يتحدّث مسعود حويشي أخصائي نطق وتخاطب "أرطوفوني" بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية عين ولمان بولاية سطيف، عن مختلف المشاكل التي يعاني منها الأطفال من سنتين ونصف سنة إلى 16 سنة، وعلاجها، والمتعلقة أساسا بتصحيح علاج اضطرابات اللغة المنطوقة والمكتوبة للطفل والراشد أيضا، واضطرابات التواصل، وتأهيل الصوت، وصعوبة البلع والمضغ، إلى جانب التطرق لمشاكل الطفل المصاب بالتوحد، وكيفية اكتشافها مبكرا، والطرق العلمية العلاجية المتاحة، وجديد الطب فيها. أكد الأخصائي أن درجة الوعي بضرورة التكفل بالأطفال والراشدين ذوي الاضطرابات، بدأت ترتفع في المدة الأخيرة، وهذا ما يترجم تواصل المواطنين مع الأخصائيين لإيجاد الحلول والعلاج وكذا الاستشارات، موضحا أهمية أن يلعب الإعلام دورا في التوعية والتحسيس. وفيما يخص النتائج المحققة مع المرضى الصغار الذين يعانون عسرا في النطق قال الأرطفوني: "هناك نتائج إيجابية، خصوصا عندما نلقى تجاوبا من الأولياء الذين يدركون أهمية المتابعة الأرطوفونية، والالتزام بالحصص المطلوبة، وكذا إعادة تمارين التأهيل في المنزل وفق مخطط زمني منظم". وأضاف أن هناك حالات تتدخّل فيها عدة عوامل للتحسّن، والمتمثلة في درجة الاضطراب والتدخل المبكر والكشف الذي يلعب دورا هاما في نجاح العملية التأهيلية، مشيرا إلى أهمية الجهد المشترك بين الوالدين والمعالج؛ يقول: "التشاركية في العلاج أساس نجاح التأهيل، حيث تمثل نسبة مساهمة الأولياء 80 بالمائة في العملية، والأخصائي يعمل بمعدل 2 إلى 3 حصص أسبوعية ب 45 دقيقة للحصة، بالإضافة إلى الإرشاد الوالدي الأسري. وفيما يخص الجديد العلمي في علاج التوحّد أشار الأخصائي إلى التطور في اختبارات الكشف المبكر عن الاضطراب، وطرق تقييمه الفعالة جدا وفق برامج التكفل؛ مثل برنامج" تيتش" و«إيبلز ABA" و padovane، ومؤخرا برنامج 3i. وفيما يتعلّق ببرنامج "تيتش" قال الأرطفوني إنّه برنامج لتنمية المهارات والقدرات وفق العمر الزمني للطفل عبر محاور 10، منها التقليد والكفاءة اللغوية والإدراك والاجتماعية. ويعود الفضل في دخوله الجزائر إلى المرحوم البروفيسور ولد طالب رئيس مصلحة الطب العقلي للأطفال بمستشفى "دريد حسين". أما aba و abils فتعتمد على العلاج السلوكي التطبيقي، والتي تنظر في القدرة المعرفية كالسلوك اللغوي. وعن برنامج "padovane" قال الأخصائي إنّه يعتمد على العلاج الحركي واللعب؛ مثله مثل برنامج " 3i"، الذي يعتمد على اللعب في اكتساب المهارات، الذي كان نتاج عمل جدتَي طفل توحدي، عدّله وكيّفه أكاديميون، وهو برنامج اعتُمد مؤخرا في بلجيكا. وإذا ما كان للتلفاز أو الشاشات واللوحات الرقمية بصفة عامة، علاقة بالتوحد فقال الأخصائي حويشي: "ليست سببا رئيسا للتوّحد. ونستطيع القول إنّها تؤدي إلى أعراض شبيهة بأعراض طيف التوحد، تزول بزوال المسبب في وقت مبكر مع التأهيل والإرشاد الأبوي، وتعديل السلوك، وهناك من يربطه بالتوحد". ويضيف الأخصائي: "حسب خبرتي في الميدان أقول إنّ هناك أطفالا يولدون باستعداد فطري للإصابة باضطرابات نمائية؛ فالتلفاز يقوم بتثبيط العمليات المعرفية، ومن ثم خلّل نمائي". ويستعد الأرطفوني للمشاركة في ملتقى حول التوحّد خلال شهر فيفري بباتنة، وعنه قال: "أنا وزميلي الدكتور النفساني صلاح الدين صوالحي سنشارك بمداخلات حول التوحد وتطور النمو اللغوي والنفسي الحركي للطفل التوحدي، وكذا طرق الكشف المبكر عن الإصابة، والتشخيص والتشخيص الفارقي وطرق التكفل. كما سنتطرق لتكوين الأم المعالجة التي تكون محور العملية، وفي الأخير نتحدث عن الإدماج الاجتماعي والمدرسي لطفل التوحد". وفيما يخص الأعراض التي يمكن من خلالها معرفة أنّ الطفل متوحد قال الأخصائي: "للتوحد أعراض أولية، منها غياب الانتباه البصري، والتفاعل الاجتماعي، والتواصل والحركات التكرارية والرفرفة باليدين مثلا، والأرجحة، وعندما تنادى الطفل لا يستجيب إلى درجة الشك في الصمم. كما يوجد أعراض أخرى، منها غياب اللغة أو تأخّرها مع وجود سلوكات غريبة؛ كغياب اللعب الرمزي، وعدم اللعب مع الأقران، وفرط التحسس من الأصوات والذوق وكذا المشي على أطراف أصابع الرجل مع وجود مشاكل في النوم وعدم الاستقلالية".