كشف قائد حراك الريف المغربي المعتقل، ناصر الزفزافي، اليوم الثلاثاء، إرغامه من قبل عناصر الأمن بسجن طنجة،على النطق عبارة "عاش الملك"، للتوقف عن تعذيبه. وأوضح ناصر الزفزافي، في حوار مع يومية "الموندو" الإسبانية، من داخل السجن، أن "ما يتجاوز 20 عنصر أمن، هجموا عليه وجردوه من ملابسه، وقاموا بتقييد يديه ورجليه خلف ضهره" واغتصابه والتبول على وجهه. ولم يخف الزفزافي أنه نطق بعبارة "عاش الملك"، موضحا أنه من أجل وقف التعذيب، طالبوا مني النطق بعاش الملك بأعلى صوت، ففعلت، لأن جسدي لم يقوى على تحمل ذلك"، مضيفا أنهم قاموا بتصوير جلسات تعذيبه بهاتف نقال. وعلى الرغم من كون الثمن الذي يتم دفعه في السجن مرتفع جدا، حسب ناصر الزفزافي، إلا أن "الأمر يستحق"، مواصلا "لا يمكن لأي ثورة شعبية أن تمر دون تضحيات جسام، وشخصيا تعرضت لمحاولتي اغتيال، كانت الأولى في الناظور، أما الثانية ففي آيت عبد الله". وأكد المعتقل أنه ورغم الإغراءات التي تم عرضها عليه وعلى أفراد عائلته، إلا أنها قوبلت كلها بالرفض، مرجعا السبب إلى أن "الأمر غير مرتبط بالمصالح الشخصية". وشدد المتحدث على أن " الريف والبلاد بصفة عامة تستحق التغيير والحرية، ومصير الحراك ومستقبله لا يمكن توقعه"، مضيفا " مطالب الحراك يجب أن تكون مستجابة. والبلد يستحق ذلك". وفي نفس السياق، دعا ناصر الزفزافي, الذي أعلن تنحيه عن قيادة حراك الريف، الشعب المغربي إلى " الانضمام إلى الحراك لتحرير البلاد وتغيير الأوضاع"، مواصلا "أنا أطالبهم بالانخراط في مشروع التغيير التاريخي هذا، لا للمطالبة بحرية الزفزافي بل بحرية البلد عامة". كما أعرب عن أسفه "لعدم انتهاء سنوات الرصاص في المغرب"، مؤكدا أن "من يعتقد بأن النظام المغربي قد تغير فهو مخطئ". وعقب نشر الحوار من قبل "الموندو" الاسبانية، خرجت وسائل الاعلام المغربية، لتفنيد الأمر، والتأكيد على أن الجريدة لم تقم بذلك، وإنما هو حوار مفبرك, في محاولة لتغطية حقيقة ما يحدث مع ناصر الزفزافي ورفاقه من المنخرطين في حراك الريف. وذكرت "الموندو "الاسبانية، أن ناصر الزفزافي تقني في الالكترونيك، كان يكسب قوته من تصليح الهواتف النقالة والحواسيب، وأصبح بين عشية وضحاها, قائد الحراك في الريف، لتؤكد في الحوار الذي أجرته وإياه، بأنه أعلن تنحيه عن منصب القائد المرئي لحراك الريف المغربي، وقال إنه يشعر بأن "أحلام الوحدة تتبخر"، وأنه "محبط جراء الصراعات الداخلية" داخل الحراك. ويتهم الزفزافي، حسب "الموندو" أولئك "الأشخاص المهوسين بالقيادة والشهرة والتركيز على الذات"، ويحملهم مسؤولية ما يحدث، مشددا على أنه لن يتخلى عن أصحابه، ولكنه يريد أن يفسح المجال لغيره. يشار إلى أن حراك الريف المغربي، انطلق عقب مقتل بائع السمك، محسن فكري، في 2016، طحنا في شاحنة النفايات، بعد أن قام رجال الشرطة برمي أسماكه في الشاحنة بحجة أن السمك الذي اصطاده ممنوع بيعه، ما دفع بالشاب إلى القاء نفسه فيها، احتجاجا على مصادرة سلعته، وعرفت الحادثة ب "اطحن أمو" (إطحن أمه). وتم توقيف المئات من المحتجين على مقتل محسن فكري، حسب تقديرات المنظمات الحقوقية، ليتم الافراج عن البعض منهم، بعد نفاذ مدة محكوميتهم، بينما لايزال 23 من معتقلي حراك الريف يقبعون في السجن، ومن بينهم ناصر الزفزافي.