دق القائمون على قطاع الصحة بولاية سطيف، ناقوس الخطر بخصوص الوضعية الصحية عبر تراب الولاية، جراء تفشي وباء "كورونا" المستجد، والتزايد المخيف في عدد الإصابات، التي جعلت مستشفيات الولاية تشهد ضغطا مستمرا، بفعل المصابين وحالة التشبع التي تعرفها جميع المصالح الاستشفائية، موجهين نداءات إلى المواطنين للالتزام بالوعي والمسؤولية وإجراء عمليات التلقيح. أكد مدير الصحة بولاية سطيف، السيد عبد الحكيم دهان، أن الوضعية الصحية بالولاية محرجة، في ظل ارتفاع مؤشر الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد، خلال الأسابيع الأخيرة، وقد تخرج على السيطرة في حال عدم تقيد المواطنين بقواعد الوقاية واستمرار الأوضاع على حالها. أوضح نفس المتحدث، أن الوضح الصحي الحالي، يستدعي دق ناقوس الخطر،ليس للتهويل أو التخويف، فالواقع تعكسه نسبة التشبع عبر جميع مستشفيات الولاية بأعداد المرضى المصابين، التي فاقت نسبة 65 بالمائة، يوجد حاليا قرابة 350 مريض يتلقون العلاج بمختلف المستشفيات، والعدد مرشح للزيادة. وبخصوص المناطق الأكثر تضررا، أكد السيد عبد الحكيم دهان، أن أكثر الإصابات المسجلة، من عاصمة الولاية، متواجدة بالمستشفى الجامعي "سعادنة محمد عبد النور"، تليها كبريات المدن من حيث تعداد السكان، على غرار العلمة وعين ولمان وعين آزال وبوقاعة وعين الكبيرة بدرجة أقل، وفي هذا السياق، تم تخصيص 140 سرير بمستشفى سطيف، يوجد منه حاليا أزيد من 110 سرير مشغولا، وأقل من 30 سريرا شاغرا، جعل الأطقم الطبية العاملة بالمستشفى، تعيش تخوفا من التشبع خلال الساعات والأيام القادمة، حيث وضع برنامج مستعجل يتمثل في فتح أقسام ومصالح أخرى جديدة خاصة ب"الكوفيد"، بداية من الأسبوع القادم . أرجع المسؤول الأول على القطاع، حالة التذبذب في التموين بمادة الأوكسجين التي شهدها عدد من المستشفيات، في الأيام القليلة المنقضية، إلى الشركة الموزعة للأوكسجين، حيث شهد مستشفى عين ولمان، جنوب الولاية، نقصا حادا في هذه المادة، لكن سرعان ما تم التحكم في الوضع، بإسراع القائمين على القطاع في الولاية، إلى التعاقد مع ممول ثان يضمن توفر الأوكسجين في كافة المستشفيات، ضمن قرارات مستعجلة. بخصوص عمليات الكشف على الإصابات، أوضح السيد دهان أن مصالحه تتوقع الحصول على كميات كبيرة من كاشفات PCR، تضمن الوفرة لمدة زمنية تقارب الستة أشهر، وأن عدد الكشوفات التي تجرى بمستشفى سطيف وحده، تزيد عن 80 حالة يوميا، كاشفا عن تخصيص 99 نقطة وفضاء لإجراء عمليات التلقيح بسطيف، والتي أسفرت إلى حد الساعة على إحصاء 35 ألف مواطن، وهي نسبة تبقى ضعيفة مقارنة بعدد سكان الولاية. أكد السيد دهان، أن موجة الفيروس الأخيرة تختلف عن سابقتها، من حيث الأعراض التي تسجل، كاضطرابات في الجهاز الهضمي وغيرها، مما أرهق الأطقم الطبية للتكفل بهذه الحالات، فظلا عن ظروف العمل التي باتت تميز أصحاب المآزر البيضاء، من تعنيف ومضايقات من قبل مرفقي المرضى. تجدر الإشارة، إلى أن الأسرة الطبية بولاية سطيف، فقدت منذ أيام قليلة رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بالمؤسسة الاستشفائية العمومية "محمد بوضياف" بعين ولمان، الدكتور سليمان بن توهامي، متأثرا بمضاعفات فيروس "كورونا" المستجد.