل لا يدرك ما يفعله، لكن بالتوجيه يستطيع تعديل السلوك والمهارت اللغوية، وهو ما سيعمل عليه الفريق الطبي ليومين في الأسبوع من الثامنة صباحا إلى الرابعة مساء، مضيفة في السياق، أن هناك دراسة إمكانية إضافة مختص في التغذية للرعاية الصحية السليمة للطفل. وقد أبدى الأولياء سعادتهم الكبيرة بهذا المرفق، الذي يلعب دورا أساسيا في مساعدة الصغار على الاندماج اجتماعيا، كما استغل الصغار فرصة اللعب في القاعة المخصصة لهم تحت أعين المختصين، حيث شكلت أصواتهم حدثا هاما بالمكان، كما تم توزيع مطويات على أولياء المرضى الصغار، تم التعريف فيها بطيف التوحد، أسبابه وأعراضه، ومتى تتم زيارة المختص، وهو السؤال الذي تمت الإجابة عليه بالمطوية الموزعة، إذ جاء فيه أن الأطفال ينمون بوتيرة خاصة بهم، ولا يتبع العديد منهم المواعيد الدقيقة المذكورة في بعض كتب الأبوة والأمومة، لكن عادة ما يظهر على الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، بعض علامات تأخر النمو قبل بلوغ الثانية من العمر، وفي حال الشعور بالقلق حيال حالته، يمكنك الإعراب عن مخاوفك للمختص، وتظهر علامات الاضطراب في مرحلة النمو عندما يكون هناك تأخر واضح في مهارات اللغة والتفاعلات الاجتماعية، وربما يوصي المختص بإجراءات اختبارات النمو لتحديد ما إذا كان الطفل يعاني تأخرا في المهارات الإدراكية والاجتماعية ومهارات اللغة أو لا، إذا كان الطفل لا يستجيب بابتسامة أو تعبير عن السعادة ببلوغه الشهر السادس، ولا يقلد الأصوات أو تعبيرات الوجه ببلوغه الشهر التاسع، ومن بين هذه العلامات أيضا، أنه لا يتلعثم بالكلام أو يصدر صوتا ببلوغه الشهر الثاني عشر، ولا يومئ بحركات مثل الإشارة أو التلويح باليد، أما ببلوغه الشهر الرابع عشر، لا يلعب ألعاب التخيل، ولا ينطق عبارات تتألف من كلمتين، وببلوغه الشهر الرابع والعشرين، يفقد مهارات اللغة أو المهارات الاجتماعية. وبذلك يجب الإشارة إلى وجود أعراض، منها عدم استجابة الطفل عند مناداته باسمه أو يبدو وكأنه لا يسمعك في بعض الأوقات، إلى جانب ضعف التواصل البصري وغياب تعبيرات الوجه، وعدم الكلام والتأخر في الكلام، كما أنه يكرر الكلمات أو العبارات الحرفية، لكن لا يفهم كيفية استخدامها، كما يبدو أنه لا يفهم الأسئلة والتوجيهات البسيطة، ولا يعبر عن عواطفه أو مشاعره، ويبدو غير مدرك لمشاعر الآخرين، ولا يشير إلى الأشياء أو يجلبها لمشاركة اهتمامه. ويتكلم بنبرة أو إيقاع غير طبيعي، وقد يستخدم صوتا رتيبا أو يتكلم مثل الإنسان الآلي، كما أن طفل طيف التوحد لا يشير الى الأشياء ولا يجلبها لمشاركة اهتمامه، ويتفاعل اجتماعيا على نحو غير ملائم، بأن يكون متلبدا أو عدائيا أو مخربا، كما لديه صعوبة في التعرف على الإشارات غير اللفظية، مثل تفسير تعبيرات الوجه الأخرى للأشخاص أو وضع الجسم أو لهجة الصوت.