تجري الاستعدادات على قدم وساق بالعاصمة الأذربيجانية، باكو، لتنظيم تظاهرة ثقافية وفنية كبرى، بمناسبة الاحتفال بها كعاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2009، حيث ستستضيف خلال الفترة من 13 إلى 15 أكتوبر القادم، المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الثقافة. وفي هذا السياق، أكد السيد صابر أغبيوف، السفير الأذربيجاني المعتمد بالرباط، أن بلاده اتّخذت كافة التدابير التي يتطلبها تنظيم هذه التظاهرة. وأوضح الدبلوماسي الأذربيجاني، في حديث لوكالة المغرب العربي، أنّ أذربيجان أعدّت بتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (الأيسيسكو)، برنامجا حافلا من الأنشطة والتظاهرات الوطنية والإقليمية والعالمية. وأشار في هذا السياق، إلى أنّ بلاده سترعى مؤتمرات وتظاهرات وطنية وإقليمية ودولية، تسعى إلى تعميق الحوار بين الثقافات والحضارات، والتعريف بدور مؤسسات المجتمع المدني في تحسين الوعي بمسألة الخصوصية الثقافية والتنوع الثقافي، وسبل توظيف الإرث الثقافي والحضاري في إنعاش القطاع السياحي. وأضاف سفير أذربيجان أنّ البرنامج يشمل أيضا تظاهرات أخرى تروم الاحتفاء بأشهر المفكرين الإسلاميين بأذربيجان، وتفعيل دور وسائل الإعلام في التصدي للحملات الدعائية المغرضة التي تحاول النيل من الإسلام والحضارة الإسلامية. كما ستنظم معارض، وستخصص الإيسيسكو بالمناسبة جوائز لمن ينجز من المبدعين أعمالا فنية حول باكو، فضلا عن إحداث كرسي "الأيسيسكو" للتعليم حول الحوار وثقافة السلم بجامعة باكو، وتكريم وجوه جامعية بارزة بأذربيجان. يذكر أنّ برنامج "عواصم الثقافة الإسلامية"، كان قد اعتمده المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي عقد في الجزائر خلال سنة 2004. ويرمي البرنامج بالدرجة الأولى إلى نشر الثقافة الإسلامية وتجديد مضامينها وإنعاش رسالتها، وتخليد الأمجاد الثقافية والحضارية لعدد من العواصم الإسلامية، التي تم اختيارها وفقا لمعايير دقيقة ومراعاة لما قامت به من أدوار في خدمة الثقافة والآداب والفنون والعلوم والمعارف الإسلامية عبر مسيرتها التاريخية. كما يهدف البرنامج، حسب وثيقة صادرة عن "الأيسيسكو"، إلى تقديم الصورة الحقيقية للحضارة الإسلامية ذات المضمون الإنساني إلى العالم أجمع، وذلك عبر إبراز المضامين الثقافية والقيم الإنسانية لهذه الحضارة، التي منها استمدت النهضة الأوروبية أنوارها، وعلى أساسها قامت الحضارة الإنسانية المعاصرة على اختلاف مشاربها، الأمر الذي من شأنه المساهمة إلى حد كبير في تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات وإشاعة قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب. واعتبرت الوثيقة أن الاحتفال بعواصم الثقافة الإسلامية، تعبير وافي الدلالة على أهمية العمل الثقافي بتعدد مجالاته وتنوع مناحيه، باعتبار الثقافة في مفهومها العام ومدلولها الشامل، حجر الزاوية في البناء الحضاري للأمم. يذكر أنّ مدن حلب وأصفهان وتمبوكتو، شهدت سنة 2006 مثل هذه الاحتفالات، فيما تم الاحتفاء سنة 2007 بكل من فاس وطرابلس الليبية وطشقند ودكار، وفي سنة 2008 كان دور الإسكندرية ولاهور وجيبوتي.. وسيتم خلال هذه السنة الاحتفاء بأربع عواصم ثقافية إسلامية أخرى هي القيروان التونسية عن المنطقة العربية وباكو بمناسبة استضافتها للمؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الثقافة في الخريف القادم، وكوالالمبور عن المنطقة الآسيوية، وانجامينا عن المنطقة الإفريقية.