استفادت مديرية الثقافة لولاية سكيكدة في إطار برنامج 2010 من مشروع حماية وتثمين المواقع التاريخية والأثرية المتواجدة عبر تراب الولاية وذلك من خلال تسييجها وتهيئة الطرق والمعابر والممرات المؤدية إليها مع وضع اللوحات الإعلامية المعرّفة بالموقع التاريخي. وحسب الآنسة جقريف غنية رئيسة مصلحة التراث الثقافي بمديرية الثقافة للولاية فإنّ العملية ستشمل كمرحلة أولى كلّ المواقع الأثرية التي تتربع على مساحات كبيرة كقلعة القلة (ببلدية أولاد أحبابة) التي يعود تاريخها إلى الحقبة الرومانية وهي عبارة عن مدينة رومانية تتربع على مساحة تقدر ب09 هكتارات و65 آرا ، إضافة إلى بعض المواقع الأخرى المهمة كموقع فرفور الروماني وكذا موقع لمسد الأثري المتواجدين ببلدية السبت وموقع 07 أبيار بمرتفعات مدينة سكيكدة وموقع عين أغراب ببلدية رمضان جمال زيادة إلى مواقع ثانوية موزعة عبر بلديات الولاية. العملية رصد لها مبلغ مالي يقدّر بحوالي ملياري سنتيم تشرف عليها مديرية الثقافة للولاية، وأوضحت رئيسة مصلحة التراث الثقافي ل''المساء'' أنّ ولاية سكيكدة أصبحت تحتوي على العديد من المواقع الأثرية التي يعود تاريخها إلى الحقبة الرومانية وذلك مقارنة مع بعض الولايات كقالمة وتيبازة فعلى سبيل المثال تمّ خلال سنة 2010 اكتشاف 11 موقعا أثريا يعود كلّها للحقبة الرومانية. كما استفادت الولاية خلال برنامج 2010 من عملية مهمة انطلقت مؤخّرا وتتمثّل في تصنيف كلّ المواقع الأثرية والمعالم التاريخية المتواجدة عبر الولاية، وتقرّر في هذا الإطار تصنيف كلّ من النزل البلدي والمركز البريدي مرورا بالبنك المركزي الذي يسمى ''المجمع العمراني لشارل مونطالو'' كمعالم تاريخية وطنية. وتمّ بناء النزل البلدي لسكيكدة في خمسينيات القرن الماضي ويحمل مزيجا من الطابع الهندسي الإسلامي والأوروبي، تزيّنه بالداخل زخارف فسيفسائية نادرة وتماثيل بيزنطية وخلال نفس الفترة تقريبا تمّ بناء دار البريد وبعدها البنك المركزي وكلّ ما يحتويه الموقع من حدائق وتماثيل ونفس الشيء بالنسبة للمسرح الجهوي الذي بني حسب بعض المصادر التاريخية سنة 1948 مباشرة بعد الانتهاء من بناء الحي النابوليتاني ويحمل الطابع الهندسي الإيطالي القديم. من المعالم المقرّر تصنيفها أيضا كمعالم تاريخية وطنية، موقع ''قرباز'' المعروف باسم الآثار الرومانية المقدسة، أمّا الباقي فسيتم حسب نفس المصدر تسجيله خلال الجرد الإضافي حيث تمّ اختيار ''حي القبية'' العتيق المتواجد بمدينة سكيكدة الذي أنشئ بين سنتي 1948و1949 وهو عبارة عن حوالي أربعين بيتا بني على النمط العربي الإسلامي الأصيل وهو يشبه إلى حدّ كبير الديار العربية الموجودة بالأندلس بالخصوص ديار بني طريف وقلعة القلة الرومانية المتواجدة ببلدية أولاد أحبابة إضافة إلى محطة القطار التي بنيت في 28 مارس 1937 وفق التصاميم الهندسية العربية الأصيلة وقبور الدولمان المتواجدة بغابة دومبو بالقل أو كما تعرف باللغة البربرية المنطوقة بالمنطقة ''أفلكون''، وسيتمّ الجرد هذا بعد أن تخضع لدراسة علمية من قبل خبراء من أجل الحصول على أغلفة مالية للقيام بأشغال الترميم والصيانة وإعادة الاعتبار. وما تجدر الإشارة إليه حسب ما أوردته مختلف المصادر التاريخية، أنّ ولاية سكيكدة تزخر بالعديد من الآثار التاريخية التي تجسّد البعد التاريخي للمنطقة الضارب جذورها في عمق التاريخ من الآثار المختلفة التي تزخر بها منطقة تمالوس وكركرة بالجهة الغربية من الولاية وكذا سوق اليهود بالقرب من منطقة بونغرة في شبه جزيرة القل تشمل روائع مغليتية هامة عبارة عن نصب ومعالم تعود إلى العصر النيوليتي أي 20 ألف سنة قبل الميلاد زيادة إلى وجود العديد من الآثار التي تعود إلى الحقبة الفينيقية الممتدة من القرن 11 و21 ق.م بالخصوص على طول الواجهة البحرية بكلّ من روسيكادا (سكيكدة) وشولو (القل) وسطورة، ومعظمها ما زال شاهدا إلى يومنا هذا، ناهيك عن الآثار الرومانية المختلفة سيما تلك التي تؤرّخ حكم الملك أنطونيوس خلال الفترة ما بين 182 و96 بعد الميلاد والتي من خلالها عاشت روسيكادا أزهى أيامها الذهبية ناهيك عن الآثار الوندالية والإسلامية.