أعدت مديرية الثقافة لولاية سكيكدة برنامجا ثريا يندرج في إطار الاحتفال بشهر التراث يتضمّن في مجمله تنظيم زيارات ميدانية لتلاميذ المؤسسات التربوية لأهم المواقع الأثرية التي تزخر بها روسيكادا لاسيما تلك المتواجدة على مستوى مقر الولاية. ومن بين المواقع التي ستتمّ زيارتها المسرح الروماني الذي يعود عهده إلى فترة حكم الإمبراطور أدريان في القرن الثاني، الحديقة الأثرية الملحقة بالمسرح الروماني التي خضعت لأعمال تهيئة كبيرة، المتحف البلدي المتواجد على مستوى المركز الثقافي البلدي "شبلي أحسن" بوسط المدينة الذي يتضمّن عدّة آثار أغلبها يعود للحقبة الرومانية والذي يبقى بحاجة حقيقية إلى عناية خاصة فيما يتعلّق بتدعيمه بالمطبوعات والنشريات التي تعرّف بتاريخ الولاية القديم وبمحتويات المتحف، كما سيتم تقديم مسرحية للشباب تتطرق إلى أهمية حماية التراث باعتباره ذاكرة الأمة. وجديد البرنامج حسب ما أدلى به ل"المساء" مدير الثقافة للولاية هو تنظيم يوم دراسي على مستوى دوائر سكيكدة، عزابة، سيدي مزغيش، أم الطوب والقل يتمحور موضوعه حول التدخل التقني في المعالم والمواقع الأثرية، حيث سيتم التركيز بالأساس على جوانب الجرد، الترميم، التسييج، التنقيب وكذا كيفية حماية الآثار يقوم بتأطيرها أساتذة مختصون وخبراء، وسيكون هذا اليوم الدراسي موجّها بالخصوص إلى المنتخبين المحليين وكذا الجمعيات المتخصّصة بهدف تقديم رؤية شاملة وواضحة تحدّد بوضوح كيفية التعامل مع المواقع الأثرية وكذا الآثار التي يتم اكتشافها حديثا. وللتذكير فإنّ سكيكدة شهدت خلال الفترة الأخيرة عدة اكتشافات أثرية مهمة منها موقع أثري بمنطقة أم الطوب ( غرب ولاية سكيكدة) عبارة عن نصب جنائزي، كما تم اكتشاف آثار أخرى بالمكان المسمى دوار الردوانية ببلدية السبت هو عبارة عن مدينة تاسيوس الرومانية. وولاية سكيكدة حسب ما أوردته مختلف المصادر التاريخية تزخر بالعديد من الآثار التاريخية التي تجسد البعد التاريخي للمنطقة الضارب جذوره في عمق التاريخ من بينها ما تزخر بها منطقة تمالوس وكركرة بالجهة الغربية من الولاية وكذا سوق اليهود بالقرب من منطقة بونغرة في شبه جزيرة القل تشمل روائع مغليتية هامة عبارة عن نصب معالم تعود إلى العصر النيوليتي أي 20 ألف سنة قبل الميلاد زيادة على وجود العديد من الآثار التي تعود إلى الحقبة الفينيقية من القرنين 11و12 ق.م بالخصوص على طول الواجهة البحرية بكل من روسيكادا (سكيكدة) وشولو(القل) وستورة، ناهيك عن الآثار الرومانية المختلفة لا سيما تلك التي تؤرخ لحكم الملك أنطونيوس خلال الفترة ما بين 182 و96 بعد الميلاد والتي من خلالها عاشت روسيكادا أزهى أيامها الذهبية، إلى جانب الآثار الوندالية والإسلامية.