استمتع، أول أمس، جمهور مهرجان جميلة بصاحب الحنجرة الذهبية والصوت الرخيم لونيس آيت منڤلات، حيث شهد ركح جميلة الأثري توافد العديد من محبيه وعشاقه. أطرب الآذان في جو من البهجة من خلال تأديته باقة واسعة من أغانيه المشهورة تفاعل معها الجمهور الحاضر، وقد تمكن آيت منڤلات، هذا المطرب الذي يعد ''واحدا من أعمدة الأغنية القبائلية'' من خلال أغانية التي اشتهر بها من إطراب وإمتاع الأعداد الكبيرة من الجمهور الذي اكتظت به مدرجات المسرح الروماني للمدينة الأثرية ''كويكول'' وبقي يردد معه أغانيه. ومن بين الأغاني التي استحوذت على مشاعر الحضور الذي لم يتوقف عن التصفيق بحرارة وتفاعل معها بشكل ملفت للانتباه، خاصة منهم هواة الأغنية القبائلية، تلك التي تتحدث عن حب الوطن والتي عادت بهم إلى السنوات القديمة وحركت فيهم المشاعر والأحاسيس. وأبدى بالمناسبة العديد ممن حضروا سهرة أمس استمتاعهم بالسهرة وأكدوا على نجاح الطبعة الخامسة للمهرجان رغم زمنها القصير، مشيرين إلى أن مشاركة ابن القبائل الكبرى آيت منڤلات بمهرجان جميلة العربي ''يعد في حد ذاته مؤشرا على نجاح التظاهرة''. ولم تقتصر الليلة الخامسة من ليالي المهرجان على الطابع القبائلي فحسب بل تعدت أيضا إلى الطابعين العاصمي والشاوي، حيث افتتح السهرة نخبة واسعة ومتنوعة من الفنانين الجزائرين قدموا باقة من الأغاني ألهبت المسرح الروماني وحركت أحاسيس جمهوره، منهم عبد القادر الخالدي والشاب خليل ولامية ناريمان. وبعدها فسح المجال للفنان الشاب سليم الشاوي الذي قدم بدوره باقة من الأغاني ذات الطابع الشاوي وبإيقاع عصري يغلب عليها العرائسي، تعكس مدى الثراء والزخم الفني الذي تزخر به الأغنية الجزائرية، حيث صفق لها الجمهور كثيرا وتفاعل معها وتمايل مع ضرباتها. أما عن سهرة الأمس من هذه الفعاليات فتضمنت كوكتالا جزائريا جمع بين مختلف الطبوع الجزائرية أداها ثلة من المغنين الذين تداولوا على ركح كويكول الأثري أمثال فلة عبابسة والشاب فارس وحسان دادي ومزيان ايزوران وبن زينة. ومن المنتظر كذلك أن تعرف هذه التظاهرة -حسب البرنامج المعلن- مشاركة عربية ومحلية واسعة من الفنانين العرب أمثال، لأول مرة، اللبنانيين ملحم زين وكارول صقر، بالإضافة إلى المصري الشاب حمادة هلال. وستتواصل هذه التظاهرة العربية السنوية إلى غاية 14 أوت بمشاركة أولى لفرقة الداودية المغربية، فضلا عن مطربين جزائريين من بينهم كاتشو وهواري الدوفان وعبد الرحمان جلطي وماسة بوشافة وعبد القادر الجابوني.