طالب حزب "فوكس" اليميني الإسباني بفرض عقوبات اقتصادية على المغرب لانتهاجه سياسة ابتزاز تجاه إسبانيا باستخدامه لورقة الهجرة غير الشرعية للضغط عليها عقب استقبالها على أراضيها الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، في إطار مهمة إنسانية تتعلق باستكمال علاجه من فيروس كورونا. وندّد حزب "فوكس" في بيان أصدره ب"سياسة الابتزاز وتعمّد إغراق المنطقة بمزيد من المهاجرين غير الشرعيين في محاولة لمعاقبة إسبانيا بعد استقبالها الأمين العام لجبهة البوليزاريو" لاستكمال العلاج من وباء كورونا الذي أصيب به مؤخرا. وربط حزب "فوكس" بين وصول عشرات المهاجرين المغاربة إلى مدينة سبتة الإسبانية سباحة ومحاولة مهاجرين آخرين اجتياز السياج الحدودي الفاصل بين المغرب ومليلية، وبين استقبال إسبانيا لزعيم البوليزاريو. وهو ما جعله يشدّد على ضرورة أن تضع السلطة التنفيذية "حدا لمحاولة الغزو التي دبرتها السلطات المغربية والتي تسمح لآلاف الأشخاص بالوصول إلى الأراضي الاسبانية عن طريق البحر في سبتة أو بمهاجمة مجالها الحدودي في مليلية". ودعا "فوكس" إلى ممارسة "ضغط دولي" أكبر على المغرب وفرض "عقوبات اقتصادية على المستويين الوطني والدولي ضد الحكومة المغربية"، كما ناشد الطبقة السياسية الإسبانية إلى "التنديد أمام المجتمع الدولي" بهذه السياسة التي تنهجها الرباط. من جهة أخرى، وفي سياق تضييق الخناق على الأصوات المعارضة في المغرب والمطالبة بالتغيير، كشف قائد حراك الريف المغربي المعتقل، ناصر الزفزافي، أن عناصر الأمن أرغموه بسجن طنجة على النطق بعبارة "عاش الملك" للتوقف عن تعذيبه. وأوضح الزفزافي في حوار أجرته مع يومية "الموندو" الإسبانية من داخل السجن، أن "20 عنصر أمن هجموا عليه وجردوه من ملابسه وقاموا بتقييد يديه ورجليه خلف ضهره" واغتصابه والتبول على وجهه. وهو ما جعله ينطق بهذه العبارة مضطرا بعدما فقد قواه حيث لم يعد قادرا على تحمل مزيد من جلسات التعذيب التي أكد أنه تم تصويرها بالهاتف النقال. ورغم الثمن الباهظ الذي يدفعه كل شخص يسجن في المغرب بسبب معارضته نظام المخزن، إلا أن الزفزافي أكد أن "الأمر يستدعي ذلك" بقناعة أنه "لا يمكن لأي ثورة شعبية أن تمر دون تضحيات جسام"، كاشفا عن تعرضه لمحاولتي اغتيال الأولى في الناظور والثانية في آيت عبد الله. وأكد أيقونة حراك منطقة الريف المغربي، أنه رفض كل الإغراءات التي تم عرضها عليه وعلى أفراد عائلته باعتبار أن "الأمر غير مرتبط بمصالح شخصية"، مشددا على أن "الريف والبلاد بصفة عامة تستحق التغيير والحرية ومصير الحراك ومستقبله لا يمكن توقعه". ودعا ناصر الزفزافي الذي أعلن تنحيه عن قيادة حراك الريف، الشعب المغربي إلى "الانضمام إلى الحراك لتحرير البلاد وتغيير الأوضاع"، مرجعا قراره بالانسحاب من قيادة هذه الحركة الاحتجاجية من أجل فتح المجال لغيره. ومباشرة بعد صدور الحوار في الجريدة الاسبانية، سارعت وسائل إعلام مغربية للضرب في مصداقية هذا الحوار بالادعاء أنه مفبرك في محاولة لتغطية حقيقة ما يحدث مع ناصر الزفزافي ورفاقه من المنخرطين في حراك الريف. وفي نفس سياق تضيق الخناق على النشطاء الحقوقيين والمعارضين، أمرت النيابة العامة في المغرب بوضع الناشط الحقوقي المغربي والمعتقل السابق في حراك الريف، ربيع الأبلق، رهن تدابير الحراسة النظرية على خلفية نشره فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص قرار اغلاق المقهى التي يسيرها بمدينة الحسيمة. وقالت مصادر من عائلة الأبلق أن ابنها ربيع تلقى كان، أول أمس، استدعاء بالحضور من طرف الشرطة القضائية في الحسيمة ليتم وضعه تحت رهن تدابير الحراسة النظرية بعدما استمع إليه من طرف عناصر الشرطة. ويعتبر ربيع الابلق وهو صحفي ومدافع عن حقوق الانسان أحد نشطاء حراك الريف وصاحب أطول سلسلة إضراب عن الطعام في سجون المغرب حيث بلغ مجموع أيام اضرابه 284 يوما.