تألقت بشكل لافت في البطولة الإفريقية الأخيرة بمصر، بحصدها ست ذهبيات بمفردها لدى الوسطيات في هذه الطبعة السابعة؛ ما جعل الجميع يجزمون أن نجمة بزغت في سماء الرياضة الجزائرية، تنتظر من قبل المسوؤلين عنها، واجب الرعاية والاهتمام، كواجبها هي في تشريف الألوان الوطنية، وذاك ما قامت به باقتدار، فاستحقت عرضا لولوج المركز الدولي للدراجات الهوائية بسويسرا، إنها البطلة الإفريقية الواعدة نسرين حويلي، التي استضافتها "المساء" في هذا الحوار: ❊ في المستهل، كلمة عن إنجازاتك وتألقك اللافت في بطولة إفريقيا للدراجات الهوائية المقامة مؤخرا بمصر. ❊❊ بداية، مشاركتي كانت في السباق على الطريق؛ حيث تحصلت على الرتبة الثالثة. بعد ذلك السباق ضد الساعة برتبة ثالثة أخرى. وبعد أربعة أيام انتقلنا إلى مضمار الدراجات بالملعب الدولي بالقاهرة للمنافسة في مسابقات أخرى، حيث اقتحمت 7 سباقات ذات مستوى عال، كانت نتائجها نيلي ميدالية ذهبية في 500 م، وثانية في التتابع (فردي)، وثالثة في " سكراتش"، ورابعة في "الكيرين"، وخامسة في السباق بالنقاط ب 60 دورة، وسادسة في السباق الإقصائي، وفضية في مسابقة "لومونيوم". ❊ هل كنت تتوقعين جلب كل هذا الحصاد الثمين في هذه البطولة الإفريقية؟ ❊❊ لقد شعرت أنني تحصلت على كل شيء. وما حققته من نتائج في هذه البطولة الإفريقية ما هو إلا ثمار عمل جدي، ومجهودات مضنية مبذولة بتأطير مدربي الشيخ عبد القادر مرابط، الذي يمثل كل شيء بالنسبة لي، وأعتبره في مقام والدي منذ اقتحامي عالم هذه اللعبة. والحقيقة أنني لا أستطيع أن أوفيه حقه من الشكر، لاهتمامه الكبير بقدراتي، ونصائحه القيمة. ❊ على ما نعتقد، جاءت هذه المشاركة الإفريقية بعد توقفك عن النشاط لعام كامل؟ ❊❊ فعلا، هي أول مشاركة دولية لي، بعد توقف عام كامل. ❊ وكيف كان استعدادك لهذا الاستحقاق؟ ❊❊ قبل هذه المنافسة الإفريقية، شاركت أولا في بطولة الجزائر بمدينة تيبازة، ثم بدورتي "ديدوش مراد" ومدينة سيدي بلعباس. وفي هذه السباقات الثلاث تحصلت على المركز الأول، مما ساعدني بدنيا ومعنويا على التحضير لبطولة إفريقيا بمصر. كما خضت قبل الموعد القاري، تربصا مغلقا رفقة الفريق الوطني لمدة أسبوع بسطاوالي، ولدى وصولنا إلى القاهرة يوم 24 فيفري الماضي. وبعد راحة قصيرة استأنفنا التدريبات قبل الدخول في غمار المنافسة الرسمية. ❊ إضافة إلى هذا الاستعداد الجدي استفدت كذلك من خبرة مشاركتك الإفريقية الأولى سنة 2020 بمصر دائما؛ أليس كذلك؟ ❊❊ نعم هذا صحيح، ففي سنة 2020 شاركت في البطولة الإفريقية على المضمار بالقاهرة، وأنا في صنف الوسطيات (سنة أولى)، وانتزعت فيها 3 ميداليات ذهبية، و3 فضيات وواحدة برونزية، لكن الوتيرة التصاعدية لنتائجي الإيجابية توقفت بسبب فيروس "كورونا"، الذي أوقف كل النشاط. ❊ وكيف كانت يومياتك الرياضية في ظل هذه الأزمة الصحية؟ ❊❊ كنت أتدرب بمفردي في منزلي العائلي، ومدربي منحني عتاد دراجات ثابتا حتى أتمرن عليه، ورغم كل هذه الجهود إلا أن لياقتي البدنية انخفضت كحال الكثير من الرياضيين. ❊ علمنا أنك تلقيت اتصالات بعد هذه النتائج الرائعة في البطولة الإفريقية من أجل الانضمام إلى المركز الدولي للدراجات الهوائية بسويسرا، هل تؤكدين هذا الخبر؟ ❊❊ هذا صحيح ، حيث اتصل بي مدرب ومسؤول عن مركز للتدريب وتنمية القدرات بسويسرا بواسطة أحد الأشخاص، من أجل الالتحاق بالمركز العالمي للدراجات الهوائية لخوض مسار احترافي، وهذا العرض يشرّفني ويحفزني كثيرا من أجل تطوير إمكانياتي أكثر وملامسة المستوى العالي. قبلت هذا العرض، لكن لن ألتحق بهذا المركز العالمي إلا بعد أن أفرغ من امتحانات شهادة البكالوريا، التي سأخصص لها كل وقتي واهتمامي في الفترة القادمة. ❊ هل صحيح أنك غيرت فريقك قبل مشاركتك في البطولة الإفريقية؟ ❊❊ بدأت مشواري الرياضي في رياضة الدراجات الهوائية بنادي نصر وداي تليلات، مع المدرب عبد القادر مرابط، لكن هذا النادي يفتقر للكثير من الإمكانيات والاعتبار من قبل السلطات المحلية، مما تسبب في هجرة رياضييه، حتى وصل الأمر إلى أنني كنت الرياضية الوحيدة في نصر وادي تليلات. وبالنظر إلى مستواي ورغبتي في تطوير قدراتي، نصحني الكثيرون بتغيير الفريق، واتصلت بمدربي مرابط وطلبت منه النصيحة، فرخص لي الالتحاق بنادي "نفطال"، الذي يتكفل جيدا برياضييه، وأنا سعيدة بالالتقاء به في هذا النادي؛ حيث يؤطر نخبة رياضة الدراجات الهوائية. ❊ وماذا عن بداياتك مع رياضة الدراجات الهوائية؟ ❊❊ بدأت الممارسة الرياضية منذ نعومة أظافري، وفي رياضة السباحة، لكن وبسرعة وجهوني إلى لعبة الدراجات الهوائية نادي نصر وادي تليلات. بدأت المنافسات الرسمية وعمري 11 سنة لدى المبتدئات. وفي سباقات ولائية وبعدها جهوية. وبدأت تدريجيا في تحقيق النتائج الإيجابية بالاستناد إلى ما تعلمته، والتطور الذي شهدته إمكانياتي على يد مدربي مرابط، لأحقق أول لقب وطني لي سنة 2017 لدى الصغريات، وهذا اللقب فتح لي الباب واسعا لجلب المزيد من النتائج الإيجابية والتتويجات، لكني اصطدمت بطارئ عطل مسيرتي لفترة... ❊ وما هو هذا الطارئ؟ ❊❊ تعرضت لإصابة في سنة 2018 بعد سقوطي بمنزلي العائلي، الذي أجبرني على الخضوع لجراحة ووضع الجبس لمدة أربعة أشهر. هذه الإصابة حرمتني من المشاركة في بطولة الجزائر، والبطولة العربية، فتحتّم عليّ البقاء بعيدا عن الأجواء الرياضية لعام كامل، قبل أن أعود سنة 2019 عبر بوابة الفريق الوطني في تربص بمدينة الرويبة؛ تحضيرا للبطولة العربية التي جرت في ذات السنة. وبفضل الجدية في العمل والمتابعة الدقيقة والدائمة لمدربي مرابط استرجعت الكثير من إمكانياتي، التي سمحت لي بخوض هذه البطولة العربية بقوة؛ حيث حزت على المركز الثاني لدى الوسطيات، والثالث عند الكبريات، وفي نفس السنة نلت ميداليتين ذهبيتين في بطولتي الجزائر بمعكسر والرويبة. ❊ هل من كلمة أخيرة؟ ❊❊ أهدي كل تتويجاتي لمدربي مرابط عبد القادر، ووالدي المرحوم الذي رغم إمكانياته المادية الشحيحة اشترى لي أول دراجة هوائية، ولوالدتي على مساندتها لي في جميع الأحوال، وشقيقتي بشرى، وإلى أعضاء الاتحادية الجزائرية للدراجات الهوائية، ورابطة وهران للعبة، ومسؤولي نادي "نفطال". وأتمنى أن تلقى لعبة الدراجات الهوائية بالجزائر نفس الاعتبار والاهتمام في دول العالم.