دعا مثقفون شاركوا في الندوة التي احتضنها مسرح باتنة الجهوي "الدكتور صالح لمباركية"، أول أمس، حول الأديب والكاتب المسرحي المرحوم خالد بوعلي، إلى "طبع أعماله التي لم تر النور بعد". أكد المتدخلون، بالمناسبة، أن هذه الأعمال "ستثري، لا محالة، الساحة الأدبية والمسرحية محليا ووطنيا"، معبرين عن تميز نصوص هذا الأديب والمسرحي الذي توفي منذ حوالي أسبوع، بالدقة والعمق في المعالجة. وبالنسبة للمشاركين في الندوة، لم يكن بوعلي كاتبا مسرحيا فحسب، بل كان شاعرا، وقاصّا باللغتين العربية والفرنسية، ومثقفا واسع الاطلاع، وساهم في تأسيس العديد من الجمعيات الثقافية والفنية المسرحية بعاصمة الأوراس. وفي هذا السياق، أفاد الفنان متعدد المواهب سليم سهالي، بأن المرحوم "كان شخصية ذات أبعاد متعددة، وساهم، بشكل كبير، في إثراء الساحة المسرحية بمدينة باتنة؛ إذ كانت له نظرة مخالفة لتلك النظرة الكلاسيكية. ويمكن إدراج أعماله ضمن ما يسمى بالمسرح الفقير؛ فكان يركز على البساطة في التواصل مع المتلقي، ويؤمن بأن المسرح هو وسيلة لإيصال الأفكار إلى عامة الناس". ومن جهته، تطرق الفنان والممثل المسرحي لطفي بن السبع، لدقة بوعلي في كتاباته المسرحية، قائلا: "رغم أنه كان في الأصل أستاذا في اللغة الفرنسية، إلا أنه كان متمكنا جدا من اللغة العربية، وهو ما أظهره من خلال نصه المسرحي "يوغرطة"، الذي أنتجه مسرح باتنة الجهوي بمناسبة تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية "في سنة 2015، وأخرجته الفنانة المرحومة صونيا". واعتبره الفنان المسرحي فؤاد لبوخ، "كاتبا موسوعة"؛ إذ درّسه مادة تاريخ الفن في نهاية الثمانينات بملحقة باتنة للمعهد الوطني للفنون الدرامية. وثمّن المتحدث فكرة التطرق لأعمال المرحوم في اليوم الوطني للفنان، المصادف ل 8 جوان من كل سنة. وتناولت الندوة التي نظمها مسرح باتنة الجهوي "الدكتور صالح لمباركية" بالتنسيق مع جمعية الشباب المتطوعين بباتنة، وبحضور مثقفين وإعلاميين وممثلين وكذا أفراد أسرة المرحوم، تناولت أعمال الكاتب المسرحي والأديب خالد بوعلي، الذي ترك بصمته خاصة في الساحة المسرحية؛ من خلال أعمال وصفها أهل الاختصاص ب "ذات نوعية". كما ألحّ المتدخلون على أن تلقى أعماله غير المنشورة، الرعاية والطبع، وعلى التعريف به وبأفكاره وسط الشباب، خاصة المهتمين بأبي الفنون. ورحل الكاتب المسرحي والشاعر والأديب خالد بوعلي يوم 31 ماي المنصرم عن عمر ناهز 63 سنة، إثر مرض عضال ألزمه الفراش، بعد غرس أبجديات الفن الرابع في نفوس الكثير من شباب باتنة، الذين كانوا ينشطون بداية نهاية السبعينيات (قبل افتتاح دار الثقافة محمد العيد آل خليفة في سنة 1978) وبداية الثمانينيات، في إطار مسرح الهواة، ليصبح أغلبهم، اليوم، ممثلين محترفين. وترك المرحوم العديد من المؤلفات المسرحية؛ منها: (قال يا ما قال) التي أُنتجت من طرف ناشطين في مسرح الهواة قبل افتتاح دار الثقافة، وأعمال أخرى أنتجها مسرح باتنة الجهوي؛ ك "الصوت"، و"جرعة حقيقة"، و"يوغرطة"، وكذا "بدون تعليق" التي أخرجها للمسرح الوطني عمر معيوف في سنة 2000، و"خارج أسوار المدينة" التي أنتجها مسرح سكيكدة الجهوي، فيما طبع مجموعة قصصية باللغة العربية بعنوان "الباب الآخر". يُذكر أن المرحوم وُلد في 10 فبراير 1957 بمدينة باتنة التي درس بها إلى غاية الثانوي، قبل أن يزاول دراسته الجامعية بجامعة قسنطينة في تخصص علوم الأرض. وعمل أستاذا سابقا في المسرح والأدب الفرنسي بكلية اللغات الأجنبية بجامعة باتنة، وأستاذا في مادة اللغة الفرنسية في الثانوي.