وضعت مصالح الدرك الوطني بالعاشور حدا لنشاط عصابة أجنبية خطيرة متكونة من 11 شخصا، مختصة في تزوير العملة والمتاجرة بها، وحجزت 217 ورقة نقدية مزورة من فئة 100 أورو، 328 ورقة أخرى من فئة 500 أورو، تسع أوراق من فئة 200 أورو و30 ورقة من فئة 50 أورو، بالإضافة إلى 215 ورقة أخرى من فئة 100 دولار، و96 ورقة من فئة 1000 دينار جزائري. وقد تم توقيف سبعة أشخاص من أفراد هذه العصابة التي تتكون من 11 رعية إفريقية، فيما لا يزال أربعة آخرون في حالة فرار، وقال النقيب بوسهلة محمد قائد الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بالدويرة في ندوة صحفية عقدها أمس بكتيبة الدرك بالعاشور بالجزائر، أن هذه العصابة التي تمتهن تزوير العملة الأجنبية والوطنية من مختلف الفئات لها امتداد عبر عدة بلديات بالعاصمة كدالي ابراهيم، بن عكنون، الشراقة وعين بنيان. وتوصلت فرقة الدرك الوطني إلى تفكيك هذه العصابة وإحباط محاولة ترويج عملتها المزورة بالسوق بناء على معلومات مؤكدة تلقتها مفادها تردد رعايا أجانب بطريقة مشبوهة على مسكن متواجد بشارع بوجمعة خليل بوادي الرمان بالعاشور. وبعد التحريات الأولية للفرقة وتمكنها من ترصد تحركات هؤلاء الأجانب التي كانت تشوبها عدة شبهات تم الاتصال بوكيل الجمهورية لدى محكمة الشراقة لطلب رخصة تفتيش المسكن الذي كان يتردد عليه المشتبه فيهم. وخلال تفتيش هذا المسكن يوم الأربعاء الماضي في حدود الساعة السابعة مساء ألقت مصالح الدرك القبض على المتورطين وهم ثلاث نساء من جنسية كاميرونية ورجل من جنسية مالية في حالة تلبس، وتم حجز المبالغ المالية المزورة بالدينار، الدولار والأورو المذكورة سابقا كما تم حجز عتاد كامل يستعمل في تزوير النقود، إلى جانب عدة وثائق وشهادات مزورة منها عقود الزواج لجمهورية مالي، تذاكر السفر على متن الطائرات وكلها ملفات منسوخة بجهاز السكانير. ومكن التحقيق بالاعتماد على تصريحات الموقوفين من التوصل إلى بقية عناصر العصابة التي كانت تؤجر مسكنا متواجدا بحي توري حميدة بعين بنيان ملك لشخص جزائري حيث تم القبض على أربعة أشخاص آخرين من جنسيات إفريقية من بينهم قاصر لا يتجاوز سنها ال 16 سنة بعد الحصول على إذن بتفتيشه. وحسب تصريحات الموقوفين فالعصابة كانت تقوم بتزوير العملة عن طريق نسخ أوراقها ثم معالجتها بجهاز السكانير ليتم بعد ذلك وضعها في مساحيق وسوائل مختلفة حتى تبدو وكأنها أصلية لتسهيل عملية ترويجها بحيث لا يتم التفطن بأنها مزورة. كما تم خلال عملية تفتيش بيت العصابة حجز مجموعة من المواد الأخرى التي تستعمل في الشعوذة، حسب مصالح الدرك التي أكدت أن أحد الموقوفين اعترف بممارسته للسحر والشعوذة، حيث قال أنه "يتمتع بقدرة على شفاء المرضى من مختلف الأمراض" غير أن هذه التصريحات مجرد إشاعات للنصب والاحتيال على الناس حسب نفس المصادر. وكانت فرقة الدرك الوطني بالعاشور قد أوقفت خمسة رعايا أفارقة بتهمة حيازة وصنع مواد وأدوات تستعمل لتزوير العملة، تحريض قاصر على الفسق وفساد الأخلاق، حيازة أفلام وصور خليعة، الهجرة والإقامة غير الشرعية، إلى جانب توقيف جزائري بتهمة إيواء هؤلاء الأفارقة بدون رخصة. وذلك بناء على معلومات تلقتها الفرقة الإقليمية للدرك بالعاشور مفادها أيضا تردد رعايا أجانب بطريقة مشبوهة على مسكن بحي سيدي مبارك ببلدية العاشور، وبعد تفتيش هذا المنزل بترخيص من وكيل الجمهورية في شهر نوفمبر لماضي تم حجز عدة أجهزة ومواد تستعمل في تزوير العملة الأجنبية من فئة 100 أورو والسحر والشعوذة مع النصب والاحتيال. واعترف الأشخاص الموقوفون أن عصابتهم التي تنشط ما بين العاشور، دالي ابراهيم وباب الزوار يمتد نشاطها إلى ولايتي وهرانوتلمسان وهي متكونة من تسعة أشخاص لا يزال ثلاثة منهم في حالة فرار. وبالنظر إلى الصور التي حجزت بحوزة الموقوفين تم التأكد من أن العصابة لها عدة علاقات مشبوهة، حيث ضبطت بحوزتها صور مع شخصيات، بالإضافة إلى صور يظهر فيها أحد أفراد العصابة وهو يحمل أربع قطع من الذهب الخالص "لانغو" كانت تستعمل من طرف أفراد العصابة للإيقاع بالضحايا وإيهامهم بأنهم من رجال أعمال جاؤوا للاستثمار بالجزائر. وحجزت مصالح الدرك الوطني خلال الثلاثي الأول من السنة الحالية 69 ورقة نقدية مزورة من فئة 200 دينار، بالإضافة إلى 2894 ورقة أخرى مزورة من فئة ألف دينار، و234 ورقة من فئة 500 دينار، إلى جانب مبالغ أخرى مزورة بالعملة الصعبة تمثلت في 11 ورقة من فئة 200 أورو، 3 أوراق من فئة 100 أورو وورقتين من فئة 50 أورو مزورة بعدة ولايات من الوطن كعين الدفلى، ميلة، الوادي، وهران، البيض، تبسة، أم البواقي، قسنطينة، مسيلة، الطارف، سطيف، تلمسان، الجزائر، المدية، سكيكدة وبومرداس، تورط فيها عدة أشخاص أغلبهم أفارقة من جنسيات مختلفة خاصة من مالي الذين يدخلون للجزائر بطريقة غير قانونية ويقيمون بها بدون وثائق تسمح لهم بالتواجد على التراب الوطني، وهو ما يبين أن المهاجرين السريين أصبحوا ينشطون في تزوير العملة للحصول على أموال تضمن إقامتهم وتغطي مصاريفهم بالجزائر بعدما ظلوا في السنوات السابقة يتاجرون في المخدرات التي يأتون بها من بلدانهم سعيا منهم لجمع المال للهجرة إلى أوروبا عن طريق الجزائر التي يتخذونها كمنطقة عبور للتنقل إلى الضفة الشمالية.