أكد رئيس لجنة الطاقة بالكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل المواطنين "كابسي" الدكتور رياض بوجمادي، وجود إرادة سياسية لتطوير الطاقات المتجددة وتحقيق الانتقال الطاقوي، مستدلا بموافقة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مؤخرا، على إطلاق مناقصة لإنتاج 1000 ميغاواط من مصادر كهورضوئية خلال الأشهر المقبلة. وتوقع الخبير أن تستقطب المناقصة - التي سيتم إطلاقها على أقصى تقدير في سبتمبر المقبل وفقا لتصريحاته- عديدالمستثمرين الأجانب، معتبرا أن تواجدهم وإشراكهم في مسار تطوير الانتقال الطاقوي ضروري، لإنجاح البرنامج الذي سطرته الحكومة في هذا المجال. وفي ندوة نشطها، أمس، بمقر الكونفدرالية بحضور رئيسها سامي عاقلي ومجموعة من الإطارات والخبراء في الطاقة، قدم المتحدث أهم محاور المساهمة التي أعدتها الكونفدرالية إثراء لاستراتيجية الانتقال الطاقوي بالجزائر، من خلال 41 اقتراحا تم تحضيرها، في إطار رؤية تتضمن الإجراءات العملية التي من شأنها تجسيد الاستراتيجية المسطرة. وأعرب الدكتور بوجمادي عن تفاؤله بنجاح برنامج الطاقات المتجددة ببلادنا، بالرغم من التأخر الذي سجله، مشيرا إلى قدرة الجزائر على الانضمام إلى الدول الرائدة في هذا المجال في آفاق 2030. واعتبر أن ذلك يتطلب توفر عاملين أساسيين، هما "الإرادة السياسية" و"التمويل". وفي الوقت الذي اعتبر أن العامل الأول مضمون، بالنظر إلى التصريحات والإجراءات التي أعلن عنها مؤخرا رئيس الجمهورية، فإنه أشار إلى إمكانية لجوء الجزائر إلى "التمويل الذاتي" لمشاريع الطاقات المتجددة، والتوجه نحو التصدير، لاسيما نحو دول الجوار، التي قال إنها تمثل فرصة هامة بالنظر إلى توفر الربط المشترك للشبكات الكهربائية. وبالنسبة للمتحدث، فإن الجزائر تمتلك الخبرات والكفاءات التي تمكنها من تحقيق انتقالها الطاقوي، وإنشاء صناعة لاسيما في مجال الطاقة الشمسية، حيث أكد أن بلادنا تملك الإمكانيات التي تسمح لها بالوصول إلى نسبة إدماج تقارب 45%. لكن ما ينقصها هو وضع النصوص القانونية والتنظيمية المناسبة، التي تسمح بتعزيز إشراك القطاع الخاص، ولعب الدولة لدورها المنظم للتنافسية والضابط لها. من جهة أخرى، ركز رئيس لجنة الطاقة على مسألة تطوير الهيدروجين، معربا عن اقتناعه بضرورة "الإسراع" في الاتجاه نحو هذه الطاقة، بالنظر لتوفر القدرات المحلية لتطوير استخدامها، وكذا تصديرها نحو أوروبا عبر أنابيب نقل الغاز. ودعا إلى تحقيق الانتقال الطاقوي "على الطريقة الجزائرية" والابتعاد عن نسخ تجارب دول أخرى، وعدم تكرار الأخطاء السابقة في توقيع العقود، للتمكن من نقل حقيقي للتكنولوجيا، مستشهدا بما حدث في ملف محطات تحلية المياه التي قال إن عقود الشراكة الخاصة بها، شابها عدة نقائص وأخطاء تقنية وقانونية. للإشارة، تضمنت وثيقة "كابسي" المقدمة، أمس، للصحافة حول استراتيجية الانتقال الطاقوي أكثر من أربعين اقتراحا جاءت في خمسة محاور هي "المزج الطاقوي"، "النجاعة الطاقوية"، "الطاقة الذكية"، "تشجيع الابتكار" و"ولوج الأسواق العالمية".