ملعب الثامن ماي 45، جمهور غفير، طقس جميل، أرضية جيدة، تنظيم محكم، تحكيم للثلاثي: حواسنية، بولكرينات وباداش. بخسارته سهرة أول أمس بسطيف أمام الوفاق المحلي، يكون رائد القبة قد رهن كل حظوظه في البقاء ضمن حظيرة القسم الوطني الأول، ووضع بذلك القدم الأولى في القسم الثاني، وذلك بالرغم من الوجه الجيد الذي ظهر به أشبال المدرب صفصافي، الذين أسالوا العرق البارد ل"نسور الهضاب" التي لم تقنع أنصارها بأدائها الهزيل. وكان بإمكان رفقاء يحيى شريف العودة إلى الديار بنقطة تبقي لهم بصيصا من الأمل، لولا رصاصة الرحمة التي أطلقها الإيفواري أديكو في الدقيقة 67، التي أرادت أن تبقي كامل الزاد بمدينة عين الفوارة وتزيد من متاعب كتيبة المدرب صفصافي. أبناء القبة الذين قدموا إلى سطيف وكلهم عزم على تحقيق نتيجة إيجابية، تجلى منذ الدقائق الأولى من انطلاق اللقاء، من خلال طريقة لعبهم الهجومية، فبالرغم من تلقيهم هدف أول في الدقيقة الثانية برأسية المدافع إسماعيل ديس، بقي رفقاء يحيى شريف يبحثون عن السبل المثلى لاختراق الدفاع السطايفي والوصول إلى مرمى الحارس حجاوي، الذي ظل في راحة تامة طيلة العشرين دقيقة الأولى، حيث كاد بن يحيى أن يهز الشباك لولا تدخل العيفاوي الذي أنقذ مرماه من هدف محقق.. لكن تسرع الضيوف واندفاعهم إلى الأمام كلفهم هدفا ثانيا في الدقيقة 21 بواسطة جديات بعدما وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس مقران. بعد هذا الهدف، كان الجميع ينتظر انهيار العناصر القبية، غير أن الأمور انقلبت رأسا على عقب، حيث سارت باقي مجريات الشوط في اتجاه واحد لصالح الزوار، الذين نقلوا الخطر إلى منطقة حجاوي الذي مر بفترات ساخنة رفقة دفاعه المرتبك، فكاد بن يحيى أن يقلص الفارق في كذا من مرة. في المرحلة الثانية، دخلها أشبال صفصافي بقوة حيث لم تمر سوى ثلاث دقائق حتى تمكن ساكو من تسجيل الهدف الأول بعد عمل جميل قاده بن يحيى، وهي الإصابة التي أدخلت الشك في نفوس رفقاء القائد رحو، الذين ركنوا إلى الخلف فاسحين المجال أمام القاطرة الأمامية للقبيين، الذين استرجعوا توازنهم و استطاعوا ان يعدلوا الكفة في الدقيقة الستين عن طريق بن يحيى اثر خطأ فادح من الظهير بن شعيرة.. هذا الهدف جعل أيت جودي يراجع حساباته بلعب جميع أوراقه الهجومية لامتصاص غضب الأنصار بإقحام كل من حيماني وبوعزة اللذين أعطيا نفسا آخر لرفاقهم، وبقي الجميع يعيش المقابلة على أعصابه إلى غاية الدقيقة 67، و هي اللحظة التي وقع فيها الإيفواري أديكو هدف الانتصار بقذفة صاروخية.