يشرف وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة الاثنين القادم، على انطلاق نقاش عام حول تطوير استخدام "الهيدروجين الأخضر" بالجزائر، عبر نشاطين سيتم خلالهما التطرق لقدرات الجزائر في هذا المجال الطاقوي النظيف، وتحديد استراتيجية ومخطط تطوير استخداماته مع بحث سبل تمويل داخلية وخارجية. وكشف شمس الدين شيتور، وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، عن جملة إجراءات سيتم اتخاذها لتطوير استخدام الهيدروجين الأخضر عبر استحداث "القطب الجزائري للهيدروجين" و"وضع مخطط هيدروجين"، بهدف ولوج ما وصفه ب"ثورة الهيدروجين الأخضر" التي سيتم حشد كل الإمكانيات المتاحة لإنجاحها. وسيتم في سياق هذا المسعى تحديد استراتيجية الجزائر في مجال استخدام مادة الهيدروجين، قبل تقديم طلب للحكومة لضمان تمويل قادر على تحقيقها على أرض الواقع مع احتمال التقدم بطلب تمويل للهيئات الدولية وخاصة هيئة الأممالمتحدة. ودافع شيتور، عن مقاربته بقناعة أن الهيدروجين سيكون في افق سنة 2030 الغاز الطبيعي للجزائر، شريطة الإسراع في تجسيد هذه الورشة" حتى لا تتجاوزنا الأحداث ونصبح أكبر ممون لأوروبا بغاز الهيدرجين بدلا من الغاز الطبيعي. وستعرف الجزائر ضمن هذه الديناميكية تنظيم ندوة يوم 28 من الشهر الجاري، يكون موضوعها "الهيدروجين الأخضر في الجزائر وآفاق التنمية المستدامة" يتم خلالها فتح نقاش وطني حول استخدام هذه المادة. وأشارت محافظة الطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية التي ستشرف على الندوة، إلى ضرورة مناقشة هذه القضية بالنظر إلى الإقبال على استخدام الهيدروجين بالنظر إلى مكونه الأخضر، ودعما للتخزين الضخم للهيدروجين والكهرباء المنتجة من الموارد المتجددة، بما يحتم على الجزائر التفكير من الآن لفسح الطريق أمام البيئة الطاقوية والصناعية المستقبلية. وستعرف الندوة تدخل خبراء جزائريين وأجانب مختصين من بينهم الدكتور عبد الله خلاف، مدير البحث بمركز تنمية الطاقات المتجددة ورئيس التجمعات الدولية للهيدروجين المتجدد. وسيدور النقاش حول إمكانيات الجزائر في مجال تطوير إنتاج ونقل الهيدروجين الأخضر، وكذا التقدم التكنولوجي في هذا المجال، علاوة على الجوانب المرتبطة بالتخزين واقتصاد الهيدروجين ومسألة المنشآت القاعدية والآليات الواجب وضعها، إضافة إلى التعاون الإقليمي والدولي في مجال الهيدروجين الأخضر ومكانة الجزائر في ذلك. وقدمت وزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة وبرنامج الاممالمتحدة الإنمائي، في ختام أشغال ندوة الانتقال الطاقوي المستدام والمبتكر المنظمة مؤخرا، توصيات لتعزيز تعاونهما في اربعة مجالات اساسية من بينها الهيدروجين الأخضر، حيث تمت الدعوة الى مرافقة الجزائر في برنامج بحث وتطوير هذه الطاقة النظيفة، وتمكينها من الخبرة التي حققتها بلدان رائدة في هذا المجال. وطالب المشاركون في هذه الندوة بضرورة وضع نظام ضريبي أخضر وتدابير تشجع على إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة مختصة في التركيب والصيانة والمتابعة في مجال الطاقات المتجددة. كما دعوا الى مواصلة التفكير في صياغة القانون الخاص بالانتقال الطاقوي، وتنظيم جلسات مع متعاملي القطاع الخاص وتطوير آليات التمويل الخضراء، مع وضع قروض خضراء وإعفاءات ونسب ميسرة لتسهيل الولوج إلى التجهيزات.