أكد رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي (كناس)، رضا تير، أمس، على ضرورة تطوير سوق الصناعة الكهربائية، لما لها من آفاق واعدة في ولوج مختلف أسواق القارة الإفريقية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المعدات الكهربائية مطلوبة حاليا في الأسواق الناشئة والبنى التحتية للشبكات في جميع البلدان، لاسيما في إفريقيا التي تمثل منفذا بامتياز للتصدير". وقال السيد تير، خلال إشرافه على انطلاق ملتقى حول "الصناعة الكهربائية: سوق المعدات الكهربائية وإمكانيات التصدير"، نظم بالبليدة وحضره الرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز، شاهر بولخراص، والعديد من ممثلي الهيئات الدبلوماسية المعتمدة في الجزائر، "للجزائر دور بارز في القارة ولاتزال سوق المعدات الكهربائية توفر فرصة حقيقية للنمو والأعمال، لاسيما في ظل تطوير شبكات الكهرباء الذكية وتسريع التنقل الكهربائي في أنظمة النقل المختلفة (الشبكة الذكية) وتطبيقاتها". وفي حين أشار إلى أن" نشاط التصدير أصبح مطلبا أساسيا لتوحيد نسيجنا الصناعي"، شدد تير على أن التحكم في تقنيات الإنتاج بشكل ميزة تنافسية حقيقية لتصميم مكونات عالية الأداء واقتحام السوق الدولية"، مبرزا بالمناسبة الاهتمام الذي توليه السلطات العمومية لتشجيع القطاع الخاص في مساره المرتكز على الابتكار واستحداث مناصب شغل دائمة. وذكر رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بالمناسبة بإلحاح رئيس الجمهورية في مناسبات عديدة على ضرورة تقديم الدعم للاستثمار الخاص، مع إمكانية منح حوافز كبيرة للمتعاملين الذين يستخدمون المواد الأولية المحلية. بإمكان الجزائر تصدير مليار دولار من المنتوجات الكهربائية لإفريقيا وعلى هامش أشغال الملتقى، قال رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن الجزائر بإمكانها مبدئيا تصدير واحد مليار دولار من المنتوجات والمعدات الكهربائية إلى السوق الإفريقية التي تعد منفذا للتصدير بامتياز"، مشيرا إلى أن الجزائر تتوفر على كافة الإمكانيات اللازمة والمؤهلات بما فيها "موروث صناعي صرفت عليه الدولة أموالا طائلة حان الوقت للاستفادة منها"، على غرار مجمع سونلغاز الذي يعد قاطرة الصناعة وكوسيدار و المؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية والخطوط الجوية الجزائرية وغيرها. وأضاف أن سوق المعدات الكهربائية في الجزائر عرفت تطورا سريعا، لا سيما مع تطور الشبكات الكهربائية وعملية الإمداد بالكهرباء وتدابير تحقيق النجاعة الطاقوية وتطوير الشبكات الكهربائية الذكية والتخزين والتنقل المستدام، وهي الاستعمالات التي من شأنها تطوير هذه السوق، و لهذا الغرض، يضيف نفس المسؤول، "بات من الضروري تحليل التوجيهات الداعمة للطلب و تبني نظرة استراتيجية إيجابية لتطويره ضمن حركية التصدير". وذكر أن نظرة المجلس تعمل على البحث عن كيفية فتح المجال لترقية الصادرات بإفريقيا، خاصة وأن نصف سكان هذه القارة لا يستفيدون من الكهرباء، أي ما يعادل 600 مليون نسمة، موضحا بأن هناك طلبا كبيرا من الدول الإفريقية، على غرار السنغال وعدد من دول إفريقيا الغربية، "يتوجب علينا تلبيتها وذلك ضمن استراتيجية استباقية لولوج هذه السوق الإفريقية في إطار منطقة التجارة الحرة الإفريقية". وبعدما أقر بوجود بعض العراقيل التي تعيق الاستثمار في الخارج، لاسيما منها ما تعلق بقوانين الصرف المعتمدة حاليا، قال رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن هذه القوانين "محل انشغال كبير لرئيس الجمهورية و محل السياسة الداخلية للمجلس الذي يقوم حاليا بالعمل عليها (القوانين) بحيث سنخرج باقتراحات من شأنها إزالة مثبطات الاستثمار". كما أشار تير إلى عراقيل لوجيستية وأخرى مالية وعراقيل لها صلة بدراسة الأسواق يجري حاليا العمل على دراستها. وكشف في هذا السياق عن التحضير لإقامة ورشات مهنية حول اقتصاد الشبكة (الكهرباء و الغاز و المياه و الاتصالات و النقل) يومي6 و 7 جويلية الداخل بالجزائر العاصمة سيتم التطرق من خلالها إلى كافة الشبكات. ويهدف الملتقى الذي بادر بتنظيمه المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، إلى إقرار استراتيجيات لتطوير الصناعة الكهربائية على المستوى الوطني والدولي وكذا وضع أسس التنمية الصناعية في هذا المجال، من خلال تعزيز النشاطات التي تحتل فيها الجزائر مكانة جيدة، لاسيما في قطاع الكوابل والميكانيك الكهربائية والتنظيم الحراري (التدفئة تكييف الهواء التبريد) والإنشاءات الكهربائية (الخزانات واللوحات الكهربائية والمكاتب والصناديق) والتحكم في الطاقة وقياسها وغيرها.. كما يهدف اللقاء إلى تحديد المعوقات التي تعرقل تطوير القطاع وإيجاد الحلول وتقوية الأدوات والآليات القانونية التي تتيح دعما ثابتا للمصدرين وتحسين القدرة التنافسية للمعدات الكهربائية بهدف توزيعها على نطاق أوسع وكذا تطوير معدات مبتكرة تسمح بتحسين أداء الطاقة في الواقع الصناعي موجهة للسوق الجزائرية و الأسواق الدولية وتقييم احتياجات الشركات الجزائرية المصدرة من أجل رفع أدائها. وتضمنت أشغال اللقاء الذي يندرج ضمن سلسلة اللقاءات التي شرع في تنظيمها ال"كناس" والتي لها صلة بالاقتصاد الوطني والخيارات الاستراتيجية، محاضرات نشطها فريق من الخبراء وتمحورت في مجملها حول سوق المعدات الكهربائية وإمكانيات الجزائر وآفاقها في مجال التصدير. وقد اختتمت أشغال اللقاء بتوصيات سيتم رفعها لاحقا إلى السلطات العليا في للبلاد. بولخراض: سونلغاز قادرة على ولوج الأسواق الإفريقية بكل أريحية أكد الرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز شاهر بولخراص أن الإمكانيات والمقومات التي يتوفر عليها المجمع الذي يرأسه تتيح له ولوج الأسواق الإفريقية بكل أريحية، موضحا في تدخله خلال أشغال الملتقى حول "الصناعة الكهربائية سوق المعدات الكهربائية وإمكانية التصدير" أن "مجمع سونلغاز يسجل فائضا في الإنتاج خارج أوقات الذروة". وأكد بولخراص إلى أن "القارة الإفريقية بأمس الحاجة للطاقة الكهربائية التي وصفها، بالمحرك الاقتصادي والاجتماعي"، مشيرا إلى أن "نسبة التغطية بعدد من الدول الإفريقية لا تتجاوز 18 بالمائة و تقتصر على المناطق الحضرية والتجمعات السكنية الكبرى فقطّ". بالمناسبة، كشف ذات المسؤول عن إمضاء المجمع لاتفاقيات تفاهم مع عدد من الدول الإفريقية، فيما لا تزال المشاورات مع عدد من ممثلي الهيئات الدبلوماسية للدول الإفريقية قائمة بغية ربطها بهذه الطاقة، وذلك في إطار استراتيجية المجمع الجديدة للانفتاح على الأسواق الخارجية وخاصة القارة الإفريقية. ويسعى المجمع، فضلا عن تصدير هذه الطاقة الحيوية، إلى اغتنام الفرص المتوفرة بالقارة الإفريقية، لاسيما ما تعلق بالتدخل في مجال الصيانة والتكوين والهندسة. وهو المجال الذي "يمكن أن تتجاوز مداخيله بضعفين مداخيل التصدير".