يتأكد من يوم لآخر أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية قد تعرف خلافات لاحقة على خلفية تعارض مواقف البلدين من مسألة السلام في منطقة الشرق الأوسط وخاصة ما تعلق بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.وبدأت مؤشرات التوتر بعد التصريحات المتلاحقة لمختلف المسؤولين الإسرائيليين الذين تقاطعت مواقفهم على رفض قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جنب إسرائيل. وكانت تصريحات افيغدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس بعد أن ذهبت تصريحاته باتجاه متعارض مع مواقف الإدارة الأمريكية التي تصر على حل الدولتين. والى حد الآن بقيت إدارة الرئيس باراك اوباما تنتهج سياسة مهادنة وترقب لمعرفة حقيقة الموقف الإسرائيلي من هذه المسألة الحساسة والجوهرية التي ستحدد مستقبل مفاوضات السلام ومنه ثقل الإدارة الأمريكية في توجيه هذه المفاوضات في الاتجاه الذي يراعي مصالحها ولا يعكر عليها صفو علاقاتها مع العرب الذين يتهمون الولاياتالمتحدة بالانحياز إلى إسرائيل ضمن سياسة الكيل بمكيالين والوقوف إلى جانب الجلاد على حساب الضحية في كل مرة. وقد حاولت إدارة الاحتلال التقليل من حدة هذه الخلافات وأكدت على لسان نائب وزيرها للخارجية داني يعلون الذي رغم اعترافه بوجود اختلافات في وجهات النظر إلا أنها لم ترق لأن تصل إلى خلافات". وكان وزير الخارجية الإسرائيلي وزعيم حزب إسرائيل بيتنا اليميني المتطرف شدد التأكيد في العديد من المرات منذ توليه مهامه انه لا احد بإمكانه أن يملي مواقفه على إسرائيل وهي التي تحدد سياستها وبما يخدم مصالحها" وهي رسالة واضحة باتجاه الرئيس الأمريكي باراك اوباما الذي أكد تمسكه بخيار الدولتين. وتصر الحكومة الإسرائيلية على رفض مواصلة مفاوضات السلام الحالية بدعوى أنها لم تحقق أية نتيجة على الأرض منذ انطلاقها قبل 15 عاما. ولكن الذريعة التي يرفعها افيغدور ليبرمان ما كان ليقولها لأنها لا تجد ما يبررها لو انه اعترف أن الحكومات الإسرائيلية بما فيها حكومات أدارها رئيسه الحالي بنيامين نتانياهو هي التي أعاقت تحقيق أي تقدم باتجاه تمكين الفلسطينيين من أدنى حقوقهم وأفشلت مفاوضات السلام التي زعم أنها لم تحقق أية نتيجة منذ اتفاقات اوسلو. وكشفت مصادر إسرائيلية عن مساعي من الرئيس اوباما داخل الكونغرس من اجل الحد من تأثير اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة للضغط عليه من اجل منع تجسيد حل الدولتين الذي وعد به سابقه ولكنه فشل في تحقيقه ربما تحت ضغوط هذا اللوبي. ولكن نفس المصادر أكدت انه رغم أن نتانياهو واوباما يتحسسان مواقفهما كل بطريقته إلا أن المؤشرات توحي أنهما يسيران إلى مواجهة مفتوحة متسائلة ما إذا كان الرئيس الأمريكي سيتعامل مع نتانياهو بقفاز من حرير أم انه سيتعامل معه بيد من حديد"؟ وكان الرئيس اوباما أكد بالعاصمة التركية قبل ثلاثة أيام أن بلاده تساند حل الدولتين وان تتعايش إسرائيل مع فلسطين في سلام وأمن وعلى اعتبار أن ذلك هو الهدف الذي توصلت إليه الأطراف المعنية وبما تضمنته خطة خارطة الطريق ومؤتمر انابوليس. وكان وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان أكد في الفاتح من الشهر الجاري أن حكومته غير معنية بنتائج انابوليس التي أقرت بفكرة حل الدولتين في طعنة لكل الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الاحتقان الذي عرفته مفاوضات السلام .