هي مطربة تمتلك قدرات صوتية مميزة أهلتها لأداء كل الطبوع، حيث برزت في العاصمي العصري، الشاوي والقبائلي، وتخطت الحدود لتصل الى الشرقي والخليجي، اللذين نجحت فيهما بتفوق إلى درجة أنه يخال إليك وأنت تستمع الى صوتها أنها مطربة خليجية، نظرا لقدرتها على النطق بتلك اللهجة، إنها المطربة الجميلة صاحبة الصوت القوي الدافئ، ندى الريحان، التي نزلت علينا ضيفة وحدثتنا عن جديدها، فتابعوا معنا... - "المساء": هل لنا أن نرجع إلى انطلاقتك الفنية وأول عمل لك، مع ذكر من رافق هذه الانطلاقة من ملحنين وكتاب كلمات؟ * المطربة ندى الريحان: البداية كانت بأغنية (يالي عرفتوني بيه) للأستاذ شريف قرطبي، وانطلاقتي الفنية كانت بدعم من هذا الأخير والأستاذ محمد بوليفة طبعا، لكن مع هذا أقر أن أول من منحني فرصة ظهور حقيقية، هو المخرج "مسعود العايب" من خلال جنيريك (المشوار)، هذه الأغنية جلبت لي جمهورا كبيرا، أصبح يتساءل وكله فضول عن صاحبة هذا الصوت؟! ونجاح هذه التجربة دفعني لخوض غمار أخرى في مسلسل (الليالي البيضاء) التي أظنها نجحت بدورها. - التخصص في أي مجال، يعطي الإنسان فرصة أكبر للعطاء، والأهم الاستقرار وترك بصمة ثابتة ومعروفة، فهل تشاطرينني الرأي؟ * أنا معك، ان لكل عالم مجالات، مطلوب التخصص فيها، عدا الغناء، فهو يشمل طبوعا كثيرة، وأنا شخصيا لو تخصصت في طبع ما لانتهيت، وهذا أكيد إحساسي الخاص، لذا أفضل أن لا أقيد عطائي الفني، فأنا أؤدي، العاصمي، الشاوي، القبائلي، المغربي، التونسي، الشرقي، الخليجي، أؤدي كل ألوان الغناء دون استثناء، فهذا ما يسعدني ويمنحني حرية أكثر لكي أحلق في سماء كل طبع يستهويني وتهفو نفسي لأدائه. - تألقك في الأغنية القبائلية الريتمية الراقصة، ألم يحفزك على إنتاج ألبوم غنائي من هذا القبيل؟ * بالفعل، أفكر جديا في انتاج ألبوم قبائلي، لكن دون ريتم راقص، أي أغاني هادئة معبرة، تروي ظمأ جمهور واسع متعطش لها. - صراحة ودون مجاملة، ندى الريحان دائما متألقة، فما سر هذا التألق؟ * ليست هناك أسرار، بل هي الموهبة، فالصوت الجميل هو هدية يمنحها عز وجل لمن يشاء، وفي اعتقادي الصوت الجميل لا يكفي، إذ لا بد من إحساس لتصل الأغنية الى قلوب الناس، وأنا إحساسي يسبق دائما أدائي، وهذا ما يمكنني من التواصل مع الجمهور أينما حللت. - إلى جانب العاصمي، والطبوع الجزائرية التي لا يعلى عليها، ماذا تعشق ندى؟ * أعشق المغربي، الشرقي والخليجي الذي أحبه كثيرا. - شاركت مؤخرا في حفل تكريم السيدة سلوى، فما كانت الوصلة؟ * بمناسبة تكريم هذه الفنانة القديرة من طرف القناة الثالثة، شاركت بوصلة من أغانيها التي عشقتها منذ الصغر، منها : (نهواك يا الغالي)، التي استأذنتها لإعادتها، وأغنية (الناس ياك راهي تعرف الناس)، وأغنية (كيف رايي هملي)، وغيرها من أغانيها الجميلة التي بقيت خالدة في الذاكرة، وساكنة في أعماق القلب؟ - ما هو جديدك؟ * هناك ألبوم جديد يضم عدة أغان، منها أغنية (يا بابا) كاعتراف بفضل الأب، وهي لبعزيز، وهناك أغنية »ابغيني نبغيك«، كما أعدت »ما عندي حاجة فالناس« التي دعمتها بفيديو كليب صورت معظم مشاهده في تونس، إخراج فريد بن موسى، الذي كان أول تعاملي معه في حصة (أحنا فالهنا)، إضافة الى أغان أخرى هي حاليا تحتل الصدارة، والمراتب الأولى في سباق الأغاني. - الأغنية الجزائرية جميلة جدا، لكنها لم تتخط بعد الحدود، ففي اعتقادك ما الذي يحول دون ذلك؟ * هناك عدة أسباب، منها عدم وجود شبكات إنتاج قوية تروج لها، وتدعم الفنان الموهوب فعلا، هذا الى جانب غياب الفيديو كليب، الذي أصبح اليوم وسيلة جد ناجعة لإيصال الأغنية الى أبعد الحدود، خاصة ونحن في عصر الفضائيات، ودون فخر نملك من المؤهلات والملكات ما يفوق أضعاف أضعاف ما يبث حاليا عبر الفضائيات، لكن ما ينقصنا هي الإمكانيات المادية التي تحول دون تجسيد طموحاتنا الفنية على أرض الواقع، لكن مع هذا فنحن نؤدي واجبنا لإيصال الأغنية الجزائرية بمختلف طبوعها عبر العالم بأسره، عربيا كان أم أجنبيا، كلما سمحت الفرصة للتواجد هناك في حفلات، أو تظاهرات، أوأسابيع ثقافية فنية. - هل من مشاريع مستقبلية؟ * هناك ثنائي (ديو) مع المطرب شاعو عبد القادر، الأغنية، عبارة عن حوار بين الأب وابنته، كلمات عبد الرحمان جودي، والتفكير في إنجاز كليب لأغنية (يا بابا)، الى جانب ألبوم من نوع الفلكلور المغربي سيطرح قريبا في الأسواق، وبه مفاجأة سارة لجمهوري الذي ونزولا عند رغبته أهديته أغنية خليجية، أرجو أن تنال إعجابه، هذا وللمشاريع بقية ما دمت حية. - كلمة أخيرة؟ * آمل أن أكون دائما وأبدا عند حسن ظن جمهوري العزيز بي وأوفق لإرضائه، وانتقاء الأجمل والأرقى له من الأغاني، التي تبعث السعادة والنشوة الى قلبه، وأن يجد في جديدي ضالة. هذا، وشكرا ل "المساء" على الالتفاتة واللقاء.