أكدت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا كونزاليس لايا، أن استقبال بلادها للرئيس الصحراوي ابراهيم غالي للعلاج "لم يكن خطأ" كما يروج المخزن لذلك وافتعل أزمة مع إسبانيا بلغت حد استفزازها بورقة الهجرة. ورفضت رئيسة الدبلوماسية الإسبانية، في حوار مع موقع، "الكوريو" الإخباري الإسباني وصف استقبال بلادها للرئيس الصحراوي ب "الخطأ" وقالت إن ذلك كان من أجل العلاج وضمن بادرة لمساعدة شخص كان في حالة صحية حرجة، مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الأمر في إقرار باستقبال إسبانيا للمسؤولين الصحراويين دون أي إشكال باعتبار، أن جبهة البوليزاريو معترف بها كممثل شرعي ووحيد لشعب يناضل ويكافح من أجل حقه المشروع في تقرير المصير. وأكدت أرانشا كونزاليس، في هذا السياق على موقف بلادها من قضية الصحراء الغربية معتبرة أن مسؤولية مدريد في الملف تبقى "العمل بشكل بناء مع الأممالمتحدة لإيجاد حل نهائي للنزاع على أساس الاحترام الكامل للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن". وقالت إن ذلك "يحتاج إلى تدخل من المجتمع الدولي". وفي ردها على موقف بلادها من دعوة المغرب للتفاوض حول مدينتي سبتة ومليلية الواقعيتين شمال المغرب والتابعتين للسيادة الإسبانية، جددت الوزيرة بلهجة صارمة رفض مدريد لأي مفاوضات بالقول "بالطبع وبشكل قاطع لا". وحمل رد وزيرة الخارجية الإسبانية، في طياته نوع من الامتعاض والحزم إزاء المغرب الذي حاول ابتزاز مدريد بورقة الهجرة بعدما فتح حدوده شهر ماي الماضي أمام آلاف المهاجرين غير شرعيين غالبيتهم من القصر، للتدفق على مدينة سبتة الواقعة تحت السيادة الإسبانية. وظن المغرب مخطئا أنه سيتمكن من فرض منطقه في قضية الصحراء الغربية ليس فقط على إسبانيا بل على كل الاتحاد الأوروبي قبل أن يتفاجأ بتدخل هذا الأخير بقرار من البرلمان الاوروبي يرفض فيه الابتزاز المغربي واستغلال القصر لأغراض سياسية وحث الرباط على احترام حدود الاتحاد الأوروبي. وانقلب السحر على الساحر عندما قررت الحكومة الاسبانية اعادة النظر في النظام الخاص المعمول به في دخول المغاربة المعفيين من التأشيرة إلى مدينتي سبتة ومليلية الاسبانيتين باعتبارهما تنتميان إلى فضاء شنغن.